اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، أن عدم مساعدة الأكراد في قتالهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش"، في مدينة عين العرب (كوباني) السورية أمر "غير مسؤول".
وقال كيري، عقب إلقاء الطائرات الأميركية، صباح اليوم، أسلحة وذخائر ومواد طبية للمقاتلين الأكراد في عين العرب، إن "إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، أمر غير مسؤول كما أنه صعب أخلاقيا".
ويأتي تصريح كيري، في حين أكّدت تركيا أن مجالها الجوي لم يُستخدم في هذه العمليات. إلا أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أنّ بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة مقاتلي "البشمركة" على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بالأراضي التركية لمحاربة "داعش".
وكانت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى قد أعلنت، في بيان، أن طائرات شحن عسكرية من طراز "سي 130" نفذت عدة عمليات إلقاء مؤن من الجو، مشيرة إلى أن هذه المؤن قدمتها سلطات إقليم كردستان - العراق وهدفها "إتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على كوباني".
وأوضحت "سنتكوم" أن "طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفّذت، حتى اليوم، أكثر من 135 غارة جوية استهدفت مسلحي التنظيم في كوباني، بينها 11 غارة شنت يومي الأحد والسبت، وساعدت المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها الدولة الإسلامية لقطع خطوط إمداداتهم من تركيا".
ورأت "سنتكوم" أن "المؤشرات تدل على أن هذه الغارات، بالتضافر مع المقاومة المستمرة على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أدت إلى تباطؤ تقدم التنظيم داخل المدينة، وأسفرت عن مقتل المئات من مقاتليه وتدمير أو إعطاب العشرات من معداته العسكرية ومواقعه القتالية". وحذرت، في الوقت ذاته، من أن "الوضع الأمني لا يزال هشاً في كوباني حيث يواصل تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة وتواصل القوات الكردية مقاومته".
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن مجال تركيا الجوي لم يستخدم في عمليات إسقاط الأسلحة الأميركية في عين العرب.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي منجي حامد، إن أنقرة اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بالأراضي التركية لمحاربة التنظيم، موضحاً "نساعد مقاتلي البشمركة الأكراد على عبور الحدود للتوجه إلى كوباني، ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع". وأضاف: "لم نشأ أبداً أن تسقط كوباني، وقد قامت تركيا بعدة مبادرات للحؤول دون ذلك".
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن أبلغت تركيا أن "إسقاط أسلحة للأكراد السوريين لا يمثّل تغييراً في السياسة الأميركية". وأعرب عن أمل بلاده في أن "يواصل الأكراد، الذين اثبتوا أنهم مقاتلون أشداء وبواسل، قتالهم".
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور شليل، إن "الأسلحة والذخائر التي ألقتها الطائرات الأميركية ستساعد المقاتلين الأكراد كثيراً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أن "المساعدات العسكرية كانت جيدة وواشنطن مشكورة على هذا الدعم"، معرباً عن أمل الأكراد "في مزيد من الدعم"
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها