في نيسان الماضي انتفضت الجامعات الأميركية احتجاجا على مشاهد المجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، واستنكارًا لاستمرار الدعم اللامحدود الذي تقدمه الإدارة الأميركية للعدوان الإسرائيلي، إذ شهدت أكثر من خمسة وسبعين جامعة فعاليات احتجاجية ونصب خيام في باحاتها، لينتقل الحراك إلى الجامعات الأوروبية والآسيوية والأفريقية كذلك، وهذا ما استدعى لجوء السلطات الأميركية لقمع هذه الاحتجاجات والاستجابة للمطالب الإسرائيلية بالتصدي لها. 

وعلى ضوء قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية، ذكر موقع إنترسبت أن الشرطة الأميركية اعتقلت أربعة طلاب من إحدى الجامعات بتهمة بالتخريب الجنائي في ما يتعلق بالاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مضيفًا أن هذه الاعتقالات تعتبر جزءاً من الذراع الطويلة لحملات القمع للاحتجاجات التي بدأت في الربيع واستمرت هذا الخريف. 

وأشار الموقع إلى أن مسؤولين في بعض الجامعات وصفوا الكتابة على الجدران بالمعادية للسامية، حيث خطّ الطلاب شعارات مؤيدة لفلسطين ومناهضة للاحتلال، كما طلوا بعض الجدران باللون الأحمر تعبيرًا عن سفك دماء المواطنين من أطفال ونساء في قطاع غزة. 

هذا وأصدرت جامعة كيس ويسترن إشعارات بالإيقاف المؤقت أو تحذيرات أخرى لعدد من طلبتها كما منعت بعض الطلاب الخريجين من دخول الحرم الجامعي، بالإضافة إلى إيقاف طالب واحد عن الفصل الدراسي الخريفي وهو رئيس فرع الجامعة لنادي طلاب من أجل العدالة في فلسطين. 

وأدّت حملة القمع ضد احتجاجات الطلاب إلى سلسلة من القضايا في المحكمة والشكاوى الفيدرالية، إذ رفع طلاب في جامعة كاليفورنيا دعوى قضائية ضد مستشار الجامعة ومجلس الأمناء، مشيرين إلى أن الجامعة أوقفت المتظاهرين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.