وسط مهرجانات الدم المنتشرة في عالمنا العربي في مشرقه ومغربه.. وفي صحراء ليبيا وجبال تونس وغابات الصومال واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وسيناء.. حيث يشرب عرب دم عرب ومسلمون دماء مسلمين.. وأجانب متأسلمون وعجم وترك ومحتلون اسرائيليون الدم العربي المصفى بواسطة عرب آخرين.. أعلنت شركة عربية عن مهرجان شرب الخمر.. لم تثر مهرجانات شرب الدم حفيظة أحد.. ولم يرغ أحد ويرعد ويزبد على ذبح العربي في بلاده من المحيط إلى الخليج لأن منظر الدم المسفوك ظلما بات عادياً ولأن هناك قنوات وأنظمة وتيارات تحرض عليه وتزين سفكه دون مساءلة.. أما عندما أعلنت تلك الشركة عن مهرجان شرب الخمر.. فقامت قيامة بعض الناس وأظنهم أعلنوا النفير العام لغزوة المهرجان وتحطيم الكؤوس والدنان. لأن شرب المنكر ما بعده منكر.. أما ذبح الأبرياء وترميل النساء ونكح القاصرات وتعهير الطاهرات فهو مباح.
يروى أن وفداً من قضاة القدس ودمشق توجهوا إلى بغداد لطلب النجدة من آخر الخلفاء وكان خاضعاً لسلطان سلجوقي يتهيمن على دولة الخلافة ضد الفرنجة الذين احتلوا فلسطين.. فلم يجبهم وذهبوا إلى السلطان السلجوقي فلم يفهم كلامهم لأنه لا يعرف العربية.. وعندها قرر قاضي قضاة الشام التوجه إلى الناس وكان يوم جمعة في رمضان فوقف على المنبر وخطب بحماس وانفعال داعياً إلى الجهاد لتحرير بيت المقدس وليس إلى جهاد النكاح ولم يتأثر أحد من المصلين فأصابه اليأس ومد يده إلى إبريق ماء وتظاهر بشرب جرعة ماء.. وهنا هب المصلون غاضبين وهم يصرخون أو تفطر في رمضان فوق المنبر.. فوضع الرجل الإبريق.. وقال "الآن عرفت حدود دينكم" وقفل راجعاً إلى دمشق..
الآن لو وقف أحدهم ودعا إلى ارتكاب مذبحة أو حفل نكاح جهادي لتقاطر الناس إليه مهللين مكبرين والعياذ بالله.