واصل القصف الاسرائيلي المكثف على قطاع غزة الاحد حاصدا 17 شهيدا على الاقل بينهم خمسة مواطنين من عائلة واحدة وهم أم وأطفالها الاربعة، وبينما اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان هذه الحرب ستكون طويلة وستتواصل حتى "تحقيق اهدافها"، وفي الوقت الذي يستعد جيش الاحتلال لإبعاد ما سماه «تهديد قذائف الهاون» ومصادقة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست على استدعاء 10 آلاف من جنود الاحتياط، لمح مسؤولون إسرائيليون إلى أن نتنياهو يفضل العودة للمفاوضات في القاهرة بأقرب وقت ممكن، مشيرين إلى أن إسرائيل لا تتحمل حرب استنزاف، وأن نتنياهو قد يسارع إلى إحياء المبادرة المصرية لإغلاق الطريق أمام قرار دولي لا يأخذ بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية. بدورها، أكدت مصر ان اتصالاتها مستمرة لإعادة الجانبين الى المفاوضات من أجل التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، إن الاتصالات المصرية مستمرة مع الأطراف المعنية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للعودة إلى المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة.
وأكد عبد العاطي في تصريحات صحفية، امس، أن هذه الاتصالات لم تتوقف على الإطلاق منذ كسر التهدئة، وأن المفاوضات التي ترعاها مصر تأتي في إطار حرصها الشديد على وقف حمام الدم الفلسطيني، وحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني. وأعرب عن أمله بأن تتم الاستجابة للدعوة المصرية بالدخول في تهدئة غير محددة المدة، والحضور مرة أخرى للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين لتناول كافة القضايا المطروحة التي تهم كل طرف بما يحقق المصالح الفلسطينية.
وأوضح عبد العاطي أن السلطات المصرية تقوم بجهد من خلال مفاوضات غير مباشرة، انطلاقا من مسؤولية مصر التاريخية تجاه الأشقاء الفلسطينيين وحرصها الكامل على وقف سفك دماء الأبرياء، وذلك من خلال طرح الأفكار والاستماع إلى مواقف كل طرف ثم تطويرها في إطار أفكار محددة تتناول قضايا التهدئة وقضايا رفع الحصار. وأكد أن السلطات المصرية تسعى للوصول لهدنة غير محددة المدة بين الطرفين معولة في ذلك على تحمل الطرفين لمسؤوليتهما مع وجود رغبة مشتركة من الجانبين، لإعطاء فرصة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة للانتهاء من باقي النقاط الخلافية التي لم يتم حسمها حتى الآن.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش الإسرائليي وضع هدفا جديدا للمعارك وهو إبعاد ما سماه «تهديد قذائف الهاون» التي لا يمكن رصدها والتحذير منها قبل سقوطها. وقالت إن الجيش سيحاول إبعاد خلايا إطلاق قذائف الهاون إلى عمق قطاع غزة، إلى مسافة تقلل من تهديدها.
وعلى الصعيد السياسي، نقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤول سياسي أن نتنياهو يفضل التوجه بأسرع وقت ممكن لتسوية سياسية. وقال: "رغم تزايد قصف القذائف الصاروخية في نهاية الأسبوع ، فإن نتنياهو يفضل إنهاء الحملة العسكرية باتفاق بوساطة مصرية، لكن ليس بأي ثمن". وأضاف أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ما زالت سارية المفعول لكن «إسرائيل لن تعود لطاولة المحادثات طالما تواصل إطلاق القذائف الصاروخية».
وقال المسؤول إن نتنياهو ووزير الجيش موشي يعلون لا يرغبان بتوسيع العمليات ولا يتمتعان بدعم دولي صلب لمثل هذه الخطوة، لكنه أشار إلى أن «توسيع الحملة العسكرية ما زال خيارا وما زال شن عملية برية ثانية على جدول الأعمال».
وقالت الصحيفة إن إسرائيل أمام خيارين للتسوية: قرار من مجلس الأمن الدولي، أو العودة لطاولة المفاوضات في القاهرة. وأضافت أن المقترح الأوروبي الذي تعمل الدول الغربية عليه سيكون جاهزا خلال أسبوع وتبذل إسرائيل جهودا للتأثير على فحواه. لكن نتنياهو يفضل تجديد مفاوضات القاهرة هذا الأسبوع من أجل كبح مشروع القرار الأممي الذي لا يخدم المصالح الإسرائلية بالقدر الكافي. وقالت الصحيفة إن مشروع القرار الذي تدفع به بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدعم أميركي يقلق إسرائيل لانه يتضمن دعوة لتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود عام 1967.
وقال نتنياهو امس، ان "عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق اهدافها (...) وهذا قد يستغرق وقتا". واضاف "حماس تدفع، وستواصل دفع الثمن باهظا للجرائم التي ترتكبها"، حسب تعبيره. وقال نتنياهو في تصريحات علنية اثناء اجتماع للحكومة امس "أدعو سكان غزة إلى اخلاء أي موقع تنفذ فيه حماس نشاطا إرهابيا على الفور. كل واحد من هذه الأماكن هو هدف لنا"، ما يمهد الى انه يعتزم ارتكاب المزيد من جرائم الحرب.
وقال نتنياهو "ليس هناك ولن تكون هناك اية حصانة لأي شخص يطلق النار على السكان الاسرائيليين وهذا ينطبق على كل قطاع وكل الحدود"، في اشارة الى سقوط صواريخ اطلقت من لبنان واخرى من سوريا.
واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان "ان خمسة صواريخ على الاقل اطلقت من سوريا واصابت نقاطا عدة في الجولان" المحتل الاحد دون ان تسبب اصابات. وصرحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان مصدر الصواريخ لم يعرف على الفور والجيش الاسرائيلي لم يرد.
ولم يشر نتنياهو اطلاقا الى المفاوضات غير المباشرة التي تعقد في القاهرة ولا الى الدعوة المصرية السبت الى الطرفين لاستئنافها بعد ان كانت علقت بسبب انهيار التهدئة الاخيرة.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان الفلسطينيين اطلقوا امس 130 صاروخا او قذيفة على اسرائيل سقط عدد منها على معبر ايريز (بيت حانون) موقعا خمس اصابات. كما علم من مصدر طبي في اسرائيل ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح بالغة في عسقلان في جنوب اسرائيل نتيجة القصف الفلسطيني. وقررت اسرائيل اغلاق معبر ايريز ما لم تكن هناك حالات طبية خطيرة جدا تستدعي نقلها الى اسرائيل.
واعلن جيش الاحتلال امس انه استهدف في احدى غاراته الجوية مسؤولا ماليا في حركة حماس ما ادى الى استشهاده. وقال المتحدث باسم الجيش ارييه شاليكار لوكالة فرانس برس ان محمد الغول كان "ناشطا هاما في حماس عمل في مجال تحويل الاموال لبناء البنية التحتية الارهابية في غزة مثل الانفاق، وكان هدفا رئيسيا بالنسبة لاسرائيل".