يؤكد المعلق الاقتصادي الإسرائيلي، نحاميا شتسلر، أن إسرائيل من دون دعم الولايات المتحدة تعود لحجمها الطبيعي "صغيرة وهشة"، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلة «المتغطرس»، بنيامين نتنياهو، لا يدرك طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة، ولا يدرك أن إسرائيل هي «نملة إلى جانب الفيل الأمريكي».
وفي مقالة لا تخلو من التهكم، نشرت في صحيفة "هآرتس" كتب شتسلر أن "نتنياهو يعرف أمريكا، فهو خبير في الشؤون الأميركية. هو يعرف تماما مع من نتعامل، مع الأمريكيين البسطاء الذي لا يفقهون شيئا. سيعلمهم ما هو الإرهاب، وما هي حماس، ولماذا أبو مازن هو «الرجل السيء» في القصة".
ويضيف: "سيشرح نتنياهو لأوباما ما هي المصالح الحقيقية للولايات المتحدة، وكيف يمكن تفعيل الكونغرس بشكل جيد. وإذا ما أغضبه أكثر مما ينبغي هو (نتنياهو) يعتزم- وهذا سر عميق- وقف تحويل المعونات السنوية، وعلى أوباما أن يتدبر أموره لوحده، آن الأوان".
ويتابع: "من فرط فهم نتنياهو بأمريكا، راهن على الحصان الخطأ، حينما دعم الجمهوري ميت رومني في سباق الرئاسة مقابل أوباما. وبعد ذلك عين رون درامر، ناشط جمهوري سابق، سفيرا في واشنطن، وتحول سريعا إلى شخص غير مرغوب في محافل الإدارة الأمريكية".
ويتابع: "وحينها، وبدل أن يحاول تحسين العلاقات، تعهد نتنياهو بأنه سيعمل على دفع حل "دولتين لشعبين"، لكنه عمل بالعكس، زاد البناء في المستوطنات وفجر المفاوضات مع أبو مازن".
ويضيف: "منذ زمن ليس ببعيد طلب من الولايات المتحدة دعما ماليا إضافيا للقبة الحديدية، وطلب استخدام الذخيرة من مخازن الطوارئ الأمريكية في النقب، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه تحركه ضد الحزب الديمقراطي لكي يمنى بهزيمة في الانتخابات القريبة للكونغرس بعد حوالي شهرين. جن جنون الديمقراطيين، وبات نتنياهوبالنسبة لهم عدو".
ويمضي قائلا: "من فرط غطرسته وعجرفته التي لا تتأسس على شيئ، أهان نتنياهو أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ولم يستمع لتحذيرات أوباما، إلى أن أصدر البيت الأبيض تعليمات بوقف شحنة صواريخ طائرات الأباتشي خلال الحملة العسكرية على قطاع غزة. وبات واضحا للجميع باستثناء ميري ريغيف ونفتالي بينيت بأن نتياهو يعرّض بذلك إسرائيل للخطر".
ويتابع: "الجمهور الإسرائيلي يدرك بأن قوة وتفوق الجيش الإسرائيلي النوعي مرتبطان بالنوايا الحسنة للولايات المتحدة. والأمر لا يقتصر على ثلاثة مليارات دولار سنويا تستغل لشراء الطائرات الحربية الحديثة، وتمويل القبة الحديدية وشراء محركات لدبابات المركافا، بل ايضا بكل ما يتعلق بأسرار الاستخبارات والتعاون العلمي والوضع الاقتصادي".
ويضيف: "كل شركات الائتمان التي تصنف إسرائيل لا تنسى أن تشير مرة تلو الأخرى، بان سبب تصنيف إسرائيل المعقول هو الظهر الذي تمنحه الولايات المتحدة. لهذا يكفي أن يهمس نتنياهو بشي كـ "أنا أعيد النظر في دعمنا الأوتوماتيكي لإسرائيل" كي تقوم شركات الائتمان بتخفيض تدريج إسرائيل وتتوقف البنوك في أنحاء العالم عن منحها اعتمادات مالية".
ويتابع: "حينما يحصل ذلك، يرتفع الدلار بشكل هائل، ويرتفع التضخم، ويهرب المستثمرون الأجانب، ويتحول الفائض في موزانة المدفوعات إلى عجز، ويتدهو الانكماش الذي بدأنا نشعر به إلى ركود شديد. كل واحد منا سيشعر بذلك بشكل فوري وخاصة بازدياد عدد العاطلين عن العمل. وتعود إسرائيل مرة واحدة إلى حجمها الطبيعي، الصغير والهش".
ويضيف قائلا: "مواطنو إسرائيل باستثناء، ريغيف وبينيت، يدركون ذلك جيدا. هم يدركون بأنه لولا "الفيتو" الأمريكي لكان مجلس الأمن فرض على إسرائيل عقوبات اقتصادية قاسية منذ وقت طويل على غرار جنوب أفريقيا. الجمهور على علم أيضا بالمقاطعة الأوروبية الآخذة بالاتساع على البضائع التي تنتج في المستوطنات، ولمقاطعة المستهلكين في أنحاء العالم للمنتجات الإسرائيلية. نتنياهو فقط غير قلق من ذلك".
ويتابع: "على مدى سنوات قيام إسرائيل، الولايات المتحدة أنقذتنا من أزمات اقتصادية مرة تلو الأخرى. إسرائيل حصلت في66 سنوات وجودها على معونات مالية من الولايات المتحدة أكثر من أية دولة أخرى في العالم. يدور الحديث عن نحو 100 مليار دولار، مساعدات مدنية وعسكرية على حساب دافع الضرائب الأمريكي".
ويختتم مقالته بمقولة تهكمية: "لكن بدل الامتنان، نتنياهو يعض اليد التي تطعمنا. لكن فلنصلي لكي لا ينفذ تهديده السري وأن يقلص المساعدات التي يقدمها للفيل الذي يمكن أن ينهار دون مساعدة النملة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها