بقلم: رفعت شناعة/ امين سر اقليم حركة فتح في لبنان

لقد نشرت وسائل الاعلام اليوم الأحد مساءً جزءاً من مقابلة أجريت مع الدكتور ابراهيم خريشة وهو ممثل "م.ت.ف" في مجلس حقوق الانسان حول العدوان الاسرائيلي الحالي والمتصاعد والرد الفلسطيني على العدوان من قطاع غزة. وهنا يهمنا أن نوضّح الموقف الفتحاوي الفلسطيني وهو التالي: إنَّ من بدأ العدوان الاجرامي على الاراضي الفلسطينية عامة هو العدو الإسرائيلي وهذا التصعيد الإجرامي هو الذي أدى إلى استشهاد ما يقارب المائة والثمانين شهيداً من المدنيين وإصابة ما يزيد على الالف جريح، وما يستهدفه الاحتلال بشكل مباشر الابنية السكنية والشقق والبيوت الآهلة بالأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة ودون توقف وليلاً نهاراً في إطار اجتياح بري لقطاع غزة. وما يصدر عن الجانب الفلسطيني هو ردٌ على العدوان، وعلى قصف الطائرات الوحشي والقصف البري والبحري، إنه دفاع عن النفس لأن الذي صعَّد العدوان واخذ القرار بالاجتياح هو الجانب الإسرائيلي وليس الفلسطيني، وهذا ما يجب أن يفهمه العالم بأسره الذي يجب أن يرى الحقيقة كاملة لا أن ينظر بعين واحدة. ولا شك أن الكيان الاسرائيلي الذي بدأ الهجوم عليه ان يتحمَّل تبعات ذلك لأن الجانب الفلسطيني لا يمكنه أن يقف مكتوف الايدي أمام حرق وقتل محمد أبو خضير وعشرات بل مئات الشهداء والجرحى في الضفة والقطاع، والجانب الفلسطيني الذي وقَّع على معاهدة هدنة وقف اطلاق نار العام 2012 ليس هو الذي بدأ العدوان. نحن في حركة فتح لنا الحق في مقاومة الاحتلال مع حرصنا الكامل تجنب المعارك التي تطيح بالمدنيين، وهذا ما يلتزم به الجانب الفلسطيني، واذا كان هنالك رغبة في وقف إطلاق الصواريخ لدى الطرف الفلسطيني بناء على الاتفاق السابق لكن هذا الامر غير منفصل عن إدانة ورفض التصعيد العسكري الإسرائيلي الهمجي قبل كل شيء، شعبنا ليس للقتل، شعبنا يستحق الحياة، والاحترام، والتقدير، وعلى الجانب الاسرائيلي ان يدفع ثمن جرائمه البشعة. من هنا فإننا نتفهم الجهود المضنية التي يبذلها الرئيس ابو مازن على صعيد مؤسسات الامم المتحدة من محاصرة العدوان الاسرائيلي المتصاعد والذي يستهدف المدنيين مباشرةً، وذلك من أجل إنقاذ حياة ابناء شعبنا من المجازر الحالية. كما أننا نفسّر ما جاء على لسان الاخ ابراهيم خريشي في هذا الاطار، فهو يدعو العالم أن ينظر بالعينين إلى ما يجري وليس بعين واحدة، فالذين يعتبرون الصواريخ المنطلقة من قطلع غزة هي ضد الانسانية، عليهم أن يعتبروا أنَّ القصف الجوي والبري والبحري على النساء والاطفل والشيوخ في قطاع غزة او في الضفة هي الجريمة الكبرى ضد الانسانية والبشرية والمتواصلة عبر التاريخ منذ التقسيم وقيام الكيان الاسرائيلي. والاحتلالات والاجتياحات والمجازر. وعلى العالم أن يحترم ضحايا الشعب الفلسطيني قبل ان يتحدث عن ضحايا الكيان الإسرائيلي لأنه لا يوجد ضحايا في هذا الكيان العنصري المغتصب والمتطرف الذي قام على الارهاب والمجازر والقتل من دير ياسين، وكفر قاسم، وقبية، وقانا، وصبرا، وشاتيلا...الخ اما ما يتعليق بإطلاق الصواريخ فالذي يجب إدراكه بأن العمل السياسي، والرؤية السياسية هو الذي يقود العمل العسكري لذالك مطلوب من كافة الأطراف أن تحترم شروط وضوابط المصالحة، وأن تتم عملية تدارس الاوضاع القائمة، والحلول المقترحة، واختيار ما يضمن حقوقنا، وأمن شعبنا ويفوّت الفرصة على نتنياهو الذي يسعى الى تكريس مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية. ولابد ان نعي بأن التوصل إلى حل ليس خيانة، وتقليل عدد الإصابات من المدنيين والأهالي المساكين، ليس تنازلاً وطنياً، وليس تهمة وانما هي أمانة في اعناق القيادة المسؤولة عن شعبها، فكما ان عدوّنا إحترام شعبه وأمّن له الملاجئ لحماية الأرواح مما جعل عدد القتلى معدوماً تقريبا، أيضاً واجبنا أن نفكر جيداً بأرواح شعبنا، فإذا لم نستطيع تأمين الملاجئ في قطاع غزة إلاّ أنّ الواجب يدعونا أن نتحمّل أمانة الأرواح وان نأخذها بالحسبان.