يعكف العاملون في التكية الإبراهيمية في الخليل على تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين منذ عهد بعيد، إلى أن تحولت لملاذ للعائلات المعوزة في مدينة الخليل والقرى المحيطة بها للحصول على وجبات يومية.
فبمجرد أن تطأ قدماك الخليل القديمة ما بين الساعة الـ10 والـ 11 صباحًا، حتى تصل إلى أنفك رائحة الطعام المتطايرة من أوعية من حصلوا على وجبات رمضانية من التكية.
لم ينضب عطاء التكية منذ أنشأها صلاح الدين الأيوبي قبل 800 عام، وأوقف ريعها لإطعام الجند المتجهين للفتوحات الإسلامية، إلا أن إقبال الفقراء والمحتاجين عليها يتضاعف في الشهر الفضيل.
وحول ذلك يقول رئيس قسم التكية في مديرية أوقاف الخليل عمار الخطيب لـ وطن للأنباء "يبلغ عدد المستفيدين من التكية في الأشهر العادية نحو 600، بينما يتزايد عدد المقبلين على التكية في شهر رمضان المبارك إلى نحو 3000".
وأكد الخطيب وهو يتابع مجريات التوزيع في التكية أن الطعام يقدم لكل من يلجأ للتكية، طالبًا يد العون والمساعدة دون تمييز، وتتكون الوجبة في شهر رمضان من حساء مطبوخ، وقطع من اللحم، وربطة خبز.
وبين أن بناء التكية قديم ويحتاج لمزيدٍ من التوسعة، وهو ما تمنعه سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقربها من الحرم الإبراهيمي الشريف.
أما عن مصادر تمويل التكية فأوضح الخطيب أن المصدر الرئيسي لتمويلها هي الصدقات وأموال الزكاة، ومن ثم وزارة الأوقاف.
منذ عشرين عاماً وأنا اعد الطعام في التكية، وأشرف على توزيعها، أشعر بمذاق وبركة غريبة، لما أعده.
ولفت الجعبري إلى أن العمل في التكية يبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة، ويستمر حتى ساعات الظهيرة إلى أن يتم توزيع الكمية التي تطهى يوميًا.
وأشار الجعبري إلى أن أعداد المقبلين على التكية تتزايد بشكل ملحوظ في كل عام، ما يطلب مزيداً من الدعم للتكية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها