بقلم/ أحمد النداف

بعد اجراء الانتخابات الرئاسية المصرية وما اسفرت عنه النتائج التي أدت الى وصول المشير عبد الفتاح السيسي الى سدتها. والتي جاءت متلازمة مع اشتداد الصراع والازمة مع جماعة الاخوان المسلمين واقصاء رموزهم من المفاصل الرئيسة في السلطة المصرية وانطلاقاً من التبدلات الحاصلة على الخارطة السياسية وتفاصيلها التي غيرت الكثير من المشاهد والتفاصيل وعلى رأسها رؤية الاخوان وقياداتهم وراء القضبان مهددين باحكام قد تصل في بعضها الى درجة الاعدام

وعلى ضوء ذلك لا بد من طرح السؤال المهم والذي يتعلق بمصر ومستقبل مصر بعد الآن ؟ وفي ظل استعادة الجيش والمؤسسة العسكرية زمام السلطة والمبادرة.

وللاجابة على هذا السؤال لا بد من ملاحظة الوضع السياسي والاقتصادي والتطورات الجديدة المتأتية نتيجة سنوات الثورة "الانتفاضية" هذا الوضع الذي يبدو انه يأتي على رأس سلم الاولويات بالنسبة للرئيس المشير السيسي على قاعدة الادراك والعمل على اعادته مصر الجديدة الى مكانها الحقيقي والطبيعي على مسرح الخارطة السياسية والاقتصادية وحتى اعادة صياغة التحالفات مع الدول العربية المحيطة والبعيدة وكذلك اعادة صياغة علاقاتها الدولية مع المجتع الدولي بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وصولاً الى باقي الدول الأخرى. واعادة احياء ما كانت مصر تمثله في مجالات حيوية عربية افريقية دولية.

على ضوء  ذلك يبدو ان القيادة المصرية الحالية وعلى رأسها المشير السيسي ومن خلفها قوى كثيرة تنوي السير في طريق استعادة هذه المواقع على خلفية التحولات الكبرى في طبيعة النظام المصري الجديد وهي اهداف مدعومة من الكثير من القوى وان كانت لا تمتلك نفس المفاتيح السابقة على اساس التغيرات في الخارطة السياسية والحزبية الجديدة والتي شهدت انبعاث قوى كانت منسية في زمن النظام السابق كحزب الوفد والجماعات الاخرى وعلى هذا الاساس تأتي التحولات نحو العالم العربي كمدخل في اعاة وصياغة خارطة الدور المصري الجديد والتي تأتي زيارة عاهل المملكة العربية السعودية مؤخراً الى مصر والطريقة التي تم فيها اجتماع "القمة الثنائية" بين الزعيمين والتي ما كانت لتحصل في الظروف الحالية على غير ما حصلت بسبب مرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والتي يبدون انه اصر على  اعطاء هذه الزيارة القمة ابعاداً كبيرة لاعادة رسم المواقع الجديدة التي تمتد من القاهرة فالرياض وصولاً الى دول الخليج العربي وهذا ما يفسر مسارعة تقديم الدعم المالي الكبير من هذه الدول وخصوصاً من المملكة السعودية باستثناء دولة قطر التي على ما يبدو لها حسابات تنافسية اخرى كقوة ثانية في وجه المملكة العربية السعودية وتحالفاتها  والتي كانت تعتقد بأنها ستنجح نتيجة دعمها لحركة الاخوان المسلمين بدءاً من مصر وصولاً الى باقي الدول التي دخلت مرحلة التغيرات الجذرية في انظمتها السياسية. ويبدو ان هذا المحور الذي سيمتد من القاهرة الى الرياض الى الخليج سيكون له الدور الفاعل والرئيس في وجه التبدلات والمحاور الاخرى ومنها بطبيعة الحال المحور الايراني العراقي السوري والذي يخدم بالتالي مصالح استراتيجية تخدم التحولات القادمة في الخارطة الجيوسياسية للعالم العربي خصوصاً ولدول الشرق عموماً ويبدو ان مصر في زمن المشير عبد الفتاح السيسي ستكون امام تحول جديد استراتيجي لن تستطيع اي قوى محلية او اقليمية منعه او الوقوف في وجهه حتى لو وصلت الامور الى المواجهات الدموية كما حصل في صحراء سيناء.