بقلم: الكاتب جمال ايوب
القضية الفلسطينية تبقى هى البوصلة وأعتقد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأهم الان والتي لربما تشكل حاضنة لهذه الثورات ، ونحن أهل فلسطين علينا قراءة تاريخنا والاستفادة من التجارب، فنحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية تحتاج الى كل جهد عربي سواء شعبي أو رسمي وأيضا إلى قوة دفع إقليمية ودولية، إن البندقية التي إنطلقت بها الثورة الفلسطينية أسست لمفردات ثورية ونضالية أجبرت الجميع أن ينظر لمن هم تحت الخيام في سقيع الشتاء وفي حر الصيف على أنهم أصحاب حقوق وقضية ويجب أن تعاد لهم هذه الحقوق. قلعة شقيف اسم سيظل محفورا في ذاكرة الفلسطينيين، حفره الفدائيون بدمهم وكفاحهم ونضالهم ليرسموا به أسطورة الثورة الفلسطينية الحديثة بنضالها وصمودها، والذي به حولت قضية شعبنا من قضية لاجئين إلى قضية شعب يطالب بحقوقه السياسية والوطنية.
شكللت القلعة بالنسبة الى المقاتل الفلسطيني الفتحاوي ذاكرتهم بتفاصيل جغرافيا فلسطين التي حفظوها عن ظهرا قلب من روايات الآباء والأجداد، كما حفزتهم على النضال فمنها كانوا يشعرون بقربهم من الأرض الفلسطينية وقربهم من تحقيق الحلم بالعودة القلعة شكلت خط المواجهة الأول مع العدو الصهيوني وقوات سعد حداد العملية للعدو في الجنوب اللبناني تمركزت في قلعة شقيف كتيبته الجرمق في عام 1980بعد إنزال العدو على القلعة وارنون وكفر تبنيت وحرش النبي طاهر, هادفة من ذلك إلى اختبار قوة المقاومة ونقل المعركة الى مراكز المقاومة الفلسطينية وإجبارها على البقاء في حالة دفاع وتخريب أسلحتها بعيدة المدى، كما تضمنت الأهداف القضاء على أكبر عدد ممكن من أفراد المقاومة, كانت قلعة شقيف جزءا من محور قتالي يمتد إلى قلعة شقيف ارنون وكفر تبنيت وحرش النبي طاهر، ويطل على نهر الليطاني وكانت أقرب القرى لها مرجعيون ودير ميماس, وكان هذا المحور يرد على الاعتداءات الصهيونية ، ويقصف المستوطنات الصهيونية بالمدفعية والراجمات والمدافع المحمولة، والرد على القصف من مناطق سعد حداد، وكان المقاتلين في القلعة مستعدين لأي طارئ والرد على أي عدوان على قواتنا , وحفر المقاتلون الانفاق والدشم .
في 6-6-1982 الاجتياح الصهيوني وشكل صمود قلعة شقيف أثناء الاجتياح أسطورة صمود أذهلت قادة العدو أنفسهم وعنه قال ليرون نحماد وهومن الجنود الذين خدموا في قلعة الشقيف . هذا مكان ملعون بالمطلق .
وهو ملعون لأنك قد تفقد رفاقك في كل لحظة. وقال عيدان كوريت الامر المخيف حقا هو أن العدو الذي لم نراه .
فلم نر مقاتلين فتح ولم نعرف كيف يتنقلون وكيف يهاجمون وقال الجنرال شاؤول نكديمون. هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة في قلعة شقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلا لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد، فقدنا في معارك شقيف خيرة ضباطنا وجنودنا، معركة شقيف أذهلت بيغن وشارون وأضاف نكديمون، 'حينما كنا في طريقنا لغزو لبنان كنا على ثقة أو ربما قناعة تامة بأن دباباتنا ستتابع سيرها حتى بيروت دون أن تضطر للتوقف لأننا اعتقدنا بالواقع أنها سوف تسير فوق أنقاض قلعة شقيف مثلا قامت 13 طائرة بقصف مكثف لهذه القلعة وكنا نعتقد بأن أطنان القنابل التي ألقيت عليها لم تدمرها فقط وإنما مسحتها عن وجه الأرض , ولكن حينما اقتربنا من هذه القلعة وكانت أول موقع فلسطيني حصين نواجهه في الجنوب اللبناني اتضح لنا أنها لا تزال على حالها وأن أحدا من المقاتلين الفلسطينيين فيها لم يصب بأذى نتيجة لكل ذلك القصف الجوي الطويل.
ولقد كنت أول من قال: ربما كانت طائراتنا تلقي بحمولاتها بعيدا عن القلعة , شارك في الهجوم على القلعة وحدات لواء جولاني وسريتا مظليين وسرب طائرات هليوكبتر ووحدات من المدفعية والمدرعات، كل ذلك بدعم من القوات الجوية , وقف رئيس وزراء العدو (مناحيم بيغن) الى جانب وزير حربه آنذاك (ارييل شارون) الذي كان يتحدث عن احد اكبر انجازات الحرب باحتلال القلعة، وهي التي شهدت اعنف المعارك أبان الاجتياح الصهيوني ولم تسقط بأيدي قوات الاحتلال الا بعد استشهاد كامل المقاتلين .
وكانت معركة مشرفة الى كل فلسطيني واستشهد في معركة قلعة الشقيف 9 شهداء فقط لم يكن 30 شهيد كما ذكرو قادة العدو الصهيوني .
واذكر منهم الشهيد يعقوب سمور قائد القلعة والشهيد عبد الكريم الكحلاني والشهيد عبد القادروالشهيد احمد والشهيد احمد نصر . علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن، وان لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا، وقد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها