في معارك التحدي للجلاد الاسرائيلي يواصل الابطال الثلاثة سامر البرق إضرابه لليوم الـ (118)، وحسن الصفدي لليوم الـ (88), وايمن شراونة لليوم (78) .. معركة الامعاء الخاوية، التي يواصلها الابطال الثلاثة، وسجلوا فيها إسهاما وطنيا إضافيا في عظمة التحدي، حيث سجل البطل سامر البرق رقما قياسيا في الاضراب عن الطعام، تجاوز كل الابطال، الذين سبقوه او رافقوه في هذا الشكل من الاضراب، ويستحق ان يدخل موسوعة غينيس في الكفاح البطولي.

اسرى الحرية البرق والصفدي وشراونة, الذين يواجهون خطر الموت وفق البيان، الذي اصدره الصليب الاحمر، فضلا عن بيان منظمات حقوق انسان اوروبية وشرق اوسطية، أكدوا جميعا، ان على حكومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية وسلطات سجونها, يعملون على تهديد حياة ابطال الحرية من خلال رفضهم الاستجابة لمطالب اسرى الحرية العادلة. وفي الوقت نفسه، لا تقوم دولة الابرتهايد الاسرائيلية بالحد الادنى من مسؤولياتها كدولة احتلال تجاه حياة المواطنين الفلسطينيين، وخاصة المعتقلين منهم في سجونها، ضاربة عرض الحائط بالقيم الانسانية وقوانين حقوق الانسان الاممية.

حكومة اقصى اليمين الاسرائيلية تعمل بشكل منهجي ومخطط لقتل روح المقاومة في اوساط اسرى الحرية، عبر إدارة الظهر للمطالب العادلة، وعدم المبالاة بحياة الاسرى الابطال، ومستهدفة ارادتهم الفولاذية لكسر شوكة التحدي لسياساتها ومشاريعها العنصرية البغيضة.

لكن ابطال فلسطين المصممين على نيل حقوقهم، لم ولن تلين عزيمتهم امام بشاعة ووحشية الجلاد الاسرائيلي وأساليبه البطشية, لذا واصلوا دون تردد معركتهم حتى تحقيق اهدافهم، واهداف كل الحركة الاسيرة داخل باستيلات فاشيي العصر الاسرائيليين.

رغم ان الابطال الثلاثة يواجهون خطر الموت، الا انهم لم يستسلموا, وما زالوا يخوضون معركة التحدي. الوهن والمرض والصعوبات الصحية, التي يعاني منها ابطال الحرية لم تحُل دون ارادة الصمود وتحقيق الاهداف السياسية والمطلبية، التي اعلنها الابطال الثلاثة.

وواجبهم (الابطال الثلاثة) على الشعب وقيادته وخاصة جهات الاختصاص، رفع راية مطالبهم وقضيتهم العادلة في الشارع الفلسطيني وأمام مراكز السجون وامام المنابر الحقوقية الوطنية والاسرائيلية والعربية والاقليمية والاممية للضغط على حكومة اقصى اليمين الصهيونية للافراج عن اسرى الحرية الثلاثة أولا وكل اسرى الحرية ثانيا وخاصة اسرى الحرية, الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية اوسلو في العام 1993.

معركة الاسرى، هي معركة الشعب, كل الشعب وقواه السياسية والاجتماعية ومنظمات حقوق الانسان والمؤسسات الدولية ذات الصلة لازالة الظلم, الذي لحق بهم، وما زال يلحق بهم ويطالهم، ويطال ذويهم. ولا يجوز لمعركة الدفاع عن اسرى السلام والحرية ان تهدأ يوما, بل من الضروري مواصلتها حتى تحريرهم جميعا.

وعلى العالم أجمع واقطاب الرباعية الدولية والعالم تحميل دولة الابرتهايد الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الابطال الفلسطينيين المضربين عن الطعام. وعلى اقطاب العالم رفع الصوت عاليا للضغط على حكومة الابرتهايد الاسرائيلية. وعلى قادة دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية, ان يغتنموا مناسبة رأس السنة اليهودية ليؤكدوا مرة واحدة فقط رغبتهم بالسلام، ويبادروا للافراج عن اسرى الحرية الفلسطينيين. لكن قادة إسرائيل دعاة الحرب والموت، لا يفقهون لغة السلام والتعايش، لذا يواصلون سياسات الاضطهاد والبطش العنصري, والتطهير العرقي ضد ابناء الشعب الفلسطيني داخل السجون وخارجها, ويدفعون المنطقة دفعا نحو هاوية العنف والحرب وتقطيع اوصال خيوط السلام والحرية، ويدمرون بشكل منهجي التسوية السياسية وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، التي لن يسمح بها ابناء الشعب الفلسطيني، وسترتد على رأس الدولة الاسرائيلية المارقة ومن يقف خلفها.