تمرُّ القضية الفلسطينية في ظروف غاية في التعقيدوالتأزيم جرَّاء الاصرار الاسرائيلي على الاستمرار بالاستيطان، والتهويد، وتدميرالمنازل، واقتلاع الأشجار، وارتكاب الجرائم، وبالتالي تجاهل ونسف كافة المساعيالسابقة، والاتفاقات الموقعة بإشراف دولي لانجاح العملية السياسية التي تضمن حلَّالدولتين، والاعتراف الصريح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس علىالاراضي المحتلة في الرابع من حزيران 1967. وهذا الموقف من الكيان الإسرائيلي أدى عملياً إلى وقف المفاوضات التي فقدتجدواها من المنظور الفلسطيني، واوصلتنا إلى حالة انسداد في الأفق السياسي.  وللأسف فإن الولايات المتحدة تخلَّت عن دورهاكراعية لعملية السلام، وانحازت بالكامل إلى الرؤية الإسرائيلية، وشكَّلت لهاالغطاء السياسي الذي يؤهلها لاستكمال إجراءاتها بالسيطرة على الأرض، وصياغةمشروعها التدميري الذي يطيح بكافة الحقوق الفلسطينية الوطنية، ويقضي على الحلمالفلسطيني بالحرية والاستقلال.

في ظل هذه الأزمة الخانقة والتي زادها حدة تقليص المنحالمالية الدولية التي تقدم للسطلة الوطنية، وامتناع سلطات الاحتلال عن تسليمالاموال التي تجمعها من جراء الضرائب الجمركية والتي هي من حق السلطة الفلسطينيةلخنق الاقتصاد الفلسطيني الذي لا يملك المقومات المطلوبة، خاصة أن السلطة الوطنيةتحت الاحتلال، والاحتلال هو الذي يتحكم بإنجاح الاستثمارات أو إفشالها، ومعدلالفقر في قطاع غزة 47% وفي الضفة الغربية لا يقل عن 30%، وهذه مؤشرات خطيرة تتطلبموقفاً واضحاً دولياً وعربياً لأنقاذ الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلالالإسرائيلي.

رغم التضييق والمحاصرة والعراقيل إلاَّ أنَّ قيادة حركةفتح وعلى رأسها الرئيس أبو مازن عنوان الشرعية الفلسطينية وقائد مسيرة الشعبالفلسطيني تسعى جاهدة لمواجهة التحديات القائمة سواء كانت المالية أمالسياسية.  والرئيس أبو مازن في كافةالمؤتمرات، والاجتماعات، واللقاءات يتحمل مسؤولياته الوطنية بكل إخلاص وجدية، وهويتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ويرفض محاولات الابتزاز، والتهويد، والتجويع،ويعلن باستمرار المواقف المبدئية المتعلقة بحق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني، وحقالعودة استناداً إلى القرار 194 إلى الاراضي التي شردنا منها، كما يؤكد على أنالقدس هي عاصمة دولة فلسطين العتيدة.  كماأنه اكد باستمرار على ضرورة إنهاء الانقسام المدمِّر للقضية الفلسطينية، واتمامالمصالحة الفلسطينية، والوحدة الوطنية، وضرورة البدء بالاعداد للانتخابات في كلالاراضي الفلسطينية لأن نجاح المصالحة، ومفتاح الوحدة الوطنية، وازالة الانقساميعتمد على الديموقراطية وجوهرها الانتخابات النزيهة.

إنَّ شعبنا الفلسطيني يثمِّن عالياً الجهود التي بذلت فيمؤتمر دول عدم الانحياز من قبل الرئيس أبو مازن والوفود الصديقة، والدولة المضيفةللخروج ببيان سياسي يؤكد الثوابت الفلسطينية، ويعطي الدعم للقيادة الفلسطينية،ويؤكد على أهمية المصالحة لضمان وحدة القضية والشعب.

إنَّ صلابة الرئيس ابو مازن ومصداقيته في التعاطي معشعبه، ومع كافة الجهات المعنية بالقضية الفلسطينية تشكل الضمانة الأساسية للمشروعالوطني الفلسطيني.  كما أن هذه المصداقيةهي التي تشجع باستمرار على تجاوز الألغام السياسية التي يحاول البعض زرعها لأهدافلا يستفيد منها إلاَّ الكيان الاسرائيلي.

إنَّ موضوع الذهاب إلى الجمعية العامة للامم المتحدةخلال الدورة الحالية لتقديم مشروع ينص على الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقبإعتمدته القيادة الفلسطينية لأنه حق للشعب الفلسطيني، واذا كانت الولايات المتحدةقد مارست كل ضغوطاتها على دول مجلس الأمن لرفض الطلب الفلسطيني السنة الماضية،إلاَّ أن هناك ما يزيد على "133" دولة تعترف بالشعب الفلسطيني، ولا يوجدحق الاعتراض لأي دولة.  بهذا التوجهالمركزي الذي أصبح مدعوماً من قبل مؤتمر دول عدم الانحياز ومن الجامعة العربية فإنالرئيس أبو مازن يحافظ على مكانة القضية الفلسطينية خاصة على المسرح الدولي،وستكون له كلمته ورسالته التي تزيد من عزلة الجانب الاسرائيلي، ولن تؤثِّر علىقرارنا لا الضغوطات الاميركية، ولا الاسرائيلية، ولا الهواجس التي يخشاها البعض.

في هذا الوقت بالذات صدرت عن ليبرمان تصريحات تتهمالرئيس أبو مازن وتحاول الإساءة إليه وتشويه صورته من خلال مصطلحات صهيونية، ونحنلا نستغرب هذه الهجمة على الرئيس لأنه استطاع أن يعزل ليبرمان في تل أبيب بعد أنتمَّ فضحه وتفنيد مزاعمه، والكشف عن تاريخه الاسود.

نحن لا نتوقع من ليبرمان وغيره إلاَّ هذه المواقفالحاقدة، ولكننا للأسف نسمع تصريحات من بعض الأطراف ضد الرئيس ابو مازن أشد حقداً،وهذه التصريحات البعيدة كل البعد عن الحقيقة ومبنية على الاحقاد، وعلى الخلفياتالسياسية التي لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتوحد ولا للوحدة الوطنية أن تتم.  وما نأسف له أن يتبرع مطلقو هذه التصريحاتالتحريضية بدعم ومساندة العنصري ليبرمان، والوقوف إلى جانبه لإسقاط شرعية الرئيسأبو مازن.

نحن في حركة فتح وضعنا ثقتنا الكاملة بالرئيس أبو مازن،وهو متمسك بالثوابت التي تمسَّك بها الرمز ياسر عرفات، والالتفاف الشعبي حوله كفيلبحماية الشرعية الفلسطينية من كل السهام الصهيونية وغير الصهيونية، ونحن في لبناننسجِّل التزامنا الكامل برؤية قيادتنا السياسية وسنظل على العهد الذي عاهدنا به،ولن نكون إلاَّ القاعدة الصلبة التي تتحمل أعباء القضية الفلسطينية، وتشكل الساحةالأساسية لحماية حق العودة لشعبنا في الشتات إلى الاراضي التي شُرِّد منها.

 

التحية إلىشعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات

التحية إلىقوافل الشهداء

التحية إلىأبطالنا الأسرى في المعتقلات

التحية إلىالرئيس أبو مازن وقيادتنا التاريخية، معاً وسوياً حتى النصر.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح / الساحةاللبنانية

مفوضية الاعلام والثقافة – لبنان

5/9/2012