شهدت جامعة الازهر في الأيام الأخيرة معركة طاحنة، دارتوما زالت تدور رحاها بين نقابة العاملين ورئاسة الجامعة، والمراقب للأوضاع عن قرب يعتقدان حربا اهلية ستندلع هناك ، وان كل ما يحتاجه الأمر هو عود كبرت لشتعل الجامعة بماوبمن فيها.

حرب البيانات والتصرحات بين الطرفين التي اندلعت فجأةبين الطرفين أعقبت نارا تحت الرماد، ووصلت أشدها،حين أصدرت نقابة العاملين بيانا اعلنتفيه تعليق الدراسة الاكاديمية والادارية في الجامعة، بل وزادت على ذلك باتهام ادارةالجامعة بالتسيب والفشل في إدارة بعض القضايا .كما أشارت إلى أن مجلس الأمناء أخبرهمأنه سيعمل 'على تغيير رئيس الجامعة ومجلس الجامعة، حتى يتسنى تصويب المسيرة الأكاديميةوالإدارية بالجامعة، ورفع شأن الجامعة وتحسين صورتها في المجتمع.

وزادت النقابة على ما سبق أيضا بأن لفتت حادث القتلالأليم لأحد طلبة الجامعة، والسرقات المتكررة من مختبرات الجامعة ومرافق الجامعة وخاصةمختبرات الحاسوب والتسيب في المحافظة على مقدرات الجامعة.والفشل في عملية تسيير شؤونالطلاب والخاص بالمنح والتي ترتب عليها تشكيل لجنة تقصي حقائق لتبيان السلبيات في عمليةتوزيع المنح على مستحقيها.وتكرار الشخوص في المواقع الادارية الحساسة والذين لم يأتوابأي جديد منذ سنوات طويلة ولم يطوروا من أداء الكليات.ورفض رئيس الجامعة استصدار قرارمن مجلس الجامعة بأن الانضمام لهيئة التأمين والمعاش لا علاقة له بصناديق أخرى ومنثم المصادقة عليه من قبل مجلس الأمناء.وعدم تنفيذ البند الخاص بمكافأة نهاية الخدمةللمتقاعدين في اتفاقية ربط الدينار على 5.5 شيكل والمصادق عليها بحذافيرها من مجلسالأمناء.وعدم تنفيذ ما يتعلق بعلاوة غلاء المعيشة والمتفق عليها مع اتحاد النقابات.وعدمالالتزام بصرف رواتب العاملين في يوم 27 من كل شهر.وإعادة أرباح أموال صندوق الادخارالمستحقة على الجامعة والتي اعتبرتها الجامعة مدخولات لها.ونقض مجلس الأمناء الاتفاقالمبرم بين مجلس النقابة ومجلس الامناء وادارة الجامعة وادارة الكلية المتوسطة بشأنالاعفاء المتبادل لابناء العاملين في الجامعة والكلية المتوسطة، وكذلك اعفاء العاملينالدارسين في الكلية المتوسطة.و رفض حل موضوع الاداريين حملة الدبلوم ممن حصلوا علىدرجة البكالوريوس

هذه المطالب السبعة التي حددها بيان النقابة لم يعترفبها الدكتور عبدالخالق الفرا رئيس الجامعة، وقال في تصريحات صحافية أنه لا يوجد لنقابةالعاملين في الجامعة اية مطالب نقابية ، وبالتالي ليس هناك أي مبرر لما أقدمت عليهمن تعليق للدوام الاكاديمي والاداري.وزاد "اتحدى النقابة اذا خرجت الان وتقولانها تقدمت بمطالب نقابية".معربا عن ألمه لمعاناة 15 الف طالب جاءوا صباحا، متكبدينعناء المواصلات ليتفاجأوا بتعليق أكاديمي في ظروف اقتصادية صعبة .

وعلى الرغم من أن رئيس الجامعة صرّح بأن الأمور"كانت على ما يرام بين النقابة والرئاسة،بل وأكثر من ذلك بلغت حد التناغم والانسجامالتام"، الى هنا انتهى كلام الدكتور عبدالخالق الفرا رئيس الجامعة. الا أنه علىما يبدو فان النقابة جن جنونها حال اعتماد مجلس الأمناء للتشكيلة الجديدة لمجلس الجامعةبعد انتهاء ولاية المجلس السابق . وقالت النقابة بشأن ما سبق أن اختيار مجلس الجامعةيجب أن يخضع للالتزام بالحيادية والموضوعية والكفاءة والأنسب بين العاملين وليس المزاجيةوالمحسوبية والعلاقات الشخصية التي كانت ظاهرة في هذا المجلس وعلى رأسه اختيار النائبالإداري والمالي، إننا لا نعتدي على صلاحيات أحد ولكن من حقنا رفض هذه السياسة وهذهالمعايير تجاه الأخوة الزملاء في الجامعة.

ولكن د. الفرا قال ان ذلك جاء وفقاً لأحكام النظام المعمولبه في الجامعة, وأكد بأن للمجلس الصلاحية في المصادقة على انتخاب مجلس جديد ولا يحقوفقاً لأنظمة نقابة العاملين التدخل في انتخاب والاعتراض على المجلس الجديد.متهما النقابةبأنها تسعى لتجريده من صلاحياته وتفرض عليه اعضاء للمجلس ،اي تريد المحاصصة في تشكيلمجلس الجامعة وهذا ما لن يسمح به لانه ضمن صلاحيات رئيس الجامعة فقط. 

ولم يتوقف الأمر بين الطرفين عند حد البيانات والتصريحاتحيث توعد رئيس الجامعة بمحاسبة المتسببين بتعطيل الدراسة دون وجه حق، وقال لا احد فوقالنظام حتى لو كان رئيس الجامعة. ومن جهتها اتهمت النقابة رئيس الجامعة بتهديد موظفيالجامعة بالخصم من الراتب في حال التزامهم بقرارات نقابة العاملين المنتخبة ، وذلكعبر رسائل أس أم أس وعبر بعض الموظفين المقربين بهم والذين يقومون بابتزاز العاملين، ويهدد بحل نقابة العاملين في حال استمرارها بفعالياتها،كما اتهمته بالقرصنة والعملعلى حجب موقع نقابة العاملين الرسمي. . 

نقابة العاملين بالجامعة أوقفت فعالياتها ليوم الخميسواعلنت عنه يوم دوام عادي وذلك احتراما لطلب الهيئة القيادية ا لعليا لحركة فتح التيبدأت اجراءاتها وتدخلاتها لحل الأزمة .ولكن بحسب التسريبات فان رئيس الجامعة لم يتجاوبمع تدخل حركة فتح ، وقال أحد أعضاء النقابة ان رئيس الجامعة في أعقاب ذلك أصدر قرارابوقف بعض العاملين في النقابة عن العمل واحالتهم للتحقيق  

حرب البيانات والتصريحات المعلنة بين النقابة ورئاسةالجامعة ليست كل شيء في الموضوع، فعلى ما يبدو فان المشهد أكثر تعقيدا ، حيث حربا سريةتدور في الخفاء وتهدد بتصعيد أكبر، فبحسب التسريبات أيضا فقد بدأت الاتصالات ارسالاواستقبالا مع جهات حركية وتنظيمية ومقربة من الرئاسة في رام الله لها علاقة بأطرافالأزمة والمضحك المبكي ان الأطراف المُتّصل بها،تنقل لكل طرف ما يقوله لها الطرف الآخر.والمضحك المبكي ايضا ان أحد الاطراف المتصلين من غزة حمل الطرف الآخر مسؤولية جميعما حدث متهما اياه بالتهمة المستهلكة الممسوخة بأنه من فلول دحلان. 

ووسط هذا الهجوم المركز من كلا الطرفين على بعضهما البعض،نحنكمواطنين وكطلبة وكأولياء أمور طلبة، نلفت الى أن هذا مؤشّر خطير وإضافي إلى ما يعانيهالطلبة في قطاع غزة. 

وعلى الرغم من ثقتنا بالمسؤولين بالجامعة كانت دائماًعالية،ونعرف بأن الأمور ستتجه نحو الحل والتصويب، فهي ليست أول أزمة تعصف بجامعتناالعتيدة، ولكن في هذه المرة زاد الأمر عن حدّه، لدرجة الشك بأن مؤامرة ما تحاك في النوروفي الظلام على السواء، بأيدي سوداء دون خجل، تكاد تعصف بالجسد الواحد لتفتته. 

لذا نأمل من جميع الأطراف أن يوقفوا قبل كل شيء هذهالحرب الاعلامية، وعدم اصدار اية بيانات او أية تصريحات لحين انتهاء الأزمة ، لأن هذاالأمر يزيد الأمور تعقيدا وتوتيراً، وثانيا التعاطي مع مبادرة الهيئة القيادية العليالحركة فتح والبدء بحوارات ايجابية، تضع مصلحة الطلبة فوق كل اعتبار لأنهم المتضرر الوحيدمن الأزمة أولا وأخيراً. ثالثا وعلى الرغم من أن الطلبة متضررين من الأزمة نأمل ابتعاداية اطراف طلابية وخاصة مجلس الطلبة من التدخل لان طرفي النزاع محددين بالرئاسة والنقابةفلا داعي لاطراف تشعلل الأمور أكثر ، ورابعا وهذه رسالة من أحد الطلبة قال: نرجوكمأن تنهوا الأمر قبل أن يتحول الأمر الى أزمة سياسية ويأتي الطوفان ليجتاح الجامعة مثلمااجتاح مؤسسات غيرها ونخسر الأخضر واليابس.." وخامساً وهذه رسالة مني ..بكفي يانقابة العاملين ويا رئاسة الجامعة كتير زودتوها .