"شهيدا شهيدا .. شهيد" هي كلمة السر الفلسطينية.. هي فلسفة الوجود الفلسطيني وحديث الروح التي صنعت مجد التواصل وعزفت روعة الاصراروالتحدي ومنهجية البحث عن الذات .. هي عبقرية ومنهجية ياسر عرفات مفجر الثورة وموحدالشعب الفلسطيني ومؤسس الدولة .. هي حالة التواصلبين الفلسطيني اينما كان متواجدا في الارض المحتلة .. في مخيمات الشتات .. في بلداناللجوء .. في زنازين الاحتلال .. تلك الحالة الفلسطينية التي صنعت مجدا وجعلت من حبالالخميه بنادق .. هي الطريق لتواصل الاجيال وجسر العودة..
ثورة حتى النصر .. الموت ولا المذلة .. هي روح الكفاحوالتواصل الابداعي بين اسرى الثورة الفلسطينية حيث يصنعون لغة التواصل ويكتبون تاريخالحركة الوطنية الاسيرة .. هي حالة التحدي الجديدة التي تفرض علي الانسان ان يتحد معذاته في مواجهة تلك الحالة الرديئة التي وصلنا اليها..
انهم اسري فلسطين الابطال في سجون الاحتلال عندما يقرروناليوم خوض الاضراب الشامل في مواجهة السجان الظالم .. يقررون التصدي لبشاعة الموقفووقاحة السجان الذي يرفض الاعتراف بهم وبوجودهم ويعاملهم كأنهم ليس بشر وأنهم مجردارقام في سجلات مدرية السجون العامة ..
هنا يكون الاصرار وتكون لغة الشهادة والبطولة والحضارةالفلسطينية التي يصنعها هؤلاء الابطال في تحدي للمحتل .. ورفضا لتلك الحالة البائسةالتي يعايشها اسري فلسطين خلف القضبان ومن اجل ان تكون لحياتهم معني الحرية .. ومناجل الحياة الكريمة يقف ابطالنا الاسرى في سجون الاحتلال وفي يوم الاسير الفلسطينيمتحدين عنجهية المحتل معلنين حالة ( الاضراب العام ) في سجون الاحتلال .. حيث يحيي الشعب الفلسطيني فيمثل هذا اليوم ( 17 نيسان ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ) وبدأ شعبنا الفلسطيني بإحياءهذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكرحجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وتعتبر قضية الأٍسرى منالقضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلالوالحرية من الاحتلال الإسرائيلي، وقرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بدايةالاحتلال الإسرائيلي.. حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967(800.000) أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفتراتوطرق مختلفة.
ووفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فأنسلطات الاحتلال تعتقل أكثر من 20 ألف أسيراً فلسطينياً اعتقل إدارياً منذ عام 2002م، ونحو 4,700 أسيراً فلسطينياً لا زالوا رهن الاعتقال منهم 23 معتقلاً امضوا أكثرمن خمسة وعشرون عاماً.
ولا زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ احتلالها للأراضيالفلسطينية في العام 1967، تمتهن حق المواطن الفلسطيني في العيش الكريم، والحرية المتعلقةبالتنقل والحصول على أبسط الحقوق المدنية والتي يكفلها القانون الدولي واتفاقيات حقوقالإنسان، فتارة بالاعتقال وتارة بالقتل، وأخرى بالإبعاد عن وطنه.
أن الأسرى والمعتقلين الأبطال في زنازين الاحتلال يستمرونفي معركة الأمعاء الخاوية من خلال إضرابات فردية بدأها في الفترة الماضية المناضل الشيخخضر عدنان واستمرت بها المناضلة هناء الشلبي وكفاح حطاب ومحمد التاج والعديد من الأسرى.
ان معركة الامعاء الخاوية تأتي من أجل تسليط الضوء علىممارسات سلطات الاحتلال وسياسة القمع التي تمارسها مدرية السجون العامة بحق الاسرىداخل سجون الاحتلال .
أن الاسير الفلسطيني يبحث عن ذاته ويعلن رفضه أن يكونمجرد رقم في سجلات المحتل الغاصب فهو اسير صاحب قضية ومناضل من اجل الحرية والكرامةوصاحب هذه الارض التي يقاتل من اجلها وانه سجين سياسي يجب أن يأخذ حقه كاملا وفي مقدمةهذا الحق هو اطلاق سراحه فورا وان يخضع للقانون الدولي ومعاملته كأسير حرب ..
أن اسرى فلسطين الابطال الذين يخوضون اضرابهم المفتوحعن الطعام في مواجهة المحتل هم بذلك يوجهون رسالتهم الي المجتمع الدولي بأن القضيةالفلسطينية هي قضية حية وان اصحابها هم يطالبون بحقهم في الحرية والحياة والكرامة وهممن اغتصبت اراضيهم وسرقت من قبل الاحتلال وهم اصحاب هذه الارض .. ويرفضون أن تمتهنكرامتهم من قبل الجلاد الاسرائيلي الغاصب .. وان لا صوت يعلو فوق صوت الاسرى وان صوتهمهو الصوت العالي الذي يصرخ في عنان السماء اننا صامدون .. اننا باقون .. لن نركع.. نعم نموت واقفين ولن نركع .. لأننا اصحاب القضية العادلة وأصحاب المشروع الوطنيولا يمكن أن نهزم او نكون ضعفاء .. وأننا اليوم قررنا مواجهة المحتل بإرادتنا الصلبةوبعزيمتنا وقوة ايماننا وبحتمية النصر وإرادة التحدي.. كلمات الشاعر الفلسطيني معين بسيسو ، نعم لنْ نموتَ،ولكننا…. هناكَ أرى عاملاً في الطريقِ أرى قائد الثورةِ المنتصرهْ يُلوِّحُ لي بيَدٍمن حديدْ وأخرى تطاير منها الشررْ أنا الآن بين مئات الرفاقِ أشدُّ لقبضاتهم... قبضتيأنا الآن أشعرُ أني قويٌّ وأني سأهزمُ... زنزانتي نعم لنْ نموتَ، نعم سوف نحيا ولوأكلَ القيدُ من عظمِنا ولو مزقتنا سياطُ الطغاة ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا نعم لنْنموتَ، ولكننا سنقتلعُ الموتَ من أرضنا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها