حركة التضامن الدولية مع فلسطين التي عنوانها « أهلابكم في فلسطين» أوصلت رسالتها وسوف تواصل دينامياتها، لأن العالم كله تابع بأم عينيهفضيحة إسرائيل التي مارست العنف ضد هؤلاء المتضامنين الدوليين الذين جاءوا من دول عديدة،معظم حكوماتها كانت دائما على علاقة جيدة بل منحازة لإسرائيل، ولكن كل ذلك لم يستطعأن يغطي على الحقيقة، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش وتتنفس خارج قواعد القانونالدولي وخارج قواعد القانون الانساني، وضد كل قرارات الشرعية الدولية، وضد أبسط متطلباتحقوق الانسان، ودولة الاحتلال الإسرائيلي هذه لا تريد من أحد بهذه الدنيا أن يرى شيئاإلا بعينيها، ولا تريد لأحد في الدنيا أن يسمع عن فلسطين وقضيتها العادلة وشعبها المناضل،سوى رواية واحدة موغلة في الكذب والتزييف وهي الرواية الإسرائيلية.
أمام الفضيحة الإسرائيلية، فضيحة ممارسة العنف ضد المتضامنينالدوليين السلميين من خلال اعتقالهم، وإعادتهم قسريا إلى بلادهم التي جاءوا منها، ومنعهممن الوصول إلى الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وممارسة أقصى الضغوط المشبوهة علىشركات الطيران حتى لا تقلهم من البلاد القادمين منها.. أمام هذه الفضيحة سوف يتساءلالناس في كل مكان: لماذا يحدث هذا كله؟ سيل متدفق من الأسئلة قادر على اكتساح كل الأكاذيبالإسرائيلية، وملاحقة الخرافة الإسرائيلية، وكشف الغطاء عن الجرائم الإسرائيلية.
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، الذي يقف على رأسائتلاف من ذئاب المتطرفين لم يجد ما يقوله أمام هؤلاء المتضامنين السلميين المتعاطفينمع فلسطين المسيجة بقرارات الشرعية الدولية، سوى لماذا تأتون هنا؟ اذهبوا إلى سوريا!حسن، هل إذا كان هناك في سوريا نظام يقتل شعبه، فهل هذا مبرر لبقاء الاحتلال الإسرائيليفي فلسطين؟ أو مبرر لجنون الاستيطان الإسرائيلي ؟ أو مبرر للانحدار والانحطاط في الممارساتالإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ؟
حركة التضامن الدولية، تضيف فضيحة جديدة لحكومة نتنياهوعلى نمط تلك الفضائح التي تلقتها إسرائيل في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيمنظمة اليونسكو، وفي مجلس حقوق الانسان، وفي بعض المحاولات الجارية ضد إسرائيل علىمستوى هيئات ومؤسسات القضاء الدولي.
إسرائيل دولة مطلوبة للعدالة الدولية، إسرائيل ملاحقةبالفضائح عن جرائمها اليومية التي ترتكب ضد الأرض الفلسطينية وضد الميراث الحضاري الفلسطينيوضد الأطفال الفلسطينيين، بل حتى ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين أعلنواأعظم وأكبر اضراب عن الطعام في تاريخ السجون على مستوى العالم.
وحركة التضامن الدولي سوف تستفيد كثيرا من هذا السلوكالإسرائيلي الشاذ، وبما أن هؤلاء المتضامنين لم يهبطوا من كوكب آخر، بل جاءوا من عندأهلهم وعائلاتهم وشعوبهم ودولهم لهذا العالم الذي نعيش فيه، فإن هؤلاء جميعا سيفضحونإسرائيل أكثر وأكثر أمام كل منابر الرأي العام العالمي.
ولكن حركة التضامن الدولي مع فلسطين من خلال جهودهاالشجاعة والمستمرة، ترتب علينا فلسطينيا أعباء كثيرة، حتى نكون في وضع نستحق فيه هذاالتضامن الدولي، وحتى نستفيد من تداعيات هذا التضامن الدولي وأهم هذه الأعباء والإنجازاتوالإلحاحات هي أن نغادر فورا حفرة الانقسام الأسود الملعون، التي حفرها لنا شارون،ويستغلها الآن نتنياهو استغلالا بشعا فكيف بالله عليكم يتضامن العالم معنا بسبب عدالةقضيتنا ومشروعية مطالبنا، بينما نحن – يا ويلتاه – ننقسم، ونستمر في الانقسام منذ خمسسنين، ونذبح رقاب بعضنا بهذا الانقسام الأسود، الذي رأينا وسمعنا وعرفنا كم أن إسرائيلتريده، وتحافظ عليه بحدقات عيونها، لأن الانقسام يعفيها من أشياء كثيرة وينوب عنهافي تدمير مشروعنا الوطني.
المتضامنون يريدون تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤوليةالكاملة عن احتلاله، وعن تداعيات هذا الاحتلال ومن أخطرها حصاره لقطاع غزة، وخنقه لقطاعغزة، وضغطه اليومي لتصعيد تفاصيل حياتنا إلى حد المستحيل، فكيف يحدث كل ذلك، وبعضنايدعي بدافع الوهم أو الفشخرة أو الزيف، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد قائما في قطاعغزة.
المتضامنون الدوليون يريدون تذكير شعوبهم دائما ليتابعوايوميات القضية الفلسطينية بصفتها قضية عادلة، وتهم الأمن والسلم الدوليين، وعلينا فيمقابل ذلك أن نعود نحن أولا إلى أجندتنا الوطنية ببنودها الرئيسية المعروفة، وألا نقعفي خطيئة استبدالها بأجندة أخرى زائفة وهابطة ومفتعلة ومشبوهة، ناتجة عن تداعيات الانقسامما دام الانقسام موجودا.
«أهلابكم في فلسطين»، هذا هو النداء الجميل، وأرجو أن نتعلم منه كعرب ومسلمين، وألا يستسلمواللشعارات الجوفاء الفارغة التي تصرخ ليل نهار تاركين فلسطين وحيدة، وتاركين القدس وحيدة،لا يذهب إليها أحد تحت شعار عدم التطبيع بينما هؤلاء المتضامنون وبعضهم اسرائيليونمن إسرائيل نفسها، وأكثرهم من دول تعتبر في عداد الحليفة لإسرائيل، يأتون إلى فلسطينليكونوا معها من أبعد المسافات، ويتحملون أغلى التكاليف، ويشتبكون مع أمن دولة إسرائيلبالأيدي، بينما دعاة عدم التطبيع يصرخون بجنون، ألا لعنة الله على الكاذبين.
ويا متضامني العالم، يا محبي السلام والعدل والحرية،أهلا بكم في فلسطين، وشكرا لكم على كل جهد تبذلونه لتكونوا مع فلسطين المحبة والعدالةوالسلام، ومع فلسطين الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها