خاص/مجلة القدس، يعد التنظيمشكلا راقيا من أشكال الإئتلاف والتواصل الإجتماعي والعلاقات الإنسانية ، فالتنظيم وعاءيضم مجموع الأعضاء الذين رغم تعدد خلفياتهم الثقافية والبيئية فإنهم بالضرورة منخرطونفي التنظيم لتحقيق أهداف التنظيم (المنظمة) أولا ، تلك الأهداف التي تشكل عامل التوافقوالدفع وحافز العمل للكادر .
أن الأهداف الشخصيةأو الخاصة أن لم تُدخَل في مسار الأهداف العامة بمعنى تطويعها كي لا تتعارض مع الهدفالأكبر وهو تقدم ورفعة التنظيم والقضية ، تصبح مثل هذه الأهداف الشخصية عائقا بل وتسببالتراجع والتدهور .
أن التنظيم ( المنظمة) ليس مجموعة من العناصر المتناثرة لا يجمعها جامع هنا وهناك ، وليس لجاناً أوأطرابلا هياكل، وليس جسدا بلا روح ، وليس مختبرا لكل صاحب رأي خارج عن السياق العام ، كماأن التنظيم ليس إطاراً منفلتا بلا قوانين أو لوائح ، ونزيد لنقول أن التنظيم ليس تكديسارقميا للأعضاء، وإنما مركب للفكر والفعل والنشاط والعمل حيث يقوم كل إطار في نطاق صلاحيتهالجغرافية بما هو مستوجب عليه محققا التعاون والتنسيق والفعالية التي تُظهِر العمل بشكل كلي وشمولي يشير لصورة التنظيم المشرقةفي عيون الجماهير .
أولا : أن وحدةالتنظيم في حركة فتح تعنى وحدة المرجعية والقرار ووحدة الرؤية والخطاب ووحدة القيمواللوائح . فعندما ينضبط أعضاء لجنة الشعبة لتوجيهات لجنة المنطقة وأعضاء المناطق لتوجيهاتلجنة الإقليم، ولجان الأقاليم لتوجيهات مفوضية التعبئة والتنظيم في اطار من الحواروالالتزام تكون وحدة المرجعية والقرار مرتبطة حكما بالتسلسل التنظيمي من جهة ، وبدرجةمن الثقة والالتزام متبادلة بين كل مسؤول والمسؤول عنهم.
أن شخصية حركةفتح الموحدة لا تظهر بتمايز الأطر -أو الأعضاء- بالسياسات والمواقف العلنية ، وإنماباتفاقها معا ضمن المرجعية لتشكل ككل مظهراً موحداً متمايزاً عمن هم خارج الحركة .
ثانيا : أن وحدةالرؤية والخطاب الفتحوي تستدعي منا كأبناء تنظيم أن نتبع نفس الاستراتيجيات والسياساتبل والمصطلحات في مقابل من هم خارج الحركة ، ولا تعنى وحدة الخطاب عندنا إلا تكريساللحرية ضمن الأطر تحديدا والالتزام ، وإظهار وحدة الفكرة والرؤية لمن هم خارج الحركة،وللأنصار والجماهير .
أن الاختلاف المحمودهو ما بقي ضمن الإطار والاختلاف المذموم ما يجعل مداولات الإطار على كل لسان فتظهرالحركة كالمنخل ذي الثقوب الواسعة .
ثالثا : إن وحدةالقيم واللوائح تعني أن نمتلك مجموعة من النظم واللوائح التي تحكم عملنا والمستندةحكما للنظام الأساسي للحركة ولتوجيهات مفوض التعبئة والتنظيم وتعليماته في إطار الحواروالالتزام جناحا الديمقراطية الداخلية في الحركة .
إن الصدق والالتزاموالصبر وسعة الصدر وتشجيع الإبداعات وإمساك اللسان عن الزلل أو المساوئ، وبناء الذاتواحترام الآخرين والتعلم من الجماهير وإفساح المجال لحرية الرأي والفعل وقانون المحبةضمن الإطار تعد من أبرز القيم التي تحكم الأنظمة واللوائح في حركة فتح .
إن ثلاثية الوحدةفي التنظيم : وحدة المرجعية والرؤية والقيم تبرز صورة حقيقية للحركة بين الكوادر وأمامالأنصار والجماهير ، فالجماهير لا يعنيها تعدد الآراء والاجتهادات واختلافها وإنمايهمها أن تتحقق مصالحها وأهدافها وحاجاتها
ويهمها أن ترىالتنظيم الذي تعتمد عليه والذي يمثل الخط الوطني الصامد والمرابط في مواجهة الاحتلالالإسرائيلي قويا وموحدا ، يمتلك خطابا واضحاومحددا ومفهوما ومتماسكا وصادقا وهذا ما يتأتى من خلال وحدة الفكرة و الممارسة والتطبيقكل في مجاله ومساحته وإطاره وضمن المرجعية الحركية الموحدة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها