اسهب الرئيس ابو مازن في خطابه امس بالدوحة في ابرازاهمية القدس الشريف وضرورة دعمها مؤكدا كلامه بالاحاديث الشريفة.. ربما حتى يعي منافتى بعدم جواز زيارة القدس انه شطّ وخالفه الصواب. فعندما يفتي القرضاوي بذلك لايعني انه غرف من بحر الفقه لأن الاحاديث الشريفة والوقائع التاريخية بائنة لاتحتاج الى سرد وتكرار. فنحن نعيش زمن الفتاوي الشبيهة بالبلاوي, فإضافة الى ما ذهباليه القرضاوي في فتاواه وغنى على ليلاه، سمعنا الاستاذ همام سعيد المراقب العامللاخوان المسلمين في الاردن يقول ان كل فلسطيني حصل على الجنسية الاردنية بعد عام1988 اي تاريخ فك الارتباط آثم وارتكب جرما.. وفسر ذلك بأن من حصل على الجنسيةالاردنية كمن يخلي ثغور المسلمين. وقبل الاستاذ همام سعيد الذي اكتسب الجنسيةالاردنية قبل ذلك التاريخ فهو اصلا من قرية كفر راعي »جنين« كان الشيخ محمد ناصرالدين الالباني افتى بضرورة هجرة الفلسطينيين من ديارهم لأنها وقعت تحت الاحتلالولا تجوز اقامة مسلم تحت حكم غريب. وهكذا احترنا من هذه الفتاوي.. فهل الفلسطينيالذي اكتسب جنسية اردنية يؤثم وهل الذي حصل على جنسية اميركية وجب عليه تمزيقهاوتسليم نفسه الى اقرب مكتب شرطة لكي يجري تسفيره واعادته؟ فالفلسطيني لا يبحث عنجنسية اخرى الا اذا سافر لكي يستطيع التنقل والعمل ليحسن اوضاع ذويه اقتصاديا. لأنالسيد جواز السفر الفلسطيني لا يتيح له حرية الحركة والعمل مثله مثل السيدة وثيقةالسفر الا بشق الأنفس. ناهيك عن الارتباطات العضوية بين شرق وغرب الاردن, فالظاهران من يفتون لا يعلمون حقيقة الوضع الاقتصادي والحصار الاسرائيلي المنسجم معالحصار المالي العربي. كما ان الاخوة في حركة الاخوان المسلمين كانوا دوما ضد فكالارتباط.. وحسب معلوماتنا فقد توجه وفد من حركة حماس في الخارج والداخل الى عمانبعد فوزها في الانتخابات وابدوا رفضهم لقرار فك الارتباط.. ربما على أمل ما سيكوناي فوز الاخوان في الاردن لاحقا ليسيطروا على ضفتي الاردن.

لا يجوز تكييف الفتاوي سياسيا وحزبيا الى هذه الدرجة،وحسب علمنا ان فتوى الشيخ الالباني فندت تارة ونفيت تارة اخرى.. ونتمنى علىالقرضاوي ان يقرض فتواه بعدم جواز زيارة القدس الشريف وعلى الاستاذ همام سعيد انيعيد النظر في تأثيم الفلسطيني الذي يحصل على جنسية اخرى.. فيا اخواننا المشايخأليس هناك غير الفلسطيني المحتل لكي تشتغلوا فيه بفتاواكم مثلما يشتغل فيهالحاخامات.. ارحمونا.