في اعقاب اشتداد التناقض في اوساط حركة حماس إثر توقيع خالد مشعل على إعلان الدوحة، قام مشعل بارسال رسالة للقيادات الحمساوية لتوضيح الاسباب، التي دعته للتوقيع على الاعلان، وترشيحه الشخصي لتولي الرئيس ابو مازن رئاسة الحكومة المقبلة، وذلك بهدف تهدئة الخواطر، وضبط إيقاع التناقضات داخل الحركة، لا سيما وان «ابو الوليد»، افترض، انه اوقع الرئيس عباس في الشرك. الامر الذي يفرض على قيادة الحركة الشد على يديه، لا الردح له، وإظهاره وكأنه ارتكب الموبقات السبع. ومما جاء في الرسالة المشعلية:
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ان التوقيع على الاعلان كان، وما زال في مصلحة حركة حماس، لان موافقة رئيس منظمة التحرير على رئاسة الحكومة من وجهة نظر مشعل، سقوط في الشرك الحمساوي، لان تسلمه الحكومة (عباس) سيضعه مباشرة في مواجهة مع الجماهير الفلسطينية، لان القضايا المطروحة عليها (الحكومة) من الصعب انجازها، مما يضعف مكانة الرجل وحركة فتح في اوساط الشعب. وقد يدفع المواطنين للخروج للشوارع ضد الرئيس وحكومته. وهذا بدوره يعزز من مكانة حركة حماس.
كما ان وجود رئيس السلطة الوطنية في رئاسة الحكومة يقطع الطريق على اسماء اخرى لا يتناسب وجودها مع سياسات الحركة. وهي بالمحصلة تخضع لسيطرة الرئيس ابو مازن. فلماذا لا يكون عباس رئيس الحكومة دون لف او دوران؟ وعندئذ تستطيع حماس انتزاع العديد من التنازلات، التي تريدها من الحكومة ورئيسها ليس فقط في حدود السلطة، بل في نطاق اوسع يشمل منظمة التحرير واطرها.
بالاضافة لذلك اشار مشعل، ان المصالحة باتت مصلحة حمساوية بامتياز، وتخدم الحركة أكثر مما تخدم حركة فتح والقوى الاخرى ارتباطا بالتطورات العربية المتسارعة ، لذا لا بد من الانخراط في صفوف منظمة التحرير للحصول على الشرعية العربية والدولية. وهو ما يتوافق مع رؤية مكتب الارشاد الاخواني، الداعم لهذه الخطوة لتعزيز دور الاخوان في فلسطين بعد التجربة الفاشلة للانقلاب على الشرعية في تموز / يوليو 2007.
استطرد خالد مشعل في توضيح موقفه لقطع الطريق على معارضيه داخل الحركة، مبينا ان معارضيه، لم يدركوا الابعاد التنظيمية والسياسية والجماهيرية، التي استشرفها ابو الوليد من توقيعه على اعلان الدوحة.
مع ذلك فشل خالد مشعل في اقناع معارضيه في غزة والضفة والسجون، وهذا وجد انعكاسه في الاجتماع الاخير للمكتب السياسي في القاهرة قبل ثلاثة ايام، والذي شهد تحديا صريحا لسلطة مشعل ورؤيته، التي افترض التيار الآخر، ان مناورته اعطت ابو مازن وفتح اكثر مما اعتقد، ويعتقد مشعل، اعطته الشرعية، وكشف تهافت حماس، وعدم مصداقيتها، التي خاضت معركة كسر عظم خلال المرحلة الماضية لنزع الشرعية عن رئيس منظمة التحرير،. اضافة لذلك شاء التيار الذي يقوده الزهار- ابو مرزوق وآخرون حشر ابو الوليد، الذي تشبث برؤيته مع تراجع نسبي لصالح اشتراطات خصومه.
وهذا ما دفع خالد مشعل لابلاغ الرئيس ابو مازن، بانه فشل في اقناع مكتبه السياسي بما وقع عليه، وانه سيرسلهم له (للرئيس) لترويضهم واقناعهم (وهو ما حصل مع عدد من اعضاء المكتب السياسي حضره كل من موسى ابو مرزوق واسماعيل هنية دون وجود مشعل) ولكن الاجتماع لم ينتج عنه ما يوحي بحدوث تقدم من أي نوع، سوى الاجتماع ذاته، الذي يعتبر بالمعنى الشكلي استمرارا للحوار المشترك.
بغض النظر عما اراده خالد مشعل من رسالته وتوقيعه على اعلان الدوحة، وأيا كانت الاشتراطات التعجيزية، التي وضعها فريق وتيار رفض المصالحة في حماس، فهذا لا يجوز التوقف عنده وعدم متابعة مشوار المصالحة الوطنية، والاستفادة من كل العوامل المحلية والعربية والاسلامية والدولية لحشر هذا التيار، والعمل حتى بلوغ هدف المصالحة الوطنية كما يريد الشعب وقواه الوطنية وبما يخدم المصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني.
عادل عبد الرحمن
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها