الفلسطينيون والفكر العربي الإسلامي
20-12-2010
مشاهدة: 571
لذا فالفكر لا يكون كذلك إلا بتزاوج ما بين الموجود والمحدث، الأصيل والطارئ وبتمازجها أو انتزاع فكرة ثالثة منهما نكون أنتجنا فكرا جديدا، وبدون ذلك لا فكر وانما اجترار.
والفكر العربي الإسلامي خضع منذ بداية القرن العشرين للعيش بين مدرستين: الجامعة الإسلامية والجامعة العربية وظل يراوح بينهما فيما تشدد المتشددون لإحداث الفصل بين الفكرتين فيما هو في الحقيقة تأصل وارتباط بالقرآن واللغة العربية أكثر من ارتباطه بالعرب كشعب أو شعوب.
قاتل كثير من القوميين ليربطوا المفهوم القومي العربي بالجماعة والتاريخ والعرق وان تمايزوا، وقاتل كثير من (الإسلاميين) لإعلان عالمية الإسلام وعدم وجود خصوصية للعرب أو للسان العربي في فكرهم، وفشل الطرفان.
إن الفكر العربي الإسلامي فكر شامل متكامل متمازج ما بين مكونات الوعي الإسلامي واللسان العربي والعرب والفتوحات والشعوب المستقبلة لها فلا يمكن إسقاط العروبة من قلب الإسلام، ولا محدد للعروبة دون رسالة الإسلام في سماحة احتضان الديانات الأخرى واسهاماتها العميقة.
إن مساهمات كافة الشعوب التي دخلها الإسلام هي مساهمات حضارية أصيلة، كما أن مساهمات الأديان والطوائف في (الحضارة) العربية الإسلامية مساهمات فعالة لا يستطيع احد أيا كان أن ينكرها فيصبح الفكر في منطقتنا العربية أو الإسلامية جغرافيا هو فكر عربي إسلامي.
إن الوعي المنفتح والمتسامح واللامحدود هو الذي يؤمن بحوار وتؤثر وتأثير الحضارات والأفكار الإنسانية فلا يجمد ولا يتحيز ولا يتعصب.
الفلسطينيون من مسلمين ومسيحيين على اختلاف اتجاهاتهم يتنعمون في رحاب هذه الحضارة وفي إطار هذا الفكر المنفتح الذي لا يستقيم معه منطق الحق المطلق أوالقداسة لحزب أو شخص أو فكرة، أو الاقصاء للمخالف بأي من الأساليب العنيفة أو القمعية ما لم تعرفه فلسطين سابقا.
ان بناء فكر الدولة والمجتمع في فلسطين لا يستطيع أن يكون قادرا على الحياة الا بعقلية المواطنة الكاملة للجميع بغض النظر عن مستوى ايمانهم أو نوع ايمانهم أو حدود أفكارهم أو توجهاتهم السياسية ما هو في سياق مدرسة حضارتنا في المنير منها عبر التاريخ لا ذاك المظلم الذي ترافق مع عهود طويلة من الظلم والاستبداد والقسوة الخارجة عن روح الاسلام وروح الرحابة وعالمية الاديان.
د.بكر أبو بكر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها