التقى الرئيس ابو مازن بالامس مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة مرتين، الاولى بحضور امير قطر، واللقاء الثاني دون مشاركة قطرية. ومجرد مواصلة اللقاءات بين الرجلين بغض النظر عن مكان اللقاء، يحمل في طياته تقدم خيار المصالحة. لا سيما وان لقاء أمس أحرز تقدما في ملف الحكومة من خلال الاتفاق على رئيس الوزراء الجديد وتركيبتها. لا سيما وان تشكيل الحكومة يعتبر عاملا مهما في الاسراع بطي صفحة الانقلاب السوداء، ويفتح الباب واسعا للاعداد والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية، والشروع بملف اعادة الاعمار.

كما ان اللقاء بين الرئيس عباس ومشعل بحضور الأمير حمد ساهم في عرض تطورات العملية السياسية بأبعادها وتعقيداتها المختلفة، واستشراف المستقبل بعيون مشتركة. الامر الذي يساهم في تعزيز الشراكة السياسية بين القوتين الاساسيتين، ويخلق حالة من التفهم الحمساوي لمواقف رئيس منظمة التحرير والقيادة السياسية. وبالتالي يخفف من حدة التجاذب، ويقطع الطريق على انصار التطرف في حماس، واعداء المصالحة.

لقاء ابو مازن مع ابو الوليد بات حقيقة ماثلة في الواقع، وردا على المشككين وانصار المواقف المسبقة. وجاء في الوقت المناسب، ويحمل في طياته ايضا الرد على سياسة حكومة نتنياهو اليمينية، وعلى كل القوى الدولية المعادية للمصالحة. ويساهم في تصليب الموقف الوطني في مواجهة التحديات المنتصبة امام الشعب والقيادة.

لكن على رئيس السلطة ورئيس حماس وضع روزنامة زمنية لتنفيذ الخطوات المتفق عليها، حتى يغادر المواطنون جادة التشاؤم والمراوحة، وبالتالي بعث الامل في اوساط الجماهير. وايضا الزام قادة الفصيلين (فتح وحماس ) ومعهما باقي فصائل العمل الوطني بالاسراع بتنفيذ الخطوات التي اتفق عليها على الصعد المختلفة.

لقاء عباس ومشعل، كان لقاء ايجابيا، وخطوة مهمة على طريق تجسيد المصالحة، وكسر الجمود والمراوحة، وايضا محاصرة القوى المتضررة من المصالحة. وعلى كل قطاعات الشعب وقواه السياسية دعم ما تم الاتفاق عليه بين الرجلين والحركتين بالاضافة للفصائل الوطنية، والتصدي لكل من يحاول تعطيل المصالحة الوطنية.