يقول البرفسور اليهودي (ألون بن مائير) :(يجب عدم السّماح لمن يسّمون أنفسهم قادة يهود – الجالسين على كراسيهم المريحة، ويتشاورون حول عدم تقديم التنازلات «على حساب الدمّ الإسرائيلي»- هدر الوقت الضخم والطاقة الهائلة ورأس المال السياسي الذي بذله جون كيري وما يزال يبذله. على هؤلاء ألا يذهبوا فقط لإسرائيل بل للمناطق المحتلّة ويروا بأم أعينهم حياة الفلسطيني المحروم من حريته الشخصيّة، ولا فرصة ولا أمل له بمستقبل ٍ أفضل. ماذا يتوقّع هؤلاء منه أن يفعل ؟)

​أن الضغوط الاميركية بدأت تتقارب مع الاسرائيلية فيما يتبناه جون كيري ودنيس روس الذين يتساوقون مع الشروط الاسرائيلية في محاولة لتحطيم الثوابت الفلسطينية وصمود القيادة السياسية.

​آن لنا أن ننظر بعين فاحصة للضغوط الاسرائيلية منها علينا، ومن العالم الحر على سياساتها العنصرية والفاشية والاحتلالية الملفوظة عالميا ، بما يمكننا من استنهاض قوتنا الذاتية والجمعية في رسم خطة وآليات اشتباك وصراع يومي معها، وأن ننظر للضغوط الاميركية أيضا من زاوية النقطة الحرجة التي وصلت لها العلاقات الاميركية مع روسيا ومشكلة أكرانيا وسوريا...، ومن زاوية الاقتصاد الاميركي المنهزم ثانيا، وثالثا من زاوية رغبة الاميركان بالخروج الآمن من المنطقة وآخرها من افغانستان والعراق وتبريد الاقليم للتركيز على مناطق أخرى ما ان لم يحصل سيحدث الإرباك.

​ورابعا في رؤية أميركية متصاعدة تركز على الصراع ضد التنامي المطرد لقوة الصين وبعض الدول الأخرى دون جدوى حتى الآن، كل ذلك يجعل من الولايات المتحدة الاميركية تعيد حساباتها للعمل بالمنطقة- منطقتنا- بقوة لعلّها تسجل اختراقا بالملف الفلسطيني- الاسرائيلي فتتفرغ لشؤونها الداخلية الاقتصادية من جهة ولأولوياتها الأخرى.

​قلنا أن التحديات أمامنا ثلاثة هي بالفوضى وإعادة ترتيب المواقع حيث ظهور المحاور والمناهج وتحويرات الصراع في الاقليم العربي أو الشرق اوسطي وثانيا في حساسية الوضع الفلسطيني بين التشكيك بالنوايا والتحركات السياسية والتفلت من الالتزامات الوطنية وبين الاصرار على المسار الوحدوي، وثالثا: تحدي التصدي للضغوط بصلابة والاشتباك، ما يجعلنا نتوقف أمام السراطية (الاستراتيجية) التي تتبعها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن التي إن وافقنا على أجزاء هامة منها فإنها تحتاج في جميع الأحوال لحوار وطني شامل وميثاق جديد وكسب أكبر شرائح المجتمع.

تنطلق سراطية (استراتيجية)القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن باعتقادي لتستند لـ7 أركان كالتالي :

1. التعامل مع المفاوضات دون التخلي عن الثوابت والشرعية الدولية، أو الدخول في عقم الاتفاقات المؤقتة أو ما يسمى اتفاق الاطار المرفوض بصيغته المطروحة اعلاميا حتى الآن.

2. توسيع نطاق الاشتباك مع الاسرائيليين من خلال فتح الحوار معهم في عقر تواجدهم عبر ما قام ويقوم به الرئيس ولجنة الاتصال مع الطرف الاسرائيلي من لقاءات وندوات واجتماعات تحاول اعادة صياغة الوعي الاسرائيلي ونظرته بعيدا عن أكاذيب الساسة الاسرائيليين.

3. الانفتاح على الموقف العربي، رغم فوضى الاقليم وعدم وضوح سياق محاوره ومناهجه أو تبلورها، بسلاسة من خلال اشراك الكل العربي الرسمي والشعبي في قضية القدس واللاجئين والدولة والقضية الفلسطينية عامة لأننا مازلنا ان نؤمن أن العرب جدارنا الواقي وبهم نفوز ويغيرهم ننهزم.

4. تنوع الخيارات من مثل ضرورة اللجوء للمؤسسات الدولية ومؤسسات الامم المتحدة وللقانون الدولىي، ولتفعيل المقاطعة للإسرائيليين والمستوطنات في العالم ما أثبت نجاعته ويتوجب الاستمرار به بالتوازي مع الحراك السياسي.

5. بناء علاقة متوازنة مع القوى الدولية والإقليمية بما فيها ايران وتركيا وروسيا، وحسنا فعل الرئيس أبو مازن بدق هذا الباب عبر الزيارات الى روسيا وإيران، ما يحتاج لأكثر من ذلك ، وفي ظل أن الصداقة الفلسطينية السعودية والعربية يجب أن تحظى بالأولوية بمعنى دون أي شائبة قد تضر بالأمن العربي والمصالح العربية مطلقا.

6. تصعيد المقاومة الشعبية الميدانية من جهة ، ورسم خطوط جديدة للمقاومة الفكرية عبر بناء ثقافي يشكل جدارا حاميا للعقيدة والرواية والثقافة الفلسطينية التي تفتت أسس الوجود الاسرائيلي أو اليهودي التاريخي الموهوم في هذه الأرض. وتصلب من القدرة الفلسطينية الميدانية والفكرية والثقافية والنفسية على المواجهة.

7. تكريس مؤسسات الدولة والاقتصاد الفلسطيني ورعاية مصالح فلسطين بشعبها وترابها وبتجمعاتها بالوطن والخارج بلا استثناء.

إننا امام كل ذلك وأمام هذا المنعطف التاريخي الذي بدأنا به حديثنا، إما ان نقف ك»الخُشُب المسنّدة» بلا حول ولا قوة، ننتظر الهِبَات أو مطر السماء فيكون انتظارنا وترقّبنا في سياقه السلبي، وإما نقف ب»ألسنة حِداد» ضد الحراك الفلسطيني لا نتورع أن نسوطه (نضربه بالسياط) إن احسن أو أخطأ على قاعدة أنه بالضرورة مخطئ أو خائن أو غير موثوق أو غير شريف أو كافر، وأن النظر اليه لا تتم إلا بعين الشك والريبة أو الاتهام الدائم. وأما ان نقول لأبي مازن والقيادة «اذهب أنت وربك فقاتلا» ونحن معك مقاتلون ، ومعكم حيث أحسنتم ولا نتورع عن تقويمكم أن أسأتم، فلستم عمر أو علي ولسنا أبوذر رضي الله عنهم أجمعين. وعنا.