عقد قادة الأحزاب الإسرائيلية، يوم أمس الإثنين 2025/03/10، اجتماعات لكتلهم البرلمانية في "الكنيست"، وناقشوا خلالها المرحلة الراهنة التي تمر بها إسرائيل، حيث لا تخوض حربًا شاملة على قطاع غزة، كما أنها فشلت في التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

واتهم قادة كتل المعارضة في الكنيست رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بتقديم مصالح ائتلافه الحكومي على ما وصفوه بـ"المصالح القومية"، كما عبروا عن معارضتهم لقناة المفاوضات المباشرة بين الإدارة الأميركية والفصائل الفلسطينية، معتبرن أن نتيجة مباشرة لإدارة نتنياهو للمفاوضات.

وخلال اجتماع كتلة "المعسكر الوطني"، تطرق رئيس الحزب بيني غانتس، إلى المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وشدد على أن "مصلحة دولة إسرائيل هي استعادة أكبر عدد ممكن من الاسرى، بأسرع وقت ممكن، وضمن صفقة واحدة إن أمكن".

وقال: أن "تقسيم الصفقة إلى مراحل وتأجيل المفاوضات لا يخدم إلا الفصائل الفلسطينية، فهي تحتاج إلى الوقت لإعادة بناء قدراتها وتعبئة مخزونها وتجنيد المزيد من الأفراد، ومصلحتنا تكمن في دفع الثمن مرة واحدة، وليس بالتقسيط التي تشمل الفائدة لصالح العدو".

وحول ضلوع الإدارة الأميركية في المفاوضات، قال غانتس: "نحن جميعًا ممتنون للإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب على العمل الاستثنائي الذي يقومون به، لكن إسرائيل هي الجهة المسؤولة عن مواطنيها، وحكومة إسرائيل هي المسؤولة عن إعادة الاسرى".

وأضاف: "من غير المقبول أن يصرّح المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى، آدم بوهلر أنه تلقى تفويضًا من الإدارة الأميركية لقلب كل حجر، لدرجة أنه التقى مباشرة مع قيادات الفصائل الفلسطينية، بينما المسؤولون في إسرائيل لا يزالون مترددين في إرسال وفد تفاوضي أو في تحديد صلاحياته".

وتابع: "نتحدث عن ريفييرا في غزة وحرب الانبعاث، لكن في الوقت ذاته يتم إهمال كريات شمونة والمطلة، شعبنا يريد الوحدة والمصالحة (القومية)، لكن الحكومة تعود إلى الانقلاب القضائي وتمضي قدمًا في إقالة المستشارة القضائية للحكومة".

واعتبر أنه "مع اقتراب "عيد المساخر" (اليهودي - "بوريم")، يبدو أن الحكومة متمسكة بمبدأ واحد، كل شيء معكوس رأسًا على عقب"، مشددًا على أن "السياسة يجب أن تكون في خدمة المصالح القومية، لكن نتنياهو يعطي الأولوية للائتلاف الحكومي".

بدوره، قال رئيس المعارضة يائير لبيد، في مستهل اجتماع كتلة "ييش عتيد"، إن "الحكومة، لم تقل للإسرائيليين ما الذي سيحدث في اليوم التالي، لم تقل لهم لماذا تعود إلى الحرب، في حين أن الثمن الفوري لهذه العودة هو موت الاسرى، نحن نستحق إجابة على هذا السؤال".

وأضاف: "إذا عادت إسرائيل للحرب في غزة، سيموت الاسرى، الحكومة لا ينبغي لها، ولا يمكنها، أن تكذب على الجمهور، العودة إلى الحرب تعني القضاء على أي فرصة لإنقاذ الاسرى، القضاء على العدو هدف قومي، لكنه لن يتحقق طالما أن الحكومة لا تقدم بديلاً للعدو".

من جانبه، تطرق رئيس حزب "الديمقراطيين" (تحالف العمل وميسرت) يائير غولان، إلى المفاوضات بين الإدارة الأميركية والفصائل الفلسطينية، قائلًا: "بسبب نتنياهو وحكومته المتخاذلة والمُهملة، نشأ محور يتجاوز إسرائيل صفقة بين الولايات المتحدة، الفصائل الفلسطينية، وقطر".

وأضاف: "أصبحت الشراكة بين قطر والفصائل الفلسطينية مشروعة ومقبولة لدى الإدارة الأميركية، وذلك بفضل إخفاقات نتنياهو السياسية، ونتنياهو قدّم للفصائل أعظم هدية يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يحلم بها (الشرعية الدولية)"، على حد تعبيره.

واعتبر غولان أن الفصائل الفلسطينية "لم تعد منبوذة" على الصعيد الدولي، "بل أصبحت طرفًا في مفاوضات سياسية مع أقوى دولة في العالم، ومنذ عام ونصف، يماطل نتنياهو، يُفشل إطلاق سراح الاسرى، ويمنع بناء بديل لحكم الفصائل الفلسطينية".

وقال: إن "النتيجة الواضحة لسياسات نتنياهو وإدارته للحرب، هي جعل من الفصائل الفلسطينية طرفًا لا مفر منه، والآن العالم يستنتج أنه لا خيار سوى التحدث معها، الفصائل الفلسطينية لم تعد معزولة، ونتنياهو جعلها شريكًا مباشرًا في المحادثات".