بقلم: عُلا موقدي
مع أذان المغرب في أول أيام شهر رمضان المبارك، وبينما كان المواطنون يجتمعون حول موائد الإفطار في أجواء رمضانية دافئة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدتي كفر الديك وبروقين غرب سلفيت، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت، قبل أن تعتقل ستة شبان وتنكل بهم، ثم تفرج عنهم.
وبعد ساعات قليلة، هاجم نحو 200 مستعمر بلدة بروقين، وسط صراخ وهتافات عنصرية. المستعمرون الذين قدموا من مستعمرة "بروخين" المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة الشمالية من البلدة، اعتدوا على ممتلكات المواطنين، إذ حطموا 7 مركبات، ورشقوا الحجارة صوب المنازل، وخطّوا شعارات عنصرية على الجدران، في هجوم إرهابي جديد يضاف إلى سلسلة من الهجمات والاعتداءات التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة.
ووفرت قوات الاحتلال الحماية للمستعمرين، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام صوب المواطنين.
تحدث المواطن علاء عبد الرحمن، أحد سكان المنطقة التي تعرضت لهجوم المستعمرين، عن الرعب الذي عاشته عائلته، وقال: "كانت العائلة كلها مجتمعة في المنزل، وكنا نجلس آمنين وأطفالنا يلعبون حولنا، وفجأة بدأ صوت التكسير يملأ المكان، وسرعان ما أدركنا أنه هجوم وحشي من المستعمرين".
وأضاف: "صراخ أطفالنا وبكاؤهم كان يفطر القلب، لم يعرفوا أين يختبؤون. حاولنا تهدئتهم، لكن كيف تشرح لطفل أن بيته لم يعد آمناً".
وأشار عبد الرحمن إلى أنه في اليوم الذي سبق هجوم المستعمرين على البلدة، "اقتحمت قوات الاحتلال منازلنا وفتشتها وأجرت معنا تحقيقات ميدانية امتدت حتى ساعات الفجر، واستولت على تسجيلات الكاميرات التابعة للمحلات التجارية في البلدة، كجزء من سياسة العقاب الجماعي ومحاولة تهجيرنا".
وطالب المواطن عبد الرحمن المؤسسات القانونية والدولية بضرورة توفير الحماية اللازمة للأطفال والمدنيين الآمنين في منازلهم من هذه الاعتداءات المتكررة، مؤكداً أن العيش في المناطق القريبة من المستعمرات أصبح تحت تهديد دائم على الحياة. كما دعا إلى تدخل دولي لوقف جرائم المستعمرين ومحاسبتهم، في ظل تصاعد الهجمات التي تستهدف القرى والبلدات الفلسطينية بشكل يومي.
ولم يكن هجوم المستعمرين على البلدة ليلة أمس الأول، إذ تكررت الاعتداءات بشكل مستمر، فبين الحين والآخر يشنّ المستعمرون اعتداءات عنيفة على منازل المواطنين وممتلكاتهم، وتزداد هذه الهجمات عنفًا وحِدّة عندما تكون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
خلال الأيام الأخيرة، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي وجودها في مناطق غرب سلفيت، خاصةً على الطريق الواصل بين بلدات دير بلوط وكفر الديك وبروقين، وأقامت الحواجز العسكرية وأعاقت حركة المواطنين، كما تواصل إغلاق مدخل بلدة بروقين ببوابة حديدية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، 375 حالة اعتداء نفذها المستعمرون خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي. كما رصدت الهيئة 2971 حالة اعتداء نفذها المستعمرون خلال عام 2024 المنصرم، شملت اقتحام القرى والبلدات الفلسطينية، والاعتداء على المواطنين ومنازلهم ومركباتهم وممتلكاتهم، وخطّ شعارات عنصرية على الجدران، وتجريف الأراضي والمزروعات وغيرها.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تصاعدت اعتداءات المستعمرين على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، تحت حماية كاملة من جيش الاحتلال، وأسفرت عن استشهاد 25 مواطنًا، إضافة إلى تدمير الممتلكات وإحراق الأراضي الزراعية.
وقالت الأمم المتحدة في 22 شباط/فبراير الماضي، إنها وثقت ما معدله 5 اعتداءات عنف من مستعمرين يوميا في الضفة الغربية خلال أسبوع، مشيرةً إلى تصاعد هجمات المستعمرين التي ألحقت أضرارًا بممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها