بعد إعلان حركة حماس استشهاد القائد العسكري محمد الضيف أبو خالد واستشهاد قيادات الصف الأول من أركان القسام والمكتب السياسي لحركة حماس والذي يتكون عددهم 16، وقد ترافق الإعلان عن قائمة الشهداء بعد الإعلان وفقًا للاتفاق بين حماس و"إسرائيل" عبر الوسيط القطري بإخراج أعداد كبيرة من كوادر وأعضاء القسام تحت مظلة خروج الجرحى والمصابين بحيث يتم خروجهم مع ثلاثة من المرافقين وعائلاتهم خارج قطاع غزة، وينص الاتفاق بمنع عودتهم إلى القطاع، الذي يشكل نفيًا خارج الوطن وتصفية الجناح العسكري لحركة حماس، وهذا الاتفاق يتنافى مع أهداف تسمية "حركة المقاومة الإسلامية حماس"، بل يعتبر ذلك نهاية حقبة المقاومة المسلحة وفقًا لوقائع الاتفاق بين حماس و"إسرائيل"وفي اعتقادي ذلك يأتي في سياق تحول حماس إلى حزب سياسي، قد يتم بعد عملية الهيكلة الجديدة والمتجددة بأن تصبح منظمة من فروع حركة الإخوان المسلمين داخل فلسطين، على غرار هيئة تحرير الشام التي تسلمت السلطة في سوريا دون نقطة دم.

وقد اتخذت هيئة تحرير الشام قرار بتسليم السلاح من كل الفصائل السورية عشيت تنصيب الشرع رئيس لسوريا، وهذا ترابط بين الحالتين من كان ضمن قوائم الإرهاب أصبح اليوم مقبول وفي نفس الوقت فإن إتفاق الدوحة قد بدأت تفوح روائحه العفنة، والغريب بأن نائب رئيس حركة حماس  الدكتور موسى أبو مرزوق يشيد بموقف الرئيس دونالد ترامب ويقول بأن ترامب من أوقف إطلاق النار بقطاع غزة بل وأشاد بموقف رئيس الإدارة الأميركية والغريب في الأمر بأن أبو مرزوق لم يتحدث عن رؤية ترامب بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ولم يصدر بيان من حماس برفض التهجير، وكيف ترفض التهجير وقياداتها قد غادروا قطاع غزة على مراحل قبل غزوة السابع من أكتوبر 2023، واليوم تبدأ عملية خروج جرحى حماس ومن يرافقهم خارج القطاع وقد يصل عددهم ما يقارب السبعة آلاف وقد يرتفع عددهم وفقًا للاتفاق المبرم بين حماس و"إسرائيل" وقد تحدث أبو مرزوق عن الأهداف المعلنة لعملية السابع من أكتوبر التي لم تتحقق، لذلك على حركة حماس والناطق باسمها الملثم أبو عبيدة بأن يتحلى بشجاعة القائد السياسي وأن يزيل اللثام عن وجهه ويقدم الاعتذار لشعبنا في القطاع الذين شاركوا بدفع ثمن باهظ من قوافل الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والمفقودين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم ولم يبقى من القطاع غير شاطئ البحر الذي تتحكم به "إسرائيل" من الجهات كافة.

حركة حماس بعد سيطرتها على القطاع من خلال استخدام مصطلح الحسم العسكري بعد أقل من عام من الإنتخابات التشريعية التي فازت بها، لم تتراجع عن الانقلاب العسكري الدموي، حتى في الوقت الحاضر رغم عشرات جلسات الحوار للفصائل الفلسطينية من مكة المكرمة إلى اليمن وبيروت والقاهرة المتكررة وكان أبرزها مبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث تواصل الحوار على مدار أشهر بين اللجنة الجزائرية التي كلفها  الرئيس تبون، وكان قد جمع بين سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن ةرئيس حركة حماس المرحوم إسماعيل هنيه، وبعد سلسلة اللقاءات الثنائية والمشتركة كانت النتائج صفر بسبب رفض حماس القبول بقرارات الشرعية الدولية ليتم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية كخطوة أولى اتجاه إنهاء الانقسام وكانت المبادرة الجزائرية تحمل ثلاثة عناوين، تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل والشخصيات المستقلة، والإنتخابات الرئاسية والتشريعية وإنتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وقد رفضت حماس القبول بالاعتراف بالحكومة وقرارات الشرعية الدولية، واليوم يعلن د. موسى أبو مرزوق القبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بل ويتم الإشادة برئاسة دونالد ترامب يعني ذلك بأن حماس قد تقبل بخطة ترامب التي قد يتم الإعلان عنها في الأيام القادمة.