واصلت قوات الاحتلال، اليوم الخميس 2025/02/27، عدوانها العسكري على مدينتي جنين وطولكرم، حيث وسعت قواتها عمليات هدم المنازل وتدمير البنى التحتية في المخيمات في شمال الضفة الغربية المحتلة.

ففي طولكرم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ32 على التوالي وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ19، وسط دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات، ومعاناة إنسانية.

حيث دفعت بتعزيزات عسكرية الى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في الوقت الذي ما زالت تستولي على مباني سكنية في الشارع المذكور وتحولها لثكنات عسكرية وتنشر القناصة داخلها.

كما نشرت فرق المشاة في حارات مخيمي طولكرم ونور شمس ومنعت الدخول إليهما أو الخروج منهما وسط تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض، وداهمت المنازل بما فيها الفارغة وخربت ودمرت محتوياتها، تزامنًا مع استيلائها على منازل أخرى وتحويلها لثكنات عسكرية.

وداهمت الليلة الماضية المنازل في حارة المدارس في مخيم نور شمس، وأبلغت سكانها مغادرتها صباحًا، بعد اخضاعهم للاستجواب.

وكان توجه عشرات المواطنين الى منازلهم في مخيم نور شمس ترافقهم فرق الإغاثة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، بعد أن أمهلهم الاحتلال مدة ثلاث ساعات لإخلاء محتويات منازلهم، بعد إخطاره نيته هدم 11 منزلًا خلال الأيام القادمة، بذريعة شق طريق يمتد من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية، وعملت طواقم جمعية الهلال الأحمر على إخلاء عائلات كانت ما زالت في منازلها وأمنت خروجهم سالمين، فيما أعلنت في وقت لاحق  عن تلقيها عشرات نداءات الاستغاثة من عائلات عالقة في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس، وتواجه صعوبة في الوصول إليهم، بسبب خطورة الوضع ومحاصرة المنطقة من قبل قوات الاحتلال.

وألحقت دمارًا كاملاً في البنية التحتية في مخيمي طولكرم ونور شمس طالت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، وجرفت مزيدًا من الشوارع والطرقات، اضافة الى تدمير ممتلكات من منازل ومحال تجارية بشكل كامل وجزئي، نتيجة الهدم والتفجير والحرق.

كما أدى العدوان المتواصل الى نزوح ما يقارب من 12 ألف مواطن من مخيم طولكرم وأكثر من 5000 مواطن من مخيم نور شمس.

ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تتوالى مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، إضافة الى تأمين خروج الاطفال لتلقي مطعوماتهم خارج المخيم، في وقت تمنع قوات الاحتلال الدخول اليهما أو الخروج منهما، وتعيق عمل طواقم الاغاثة خلال محاولتها إيصال المواد التموينية الضرورية لهم.

وتواصل إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ20 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، بلدة اليامون -غرب جنين، وداهمت عدة منازل، واعتقلت أربعة مواطنين.

تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، مخلّفة عشرات الإصابات، ودمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.

وعدوان المستمر أدى إلى خسائر فادحة تصل إلى 20 مليون شيقل يوميًا، خاصة مع استمرار إغلاق حاجز الجلمة العسكري أمام المواطنين من داخل أراضي الـ48،  ومصير نحو 6000 طالب منهم يدرسون في الجامعة العربية الأميركية مجهولًا، في ظل مواصلة الاحتلال منعهم من الوصول إلى الجامعة، إضافة إلى منع العمال من التوجه إلى أماكن عملهم.

ويحاول الاحتلال تغيير معالم المخيم بشكل كلي، حيث عمد إلى القيام بعمليات حفر على عمق 3 أمتار في الأرض، بهدف بناء أبراج حول مخيم جنين، وعمد منذ اليوم الأول من العدوان، إلى تغيير خارطة المخيم من خلال استحداث شوارع جديدة فيه وتوسيع شوارع أخرى، إضافة إلى هدم أحياء كاملة منه.

وصباح اليوم، أخذت قياسات منزل الشهيد إسلام خميسة تمهيدًا لهدمه، واعتدت الليلة الماضية، على عدد من الشبان في محيط دوار يحيى عياش في مدينة جنين، في وقت دفعت فيه بمدرعات من نوع إيتان إلى محيط المخيم، كما واصلت دفع تعزيزاتها المصحوبة بالجرافات إلى المخيم، وسط تحليق للطائرات الحربية، وجرف محيط مقبرة الشهداء في المخيم.

وواصلت تحركاتها بالدبابات على أطراف مخيم جنين تحديدًا في حي الجايريات وقرب جامع الأسير وأحياء أخرى من المخيم.

كما تواصل إحراق منازل داخل المخيم وتجريف طرق وتوسيع طرق أخرى، وتستمر في منع وملاحقة المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم داخله لأخذ مستلزماتهم الضرورية كالملابس والأغطية، خاصة في ظل الظروف الجوية الباردة واقتراب شهر رمضان المبارك.

وتمنع الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار والخراب داخله، وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين.

كذلك تواصل الاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، كما يستمر انقطاع المياه عن عدد من أحياء المدينة بسبب تجريف الاحتلال للطرقات وشبكات المياه، وصعوبة عمل الطواقم لإعادة صيانتها مع وجود الاحتلال المستمر.

أمّا في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال،  قرية الديرات -شرق يطا، وأخطرت بوقف العمل في ثلاثة منازل، وصورت عددًا من المنازل في القرية، كان قد تم إخطار أصحابها في أوقات سابقة.

كما اقتحمت القوات ترافقها ناقلة جنود مجنزرة، المدينة من مدخلها الجنوبي باتجاه دوار التحرير، وانتشرت في محيط منازل المواطنين ومحالهم التجارية، وأغلقت الشارع الرئيسي ومنعت تنقل المواطنين، دون أن يبلغ عن مداهمات أو اعتقالات.

كذلك اقتحمت بلدة صوريف -شمال غرب الخليل، واعتقلت ثلاثة مواطنين، وفتشت عدة منازل في البلدة، كما اعتقلت معلمة من قرية سكة -جنوب الخليل وفتشت منازل المعتقلين وعبثت بمحتوياتها، وأغلقت الجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام في بلدة يطا- جنوب الخليل، وألحقت أضرارًا بمحتوياتها.

وفي السياق ذاته، واصلت إغلاقها مداخل مدينة الخليل بلداتها ومخيماتها بالبوابات الحديدية، وشددت إجراءاتها العسكرية في حارات البلدة القديمة والحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية.

ونظم عشرات المستعمرين المسلحين  بحماية قوات الاحتلال، اليوم، مسيرة استفزازية انطلقت من مستعمرة "كريات أربع" المقامة على أراضي المواطنين شرق مدينة الخليل، باتجاه الحرم الإبراهيمي، مرورًا بواد الحصين وحارة جابر وأحياء أخرى من البلدة القديمة، حيث حمل خلالها المشاركون أعلام دولة الاحتلال ورددوا شعارات عنصرية.

وجاءت هذه المسيرة وسط إجراءات عسكرية مشددة فرضتها قوات الاحتلال على الأهالي في تلك المناطق، حيث أغلقت المنطقة والحواجز المؤدية إلى الحرم بالكامل، ومنعت حركة المواطنين.

واعتدت مجموعة من المستعمرين، ممتلكات المواطنين في بلدة بيت كاحل- شمال الخليل، وحطموا محتويات المنزل بشكل كامل، وكثفوا اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم ومنازلهم في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى اقتلاع أشجار الزيتون والمزروعات.

بينما في رام الله، اقتحمت قوة راجلة من جيش الاحتلال، قرية النبي صالح من جهتها الشرقية، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات، وانتشروا في شوارع القرية، وداهموا منزل مواطن، فيما تمركزت آلية عسكرية عند مدخل القرية، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

وداهمت عدة منازل وعبث بمحتوياتها، خلال اقتحامه بلدة بيرزيت -شمال رام الله، وقرى شقبا وعابود -شمال غرب رام الله، وقرية المغير شمال شرق رام الله.

وأيضًا في بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة الخضر وتمركزت في مناطق: "الجامع الكبير"، و"البوابة"، والشارع الرئيس (القدس- الخليل) وأطلقت الرصاص الحي، وقنابل الصوت والغاز السام صوب المنازل، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق، وداهموا عددا من المنازل ودمروا محتوياتها واعتلوا أسطحها، كما حطموا زجاج عدد من المركبات.

كما اقتحمت قرية المنيا- جنوب شرق بيت لحم، وتمركزت في المنطقة الشرقية منها، وسط إطلاق قنابل الغاز السام، والصوت، دون أن يبلغ عن إصابات، وداهموا عددًا من المنازل وفتشوها.

كذلك اقتحمت بلدة نحالين- غرب بيت لحم، وسط إطلاق قنابل الصوت، والغاز السام، تجاه المنازل والمحلات التجارية، دون أن يبلغ عن إصابات، وأجبروا أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها، وداهموا مقهى واحتجزوا عددًا من الشبان، وهدمت اليوم، مطعمًا ومرافق لملعب رياضي في البلدة نحالين، وأغلقت منطقة الهدم، وأطلقت قنابل الغاز السام والصوت صوب المواطنين والمركبات، دون أن يبلغ عن إصابات، وكانت قبل أشهر قد هدمت في المنطقة ذاتها مجمعًا تجاريًا يشمل أربعة بركسات ومحددة، ومحلاً للألمنيوم. 

وداهمت منزل والد الاسير راسم حمامرة المنوي الافراج عنه ضمن الدفعة السابعة من اتفاقية وقف إطلاق النار، وهددته في حال استقبال المهنئين، في قرية حوسان، واعتقلت اليوم، مواطنًا من بلدة الدوحة -غرب بيت لحم، بعد دهم منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته، وأحضرت معها اثناء دهم المنزل نجله المعتقل منذ أسبوعين في السجون.

وفي طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال الليلة، قرية وادي الفارعة- جنوب طوباس، بعدة دوريات عسكرية، قدمت من حاجز الحمرا العسكري، وانتشرت المشاة في منطقة دوار العين، عند الشارع الرئيسي في وادي الفارعة المؤدي إلى المخيم.

 وأصدرت اليوم، أمرًا عسكريًا بوضع اليد والاستيلاء على "5" دونمات و"217" مترًا من أراضي طمون في منطقة "جلمة عساف"، تابعة لبلدة طمون -جنوب شرق طوباس، والأراضي التي صدر القرار بحقها تقع إلى الشرق من مستعمرة "بقعوت" الجاثمة على أراضي المواطنين في المنطقة.

فيما في أريحا، وضع مستعمرين "بسكورس"، على طريق شقوه للوصول إلى البؤرة الاستعمارية "زوهر" المجاورة لعرب المليحات بالشارع الرئيسي، وهذا الطريق الاستعماري سيفاقم معاناة المواطنين في عرب المليحات، ويزيد حالة التوتر والصدام مع المستعمرين، وذلك يعني سلب المزيد من الأراضي، علمًا أن قوات الاحتلال استولت مؤخرًا بقرار عسكري على أراضٍ في المنطقة نفسها لأغراض رعي المستعمرين في المنطقة.

ويتعرض عرب المليحات والتجمعات البدوية الأخرى، لسلسلة من المضايقات لفرض واقع استعماري جديد على الأرض.

كما في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم ، بلاطة البلد -شرق المدينة، واعتقلت مواطنة، فيما اقتحمت محيط حرم جامعة النجاح القديم، وداهمت عدة منازل ومطعمًا وحطمت محتوياته

كما اقتحمت مخيم بلاطة، وسط إطلاق نار كثيف، عقب اكتشاف قوات خاصة في حارة مقدوشة، وسط وصول تعزيزات من حاجز عورتا، مما ادى إلى إصابة شاب في منطقة الفخذ.

ثم في الأغوار، أخطرت قوات الاحتلال، بوقف العمل في بركس زراعي، وبركة مياه في بردلة بالأغوار الشمالية، وصعّد الاحتلال ومستعمروه في الفترة الأخيرة اعتداءاتهم بحق المواطنين في القرية، من إنشاء بؤرة استعمارية قبل شهر قرب القرية، والاستيلاء على  معدات زراعية، وإخطار عدة منشآت بالهدم ووقف العمل.

وفي القدس، استدعت قوات الاحتلال اليوم، عددًا من الأسرى المحررين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى- الدفعة السابعة، للتحقيق يوم غد الجمعة، في مركز تحقيق القشلة.

كما استدعىت الأسرى المحررين في اتفاق وقف إطلاق النار في الدفعات السابقة للتحقيق، وسلّمهمت قرارات إبعاد عن الأقصى، والبلدة القديمة في القدس.