تأجيل موعد انعقاد القمة العربية كمؤشر يدل على حدوث تَغيُر حقيقي في السياسة الترامبية الداعية للتهجير وأن هناك محادثات تجري للتحضير لرؤية العربية لغزة في اليوم التالي ضمن محددات واقعية تستند على بقاء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مع الخطط المقترحة لإعادة الإعمار وتولي السلطة الوطنية الفلسطينية لمسؤولياتها هناك وفي هذا السياق أيضاً موقف حماس ورسائلها الأخيرة حول وجودها في قطاع غزة بكل مايصل به عسكرياً وإداريًا.
وهنا لابد من أن أشير إذا اعتبرنا أن موقف حماس الأخير ناتج عن مراجعة لقادتها العسكريين والسياسيين، فإن الوصول متأخراً مع وفاة مريض من قبل طبيب تتوقف على سرعة حضوره للمشفى حياة المريض ليست خيراً من أن لا يأتي أبداً، ومع ذلك فإن انسحاب حماس المطلوب من المشهد بالكيفية التي سيُرَتب بها أو ينفذ فيه هو شرط ومطلب تمليه مسارات العودة لطبيعة ومنطق الأمور بما كان يفترض منها أن تفعله في الأيام الأولى من حرب الإبادة والتطهير العرقي التي حدثت في السابع من أكتوبر 2023 ليس كنوع من التكفير عن خطأها في تقدير ما فعلته منفردة بعملية طوفان الأقصى، بل كاستجابة لضرورات وجودية كانت تهدد ولا زالت بقاء ووجود الشعب الفلسطيني على أرضه،ِ تَأخُر حماس في مراجعة موقفها أعطى إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة ودول الغرب الحق في دعم حرب الإبادة التي يتم تداولها الآن، حول تهجير الفلسطينيين ومحاولات إقتلاعهم من أرضهم ومحو تاريخ نضالهم الطويل عبر محاولات تغيير هويتهم الوطنية والسياسية.
هذه المراجعة التي تخفي خلفها ما تخفيه من أسرار، تحقيقها يرتبط بمؤشرات تدعو إلى التمهل في النظر إليها بسبب ما تصر حماس عليه من تمسك بلغة اليوم الأول من طوفانها وخطاب النصر الوهمي الذي تحاول جاهدة تسويقه من خلال بعض قادتها الذين لا يزالون يتغنون بإيران ويعتبرونها وجهتهم إلى الآن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها