بقلم/ محمود الأسدي / باحث أكاديمي
أكثر من عقدين مرّا على عقد مؤتمر مدريد لعام 1991 الهادف إلى إيجاد حل للصراع العربي الصهيوني بمشاركة الدول الكبرى والدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وعقدان بالتمام مرّا على اتفاق أسلو لعام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشهيد الرئيس ياسر عرفات وممثلين للكيان الصهيوني لإقامة سلطة وطنية فلسطينية مستقلة في مناطق ثلاث كخطوة أولى، على أن ينجز استقلال دولة فلسطينية في غضون خمس سنوات بعد تنفيذ شروط الاتفاق.
توالتْ اللقاءاتْ وتتابعتْ مراحل التفاوض وطرحتْ صيغ وأقرت خطط بداية في كامب ديفيد، وادي ريفر ساهم بها رؤساء أمريكا كلينتون وكارتر، ثم خطة الطريق للرئيس جورج بوش 2001، وخطة الجامعة العربية 2002، وزيارة أوباما إلى شرم الشيخ وطرح أفكاره والتزامه بتحقيق السلام بإقامة دولتين مستقلتين بحدود معترف بها الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس القديمة، وكيان صهيوني على منطقة الخط الأحمر- فلسطين 1948، مع تعديل طفيف بتبادل أراض...
الكيان الصهيوني معترف به دولياً لكنه حتى اللحظة لم يرسم حدوداً لكيانه! رغم مرور أكثر من 65 سنة على إقامته عنوةً على أراضي الفلسطينيين لعام 1948. بمساعدة واعتراف روسي أميركي، بريطاني منذ اللحظة الأولى!!!.
إن رفض الكيان الصهيوني ترسيم حدود كيانه عائد إلى تفسير أسفار العهد القديم التي تحاول تبرير اغتصاب ارض الآخرين (احتلال الضفة الغربية وغزة والجولان السورية). حدود الكيان يتطور حسب ظروف الصهاينة وقوتهم ودعم اللوبي الصهيوني والمسيحيين المتصهينين في أمريكا وانكلترا. وهذا انعكاس لعقيدتهم نقلاً عن يشوع. ففي وعد يهوه، إله اليهود، في العهد القديم "تكون الأرض غربي الأردن (وطناً لهم)، وفي آخر تكون الأرض على ضفتي الأردن، وفي ثالث تمتد الأرض من الفرات إلى النيل، (جورجي كنعان، وثيقة الصهيونية في العهد القديم، ص 55).
يتساءل الفلسطينيون ومعهم العديد من وفود عالمية سياسية وثورية، حقوقية إنسانية وحضارية ومنظمات مدنية عن نتائج المفاوضات والطروحات والالتزامات التي قطعت سابقاً!!. تطالب أمريكا بتمديد فترة المفاوضات ولها ما تريد!. والكيان الصهيوني مستمر في تجاهله كافة العهود والقرارات التي قطعت وأقرت سابقاً، وإنه يدخل في كل مرة شروطاً تعجيزية جديدة، وفي استئناف مرحلة مفاوضات جديدة يطرح عروضاً جديدة لبناء وحدات سكنية في الضفة الغربية، ويرصد ميزانيات بتمويل المسيحية الصهيونية الأمريكية من أجل بناء مستوطنات جديدة بضمانات أمريكا راعية السلام!!.
حالياً، وزير خارجية أمريكا، جون كيري، في المنطقة يقوم بجولته العاشرة، يحمل معه حسب قوله "إطار عمل". فإذا كانت المعاهدات والاتفاقات السابقة لم تُجدِ فما هو الجديد في إطار العمل الذي يحمله جون كيري؟! وما الذي يتوقعه المفاوض الفلسطيني من "إطار عمل كيري"؟!!
ومع انطلاقة احتفالات الفلسطينيين بالذكرى التاسعة والأربعين للثورة الفلسطينية لا يسع المراقب والباحث والدارس والمهتم إلا أن يجري كشفاً وتقويماً لمواقف أطراف ثلاثة فاعلة في المنطقة: الموقف الأمريكي وما يتضمن من تركيز على مفهوم عقائدي- استراتيجي ولوجستي اقتصادي. والموقف الصهيوني العقائدي التوسعي الاستيطاني. والموقف الفلسطيني وما ينشده الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات.
I. الموقف الأمريكي
لم يكن الموقف الأمريكي نزيهاً شفافاً أو موضوعياً في تعاطيه مع القضية الفلسطينية. ويُعتقد أن الموقف الأمريكي يبقى كذلك ما دام يشعر أنه يمتلك الأوراق العربية والفلسطينية وأن تدفق البترول العربي يدير عجلة مصانعه. وثانيها، أن الأسواق العربية مفتوحة ومشروعة لاستقبال بضائعه ومنتجاته الصناعية والتقنية والاستهلاكية. وثالثها، أن مصالحه الاستراتيجية واللوجستية مؤمنة من قبل الأنظمة العربية. ورابعها، خضوعه التام وتأييده المطلق على أجندات المسيحية والصهيونية بكافة أطيافها وعلى رأسها اللوبي الأمريكي الإسرائيلي للعلاقات العامة ذات النفوذ القوي والفاعل في مجلسي النواب والشيوخ في رسم سياسيات أمريكا الخارجية، وكذلك بين أطياف الشعب الأمريكي، ويلقى دعماً وتأييداً من المسيحيين الصهيونيين في انكلترا وألمانيا وأمريكا الوسطى!!.
المسيحية الصهيونية كما عرّفها القس ستيفن سايزر في كتابه "حركة عنصرية لاهوتية وسياسية تعتنق أكثر المواقف الأيديولوجية تطرفاً للصهيونية. ومن هنا أصبحت مؤذية- ضارة- للسلام العادل في فلسطين وإسرائيل"، (القس ستيفن ص 483).
وحين يتحدث القس ستيفن عن برنامج المسيحيين الصهاينة فإنه يقدم "نظرة عالمية بحيث يعرض الإنجيل كإيديولوجية إمبراطورية استعمارية عسكرية". وإن القس يستنكر الشكل التدريجي الماكر للمسيحية الصهيونية الذي "يتسرب إلى الكنائس الرئيسة التي تصمت أمام الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.. وإنه يرفض "بشكل مطلق عقائد المسيحيين الصهاينة كتعاليم خاطئة تقوّض الرسالة التوراتية في الحب والرحمة والعدل".
ويرفض القس ستيفن "التحالف المعاصر لزعماء المسيحيين الصهاينة ومنظماتهم مع العناصر المتطرفة في حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الذين يسعون حالياً لفرض استراتيجيتهم الوقائية وحكمهم العسكري على الآخرين بما فيهم فلسطين والعراق.
يستنتج الباحث مما تقدم أن المسيحيين الصهاينة هم المدافعون والمحامون عن دولة إسرائيل وتبرير احتلالها واستيطانها في الضفة الغربية والجولان وحصار غزة على أسس توراتية. وأن الصهيونية دعوة سياسية في إطار من عقيدة دينية. وإن الصهيونية تعمل على جمع اليهود في وحدة سياسية دينية لأنها قائمة على جذور الديانة القومية والديانة اليهودية قومية. يقول جورجي كنعان، "لا صهيونية من دون يهودية، ولا ديانة يهودية من غير صهيونية"(ص 79). يعني أن الصهيونية متلازمة مع اليهودية. وهذا ما يشهده الباحث أو المدقق في إصرار الكيان الصهيوني على اعتراف السلطة الوطنية الفلسطينية ب"يهودية الدولة"، معتمداً على المؤتمر الأول للمسيحيين الصهاينة الذي انعقد عام 1985 والذي رعته جمعية السفارة الدولية المسيحية في القدس، حيث أصدروا قراراً يدعو العالم للاعتراف بيهودية فلسطين!!.
• هل يمكن تحقيق صيغة للسلام والعديد من المسيحيين واليهود متحدون في قناعاتهم؟ يقول جون و. لورد، العميد السابق لمعهد دالاس اللاهوتي الانجيلي: "إن قبة الصخرة الإسلامية: يجب أن تدمر ويعاد بناء الهيكل اليهودي الثالث مكانها. حيث سيرسم الكهنة وتقدم القرابين، والأضاحي طبقاً للنبوءات التوراتية.. للتسريع بمجيء المسيح"!.
ويحدد القس ستيفن حركة المسيحية الصهيونية بقوله إنها تتنوع بين قيادات مسيحية فردية، منظمات دولية إنجيلية كبرى لها أجندات سياسية واضحة ويعدد بعضاً منها: جسور السلام، والسفارة المسيحية الدولية للقدس، وتعمل المنظمتان من أجل الاستمرار في تمويل الأجندة التوسعية الاستيطانية، ومنظمة يهود من أجل المسيح، والرعاية الكنسية للشعب اليهودي، وهناك إكسوباص؟ وائتمان ابن أزرّ متخصصتان بتسهيل نقل اليهود إلى إسرائيل من روسيا ومن أوروبا الشرقية (ومن يا ترى سهّل نقل يهود الفلاشا وجمعهم في معسكرات في السودان قبل نقلهم إلى الكيان الصهيوني 1980)؟؟!!.
ومن الجمعيات الأخرى: جمعية الأصدقاء المسيحية للجاليات الإسرائيلية التي تشجع الكنائس على تبني إقامة المستوطنات في المناطق الفلسطينية المحتلة (القس ستيفن نقلاً عن سارهُ هونك، تتبنى برنامج تسوية، جريدة جيروزلم بوست 1991).
لخصت الكاتبة والراهبة سابقاً كارن أمسترونغ حقيقة المسيحية الغربية الصهيونية بجملة واحدةٍ، حين قالت فيها: "داخل المسيحية الغربية الصهيونية ميراث الصليبيين وهؤلاء عادوا إلى صليبية كلاسيكية دينية متطرفة".
II. الموقف الصهيوني
يتسم موقف الصهاينة بكافة أحزابهم السياسية والدينية وقواهم ممثلة بالليكود، وحزب العمل، وشاس، وإسرائيل بيتنا، وجماعة غوش أمونيم ومائير كاهانا، الرفض المطلق الاعتراف في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيادة كاملة على المعابر والمرافق وعودة اللاجئين الفلسطينيين والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية لتمسكهم ب "مدراش تشوما"، مقطع من التلمود يقول لهم:
مثلما تقع السّرة في مركز جسم الإنسان
كذلك أرض إسرائيل هي سرة العالم..
وتقع في مركز العالم..
وأورشاليم- القدس- هي مركز أرض إسرائيل
والحرم المقدس في (وسط) القدس
والمكان المقدس هو وسط الحرم
وتابوت العهد هو في وسط المكان المقدس
والحجر الأساس هي قبل المكان المقدس
لأن عليها تأسس العالم.
ويذكرهم نبيهم يشوع بشروط يهوه لامتلاك فلسطين حيث تدعوهم أسفار العهد القديم، أولاً، عدم مخالطة الشعوب أصحاب الأرض الكنعانيين والأموريين، والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، يوشع 23/12. ثانيها، عدم معاهدة الشعوب "فلا تقطعوا عهداً مع سكان الأرض، قضاة 2/2، (الكنعانيون أجداد الفلسطينيين هم سكان الأرض). والشرط الثالث عبادة يهوه، أما الشرط الرابع والمهم، فهو إبادة الشعوب. (وهذا ما حدث في دير ياسين، وقبية، ونحالين، وبحر البقر، وإقرت، وكفر قاسم، وخان يونس وقلقيلية والسموع، وقانا).
يقول موشيه منوحن في مذكراته عن هجرته إلى فلسطين عام 1904، حين أخذت تظهر نزعة حربية، وشهوة إلى القتال بين اليهود، فكانت الخطوة الأولى، "لا تعاملوا طبيباً عربياً، "لا تشتروا من تاجر عربي"، لا تشتروا من بقال عربي أو بائع فواكه متجول عربي"، (مذكرات موشيه منوحن، مجلة شؤون فلسطينية العدد 80، نيسان 1982).
تحت حجة أمن إسرائيل تسارع سلطات الاحتلال في بناء مستوطنات جديدة، وتوسيع مستوطنات قائمة في الضفة الغربية التي احتلت عام 1967، وتصر على بقاء قوات لها على ضفاف نهر الأردن، وأقامت سياجاً أمنياً وجدران فصل عنصري قطّع أوصال الضفة الغربية وحرم المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى مزارعهم وتواصلهم مع الأهل في القرى المجاورة، وأدى إلى إعاقة وصول الطلاب إلى مدارسهم، وأقاموا شبكة طرق إلتفافية غايتها قضم المزيد من أراضي الضفة الغربية.
أيّ سلام يتوخاه الفلسطينيون؟ وآلاف الأسرى ما زالوا يرزحون في سجون الاحتلال؟ يطلق سراح بضع عشرات ويعتقل يومياً المئات من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال بحجة الحجز الإداري!!.
وتعتمد السلطة الصهيونية خطة ممنهجة غايتها تهجير وإجلاء الفلسطينيين عن أراضيهم بحجة تحويل الجوار إلى منطقة عسكرية كمنطقي النقب ووادي الأردن، وتتحكم إسرائيل بمياه الري وتحرم المزارع الفلسطيني من استخدام مياه الري لمزروعاته التي تتلف، وتتحكم أيضاً بالمياه الجوفية وتغذية التيار الكهربائي وتزويد المحطات بالمحروقات لتزيد في مأساوية الفلسطيني وتضيّق الخناق عليه.
III. الموقف الفلسطيني
حيث أن السلطة الوطنية الفلسطينية حصلت على قرار دولة فلسطين غير كامل العضوية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وبما أنها عضو فاعل في منطقة اليونيسكو، وتتمتع بعضوية مراقب في العديد من المنظمات الدولية، وبما أن إسرائيل ماضية في التسويف والمماطلة وفي نهج بناء وتوسيع المستوطنات اللا شرعية، لم يبق أمام المفاوض الفلسطيني إلا التوجه إل محكمة العدل الدولية لطرح ممارسات إسرائيل الإجرامية، سيما وأنها لا تمتثل للقرارات الدولية وإنها ماضية في قتل واعتقال المدنيين الفلسطينيين ومعاقبة المشاركين الأجانب في وقوفهم إلى جانب الحق الفلسطيني وقتل بعضهم كما حدث مع راشيل التي دهستها جرافة الصهاينة لتأييدها لحق الفلسطينيين.
ولتحقيق وإنجاز نتائج وطنية ثابتة ومرجوة من قبل الشعب الفلسطيني، حبذا اعتماد خطة منهجية واضحة الآليات، محددة التوقيت ومنها:-
العمل على ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء مصالحة فتحاوية- حمساوية نقطة انطلاق للتواصل مع كافة القوى الإسلامية وفصائل المقاومة والجمعيات المدنية والحقوقية المحلية والإقليمية والدولية توكيداً للحق الفلسطيني ودعماً لموقفه على كافة الصعد. وهذا يتطلب وضع حد للهرطقات والمزايدات والمساومات والمكاسب الفئوية والفردية والفصائلية لأن وحدة الموقف الوطني الفلسطيني لم يعد يحتمل التسويف والتأجيل والرهانات والتعقيدات والاملاءات في ظروف الانهيار العربي والتحالفات الإقليمية والغربية الجديدة..
ويتوازى مع المصالحة الوطنية اعتماد مقاومة مدنية سلمية بكافة أشكالها، منها: على سبيل المثال، مقاطعة المنتوجات الصناعية والمحاصيل الزراعية والأعلاف الصهيونية وتوقف التعامل مع دوائر الأمن والإدارة المدينة الصهيونية والتوقف عن دفع الرسومات البلدية والأميرية وفواتير المياه والكهرباء للصهاينة والامتثال للمحاكم التابعة لها..
ولتعطي الخطوة السالفة نتائج مرجوة لا بد من إقامة وتعميم وتوسيع مشاريع وورش عمل في منطقة السلطة الوطنية وعلى رأسها إعادة تأهيل وتنشيط مركز صامد لكافة الانتاجات، وإقامة مراكز خياطة وتطريز للصبايا، وتأسيس تعاونيات زراعية وأخرى استهلاكية لاستيعاب العمال وتأهيلهم، وتشجيع مشاريع صغيرة تفي بحاجات القرى والبلدات.
ويترافق ويتوازى مع ما سبق التوجه بإصرار والحاح إلى الدول العربية الإيفاء بالتزاماتها المالية، وفتح سوق العمل للعمالة الفلسطينية لشل الحركة العمالية في المناطق الصهيونية. والتمني على بعضها إقفال مكاتب الملحق التجاري الصهيوني لديها.
ولا بدَّ من توثيق العلاقة مع بعض الأكاديميين اليهود ممن يدينون الممارسات الصهيونية الذين ألفوا كتباً وقدموا أبحاثاً وأشرفوا وأداروا ندوات ولقاءات وشاركوا في وقفات احتجاج تدين الممارسات القمعية والتوسع الاستيطاني ونشروا في كتاباتهم وأبانوا في محاضراتهم عرقية الصهيونية والأبارتايد كالبروفسور إسرائيل شاحاك في كتابه "الديانة اليهودية وتاريخ اليهود وطأة 3000 سنة"، والأكاديمي يوري ديفس الذي نشر تفصيلات عن عرقية الصهيونية حيث قال:
"إسرائيل دولة أبارتايد" عرض فيه أن إسرائيل حددت الوضع القومي وحقوق المواطنين بين سكانها على أسس عرقية سواء في توفير التعليم أو الاستفادة من الخدمات الصحية أو حقوق العمل أو التعامل مع النظام القضائي". ويقول بالحرف الواحد "يتعذب العرب (الفلسطينيون) من التمييز المهني والمؤسساتي في دولة إسرائيل: لماذا علينا دعمها؟ (ديفيس واخرون- العرب الفلسطينيون في إسرائيل، دير الأسد مصير قرية عربية في الجليل).
ونحيي ونثمن موقف "مركز سبيل المكوني اللاهوتي التحريري الفلسطيني، القدس" على البيان الذي أصدره في نيسان 2004، يدين ويشجب ويرفض فيه التحالف المعاصر لزعماء المسيحيين الصهاينة ومنظماتهم مع العناصر المتطرفة في حكومة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الذين يسعون لفرض استراتيجيتهم الوقائية وحكمهم العسكري على الآخرين".
ويختم مركز سبيل المكوني بيانه بالقول "فالعدالة وحدها أمن وازدهار لكل الناس في أرضنا، وبالوقوف إلى جانب العدل نحن ننفتح لعمل السلام، والعمل للسلام يجعلنا أبناء الله".
نقدر موقف مركز سبيل وندعو الأهل والأخوة من الطائفة المسيحية الكريمة للتواصل مع الطوائف المسيحية الأخرى في الوطن العربي والعالم الغربي لتوكيد هذا الموقف الجريء ومواصلة العمل المنهجي في هذا الاتجاه.
ونقف مع البروفسور جورجي كنعان في دعوته العقلانية والموضوعية لقراءة التوراة برؤية وعقلانية حتى يتبين لهم أن كتاب العهد القديم، هو تاريخ بني إسرائيل وأن نصوصه الدينية لا تعدو أن تكون خيوطاً سياسية لملكية أرضية، ونؤيد دعوته إلى عدم قبول نصوصه على أنها مسلمات غير قابلة للنقاش لأنه يربي في النفوس أخلاقاً دينية تستبيح إبادة الآخرين أو تشريدهم، ويدعو إلى مقارنة كتاب العهد القديم بالنصوص المكتشفة في بلاد ما بين النهرين، ومصر، وسوريا، لأنها تؤدي إلى نتائج مذهلة"، (جرجي زيدان، صحفة 2).
إن فلسطين هي أرض الفلسطينيين بنصوص العهد القديم ذاته قبل مجيء إبراهيم إليها، وأن هذا الكتاب المقدس يسميها "أرض غربة" بالنسبة لإبراهيم، ولأحفاده من بعده، قضاة 18/7، سفر التكوين 12/10، 15/13، 17/8، 20/1.
وتأكيداً وإثباتاً لما تقدم فان القس جورج بوست في قاموس الكتاب المقدس وضّح بقوله، "وتغرب إبراهيم في ارض فلسطين أياماً كثيرة"؟ تكوين 21/34.
مراجع
1- بوست، جورج- قاموس الكتاب المقدس.
2- ديفس، ديفيس وأخرون- العرب الفلسطينيون في إسرائيل: دير الأسد مصير قرية عربية في الجليل. ترجمة أحمد الشهابي 1979 دار الكلمة (ش.م.م)
3- سايزر، القس ستيفن- الصهيونية المسيحية
انجيليون..توراتيون متطرفون2004
4- شاحاك، إسرائيل: الديانة اليهودية وتاريخ اليهود وطأة 3000 سنة مطبعة بلوتو- لندن، طبعة 2002
5- العهد القديم
دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط
أسفار قضاة 2/2، 18/7
يشوع 23/12
تكوين 12/10، 15/13، 17/8، 20/1، 21/34.
6- كنعان، جورجي- وثيقة الصهيونية في العهد القديم
توزيع دار النهار- بيروت
7- مجلة شؤون فلسطينية، عدد 80، نيسان 1982
8- مركز سبيل المسكني اللاطوني- القدس- بيان نيسان 14-2004.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها