بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 13- 2- 2025
*رئاسة
سيادة الرئيس يشكر الرئيس الصيني على موقف بلاده الرافض لأي تهجير أو عقاب جماعي لشعبنا
شكر سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، على موقف بلاده الرافض لأي تهجير أو عقاب جماعي لشعبنا في قطاع غزة، كذلك دعوة الصين للمجتمع الدولي لتكثيف جهوده لوقف التصعيد وحماية مواطنينا، والعمل على تحقيق حل سلمي وعادل لقضيتنا الفلسطينية، وهو ما يتوافق مع القانون الدولي، وكذلك مع موقفنا.
وقال سيادته في رسالة شكر وتقدير للرئيس الصيني: إننا على ثقة تامة بدعم فخامتكم لمساعينا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي الحالي على مدن ومخيمات الضفة الغربية، وتسريع إعادة إعمار غزة، وإعادة ربطها بالضفة الغربية، والذهاب لتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة المستقلة، المتكاملة جغرافياً، والقدس الشرقية عاصمتها، لنحيا مع شعوب المنطقة كافة، بأمنٍ وسلامٍ واستقرار.
وتمنى الرئيس عباس للرئيس الصيني الصحة والسعادة، وللحكومة الصينية وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والرخاء.
*فلسطينيات
الحايك يستقبل رئيس استونيا في كنيسة المهد ببيت لحم
استقبل وزير السياحة والآثار هاني الحايك، ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس، ومحافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، ورئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان، والوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس في بيت لحم المتروبوليت فنيذكتوس، وعدد من الكهنة والرهبان، وقادة الأجهزة الأمنية، رئيس استونيا ألار كاريس.
ورافق الحايك، رئيس استونيا في جولة داخل كنيسة المهد، وقدم له شرحًا مفصلاً عنها، كما زار كنيسة القديسة كاترينا للاتين، المحاذية لكنيسة المهد.
ونقل الحايك، تحيات الرئيس محمود عباس، وأطلعه على الأوضاع في محافظة بيت لحم، وما تتعرض له من انتهاكات من قبل الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى شلل تام وتوقف عجلة السياحة.
من جانبها قالت عضو اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس خلود دعيبس: إن الرئيس محمود عباس يولي اهتمامًا كبيرًا للوجود المسيحي في فلسطين من خلال تشكيل اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس التي تتعامل بشكل يومي مع احتياجات الكنائس وتسهيل عملها وعمل المؤسسات المختلفة لها، والتي تقدم خدمات لكل شرائح المجتمع الفلسطيني في مجالات مختلفة منها التعليم والصحة وتوفير السكن وغيره.
وأضافت: أن القيادة مهتمة بترميم المواقع الدينية المسيحية كونها تشكل جزءًا مهما من الثقافة الفلسطينية والتراث الإنساني العالمي، إذ أن هناك مساهمات في ترميم الكثير من المواقع الدينية وخاصة كنيسة المهد.
وعقد رئيس استونيا، بحضور الحايك ورئيس بلدية بيت لحم، اجتماعا مع رؤساء الكنائس الثلاثة في كنيسة المهد، وقدم له مجسما تمثل نجمة بيت لحم.
*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني: موقف العاهل الأردني الثابت يمثل دعمًا حقيقيًا لحقوق شعبنا
عبر المجلس الوطني الفلسطيني عن تقديره لمواقف العاهل الأردني عبد الله الثاني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأضاف في بيان صحفي صادر عنه، اليوم الأربعاء: أن موقف العاهل الأردني الثابت والعروبي يمثل دعمًا حقيقيًا لحقوق الشعب الفلسطيني. ورفضه القاطع لأي أفكار تتعلق بتهجير أو توطين المواطنين من قطاع غزة إلى الأردن، هو تأكيد على التزام الأردن الأصيل بالقضية الفلسطينية ومساندته التاريخية للحقوق الفلسطينية.
وأشاد المجلس الوطني، بتأكيد العاهل الأردني خلال لقائه مع ترمب على أن القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات في المنطقة يكمنان في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد، أهمية الشراكة مع الأردن وكل القوى العربية والإسلامية، من أجل تعزيز حقوق الفلسطينيين وتحقيق تطلعاتهم إلى الحرية والاستقلال، وشدد على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل على مواجهة أي محاولات للضغط على الشعب الفلسطيني والنيل من حقوقه المشروعة.
*عربي دولي
"اليونيسف" تعرب عن قلقها إزاء تدهور أوضاع الأطفال في الضفة الغربية
أعربت منظمة اليونيسف عن قلقها البالغ إزاء تدهور أوضاع الأطفال في الضفة الغربية جراء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، أدان المدير الإقليمي للمنظمة إدوارد بيغبيدير، الليلة الماضية، جميع أشكال العنف ضد الأطفال، داعيًا إلى وقف فوري لـ"الأعمال المسلحة" في الضفة الغربية.
ووفقًا لتقارير استشهد 13 طفلاً فلسطينيًا في الضفة الغربية خلال أول شهرين من عام 2025، بينهم سبعة أطفال استشهدوا منذ 19 كانون الثاني الماضي، فيما سجل استشهاد 195 طفلاً في الضفة منذ السابع من تشرين الأول 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 200 بالمئة مقارنة بالفترة السابقة.
وأشار بيغبيدير إلى أن العدوان لا سيما في جنين، أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه، بينما نزحت آلاف العائلات من مخيمات اللاجئين.
ولفت إلى تعطّل التعليم لنحو مئة مدرسة، الأمر الذي فاقم الأعباء النفسية والاجتماعية للأطفال، مشددًا على ضرورة ضمان وصول آمن للمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وحذر من أن الأزمة المتفاقمة تتطلب التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني والسعي إلى حل سياسي دائم.
*إسرائيليات
"كان": اتجاه نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف تبادل الأسرى مع غزة
أفادت قناة "كان" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر فلسطينية، بأنّ الفصائل الفلسطينية تنحو إلى الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق التبادل بعد غد السبت، وهو ما أكده أيضًا موقع "i24NEWS" الإسرائيلي نقلاً عن مصادر فلسطينية.
وأكدت القناة، وفق مصادر مصرية، أنّ جهود الوساطة نجحت، والأمور تتجه نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف عملية التبادل، وأشارت إلى أنّ أوساطًا أمنية في إسرائيل تشاطر المصادر الفلسطينية الرأي.
وبحسب مصادر موقع "i24NEWS"، فإنّ جهود الوساطة تمكّنت حتى الآن من حلّ بعض الأمور العالقة، وتمّت الموافقة على عدد من المنظّمات الدولية لإدخال الوقود والمعدات الطبية التي تشتدّ الحاجة إليها إلى قطاع غزة.
ولفتت المصادر إلى أنّ الجهود لا تزال مستمرة للحصول على موافقة الجانب الإسرائيلي على إدخال البيوت الجاهزة والخيام.
وأضافت: "من المحتمل أن يتمّ التوصّل إلى اتفاق بشأن إدخال المقطورات بحلول اليوم الخميس، ما يسمح بإتمام عملية تبادل الأسرى".
ومن المقرّر أن يصل وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو إلى إسرائيل نهاية الأسبوع الحالي، لإجراء مباحثات بشأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وخصوصًا حملة الجنسية الأميركية، والمضي قدمًا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد حذّرت، يوم أمس، من أنّ استئناف الحرب على غزّة سوف يعرّض حياة الأسرى للخطر، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل تخلّت عن الأسرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأقرّت بأنه لا يوجد حاليًا بديل عن المفاوضات لإعادة الأسرى.
*أخبار فلسطين في لبنان
أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -فرع لبنان يعرضون لأبو العردات أسباب تعليق عضويّتهم
التقى أعضاء الهيئة الادارية لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فرع لبنان، المعلِّقين عضويتهم في الهيئة الإدارية، مع أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، لإطلاعه على الأسباب التي أدّت لاتخاذ قرارهم، الذي اعتبروه متأخّراً نتيجةً للتطوّرات التي شهدتها قضيتنا الفلسطينية وخطورتها، وما يتعرّض له شعبنا من عدوان يرتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية.
حيث وللأسف، بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/١٢، عقدت الهيئة المغتصِبة لرئاسة الجمعية منذ 21 عاماً، مؤتمر المهزلة للجمعية في رام الله، وبغياب كافة الأقاليم. فوجئنا بمخرجات ما سمّي مؤتمراً للجمعية، الذي اقتصر على استعراض ديماغوجي بالتمديد لما يسمّى بالمكتب التنفيذي ورئاسة الجمعية الفاقدة للأهلية القانونية، والمسيطرة على الجمعية من خلال الاستقواء وتحت عباءة المنظمات والهيئات الدوليه على مرجعيّتها منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها السياسية،، وقدّمنا اعتراضنا على شرعيّة عقد المؤتمر ونتائجهِ وإفرازاته.
ويعرب أعضاء الهيئة عن الاستغراب والاستنكار الشديدين للتدخّل الخارجي في شؤون ومسار الجمعية التي أُسِّست لأجل هدف انساني بتقديم خدماتها الصحية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني مجاناً. وللأسف، أصبحت الخدمات لا تقدم إلاّ بالمقابل المادي. وهنا نتساءل أَلا تقدّم الهيئات الدولية والمانحين المساعدات والهبات بهدف التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني ؟!
هذا وتمّ عرض لعدم التزام الإدارة المركزية للجمعية بالتفاهمات التي تمّت برعاية الأخ عزام الأحمد المشرف العام على الساحة اللبنانية، والتي بموجبها تم إيقاف التحركات الاحتجاجية للعاملين في فرع لبنان، المطالِبة بحقوقهم وبتصويب العمل في إدارة الفرع، بخاصة بعد الغياب غير المبرر لمدير الفرع السابق سامر شحادة وبشكل مفاجئ، متجاهلاً المسؤولية التي تلزمه قبل مغادرته بالتقيّد بإجراءات التسلّم والتسليم، والمثول أمام لجنة التحقيق المشكّلة في حينهِ من قِبل فخامة الرئيس محمود عباس.
كما تطرق أعضاء الهيئة الإدارية إلى إلغاء دورهم القانوني في الاطلاع على اتخاذ القرارات التي تصدر عن إدارة فرع لبنان، والتي تتم فقط عبر تواصل مباشر ما بين مدير الفرع المعيّن والإدارة المركزية في رام الله، علماً بأنه يتولى معظم مهام الفرع، وبهذا مخالفة لكافة القوانين الإدارية.
كما كان شرح مفصّل للإجحاف الحاصل بحقوق العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان وتجاهل المكتب التنفيذي تماماً لحقوقهم والتعامل مع البعض منهم بالكيدية .
وأبدت الهيئة مخاوفها ممّا يثار أخيرا حول تفاهمات وتوقيع اتفاقيات بين الهلال الأحمر الفلسطيني وجهات أخرى قد تكون إنعكاساتها ليست في صالح القضية الفلسطينية.
بدوره أكد امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، لأعضاء الهيئة الإدارية بأن جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني هي احدى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وشدد على الوقوف إلى جانب حقوق العاملين في جمعية الهلال - فرع لبنان، متمنياً عليهم ضبط النفس وإفساح المجال للمرجعية السياسية لمعالجة كافة القضايا الخلافية، بما يضمن عدم تأثر الخدمات الصحيّة لأبناء شعبنا، وأكد أن القيادة السياسية للمنظمة ستقف دائماً مع حقوقهم المطلبية المحقّة وعلى قاعدة الحقوق والواجبات، متعهداً بمتابعة الموضوع مع الجهات المعنية بأسرع وقت ممكن للخروج من هذه الأزمة.
*آراء
تهجير لن يكون.. فهنا "تاريخ كل ما أغفله التاريخ"/ بقلم: موفق مطر
لن يضمن أحد في العالم ألا يتم تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني في الأرض الفلسطينية في الـ48 والقدس والضفة الفلسطينية أيضًا، إلا أن الشعب الفلسطيني ذاته، بالاعتماد على عمقه العربي والدولي الإنساني الاستراتيجي، والخطر المرئي في هذه اللحظات التاريخية، آتٍ (بجريمة العصر) جريمة الحرب، والجريمة ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، فأحجار دومينو (التهجير القسري) قد صفت بعناية ودقة، وما حملة الإبادة الصهيونية الدموية المدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، إلا ضربة البداية التي سبقها، تمدد احتلالي استيطاني سرطاني، وقوانين القومية العنصرية، وجرائم المستوطنين الإرهابيين، وسرقة ممنهجة، ومبرمجة، لثروات الشعب الفلسطيني الطبيعية، وأموال خزينة دولة فلسطين العامة، بالتزامن مع ضربات هدامة لبنيان الاقتصاد الفلسطيني، فحكومة دولة إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لا تخفي أهدافها البعيدة المدى قبل القريبة، فهذا رئيس حكومتها المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو قد صرح قبل حوالي خمس سنوات، أنه سيجتهد لتحقيق معجزة بلوغ (إسرائيل) مئة عام، وهنا لا بد من ربط مواقف وتصريحات نتنياهو الممنهجة، وبين كلام (ثيودور هيرتزل) منظر الصهيونية، الذي قال أثناء زيارة فلسطين سنة 1902، وبعدما وجدها عامرة بأهلها وأصحابها الفلسطينيين: "لا بد من إخلاء السكان بكل الوسائل حتى لا يبقى أحد، لنتمكن من إثبات مقولتنا أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
لقد رأى الرئيس محمود عباس "أبو مازن" أبعاد مقولة هيرتزل، فكتب للتاريخ في كتابه الجديد الصادر هذا العام بعنوان (تاريخ ما أغفله التاريخ) في الصفحة 58: "هنا بدأ العمل على تهويد فلسطين والتخلص من سكانها الأصليين" وسلط الرئيس الضوء على محاولات طمس الحق الفلسطيني، بطمس قضية اللاجئين فكتب التالي: "الوضع الفلسطيني بعد النكبة سنة 1948 لم يعجب الغرب لأنهم لا يريدون لأحد من اللاجئين أن يكون قريبًا من الحدود ولا بد من العمل على توطينهم في أماكن بعيدة كل البعد عن الحدود مع إسرائيل حتى تعيش بأمن واستقرار وجاءت فكرة التوطين ونقل اللاجئين من قطاع غزة إلى عمق سيناء ومن الحدود السورية إلى الصحراء السورية الشرقية. وفي عام 1955 تسرب الخبر إلى صفوف اللاجئين في قطاع غزة وانفجرت المظاهرات، وقادها كوكبة من الشخصيات الوطنية على رأسهم محمد يوسف النجار والشاعر الكبير معين بسيسو وفتحي البلعاوي، واستطاعت هذه الكوكبة من القادة إفشال المشروع من أساسه".
إذن فمشاريع التهجير ليست وليدة اللحظة، أو ردة الفعل، فهذه مخططات جاهزة بانتظار اللحظات المناسبة لإطلاقها وتنفيذها، فتصطنع منظومة الاحتلال (إسرائيل) الذرائع بما يناسبها لتحقيق أهدافها، إن لم تكن قائمة، وتتخذ فعلاً ما، من جهة فلسطينية، قصيرة النظر معدومة الرؤية السليمة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني، كعملية 7 أكتوبر 2023 لإطلاق الخطط ذات الأهداف البعيدة المدى، وابتدائها بحملة إبادة جماعية وتدميرية، مركزة على أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين منذ سنة 1948 حوالي (70%)، فنتنياهو أدرك أن مشروع هيرتزل لم يتحقق كاملاً، وأن تحقيق هدف عمر المئة عام، لمملكته اليهودية - كما وصفها - يتطلب منع قيام دولة فلسطين، على أرض فلسطين التاريخية بأي ثمن، وبكل الوسائل، حتى لو تطلب الأمر التهجير القسري، لملايين المواطنين الفلسطينيين الباقين على أرض وطنهم فلسطين، ولأنه يعتقد أنه في مأمن من العقاب والمحاسبة، وفرته الإدارات الأميركية المتعاقبة، نراه يتوغل بحملة الإبادة بالقوة العسكرية، طاحنًا القوانين والشرائع والمواثيق الدولية، بجنازير دبابات جيشه الأميركية، وبأم القنابل الأميركية أيضًا، حتى يصير حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة دخانًا وغبارًا يتسللان من بين ركام بيوت المخيمات في غزة والضفة الفلسطينية، كما يحدث تنفيذًا لخطة الإبادة، أما الباقون على قيد الحياة، فيدفعون تحت تهديد (الإبادة) إلى خارج حدود فلسطين التاريخية الطبيعية، وبذلك – وفقًا لهيرتزل ووريثه نتنياهو – تستكمل (جريمة العصر) في ظل فرصة غير مسبوقة، وفرتها الدولة الاستعمارية العميقة في الولايات المتحدة الأميركية، التي أنشأت (إسرائيل)، وحرصت على وضع تنفيذ إعلان بلفور كشرط، أو مهمة رئيسية، في صك الانتداب على فلسطين الممنوح من عصبة الأمم المتحدة لبريطانيا، علمًا أن الولايات المتحدة لم تكن عضوًا فيها. ذلك أن إعلان بلفور، أميركي المضمون، بريطاني الشكل والإخراج، وفي ظل محاولات جدية لإلغاء دور الشرعية الدولية، والقانون الدولي، لتحقيق العدالة للشعوب المظلومة، وفرض سلطة الولايات المتحدة الأميركية على العالم، لتكون الآمر الناهي في أي قضية، ومنها تحديدًا الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) وتجييرها لصالح (إسرائيلييها).
لكن ما الذي يعتمد عليه نتنياهو اليوم؟ فأضغاث أحلام هيرتزل برؤية فلسطين أرضًا بلا شعب، لم تتحقق، رغم بلوغ مشروعه للاحتلال والاستيطان الصهيوني العنصري الشيخوخة (123 سنة)، ورغم مجازر وجرائم ومذابح المنظمات اليهودية الصهيونية المسلحة، والتهجير والتدمير والإرهاب الذي اتخذته (دولة إسرائيل) منهجًا، وعمليات التهويد، فكل محاولات تذويب وصهر الشخصية الوطنية الفلسطينية العربية لفلسطينيي الـ 1948 فشلت، واجتثاث جذور الشعب الفلسطيني التاريخية اصطدمت بانتماء وطني راسخ، تجسد بإجبار إسرائيل على الإقرار والاعتراف بالشعب الفلسطيني، وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني كما نصت الرسائل المتبادلة في اتفاقية أوسلو، ونعتقد أن جريمة حكومة الصهيونية الدينية برئاسة نتنياهو، قد فاقت جريمة هيرتزل بأضعاف مضاعفة، ذلك أنه صاحب القرار الأول بإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني، الذي اعترفت حكومات دولته بكيانه التاريخي والسياسي وتعترف دول العالم، بحقه في قيام وتجسيد دولته المستقلة على أرض وطنه فلسطين التي ما كانت لتكون الأرض المقدسة بالنسبة للمؤمنين في العالم، لو لم يكن شعبها قد جسد المعاني الإنسانية الحضارية فعلاً، فالزمن لا يمكن لأحد إرجاعه ولو بمقدار ثانية، ففلسطين الأرض والشعب حقيقة سرمدية أما مشاريع الرأسمالية العنصرية الاستعمارية، فلن تقوم لها قائمة، في زمن إيمان الشعوب والأمم بالعدل والسلام. وما دام الشعب الفلسطيني يعلم تاريخ كل ما أغفله التاريخ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها