وقف الأردن ومصر بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي سدًا منيعًا في وجه المخططات الإسرائيلية مع بدء الحرب على غزة 2023، وشكل جبهة قوية في منع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تلك الدولتين. وقدم الأردن ومصر برنامج الإغاثة إلى قطاع غزة برًا وجوًا، في مواجهة حرب التجويع التي فرضها الاحتلال على القطاع. كما أقام الأردن المستشفيات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية. ومع تصاعد الحرب الشرسة في القطاع والهجمة العدوانية في إطار التصعيد على الضفة لم يتمكن الاحتلال من تنفيذ مخططاته في موضوع التهجير لا طوعًا ولا كرهًا، وكان لصمود المواطنين الأثر الكبير أيضًا في وصول هذا المخطط إلى النفق المسدود.
بالأمس صرح الرئيس ترامب بأن على الأردن ومصر استيعاب أعداد من الفلسطينيين لدواعي إنسانية. وأفادت مصادر إعلامية أن الرئيس ترامب، تحدث مع الملك عبد الله الثاني بخصوص استيعاب عدد من الفلسطينيين في الأردن، وتشير هذه المعلومات إلى أن ترامب سوف يتحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لذات الغرض. وكان الرئيس الأميركي قد وقع مرسومًا أوقف المساعدات الأميركية للأردن وعدد من دول العالم عدى عن مصر، ويعتبر هذا الإجراء جزءًا من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ضد الأردن. كما وأقال ترامب السفيرة الأميركية من منصبها في الأردن في سبيل تلك الضغوط.
هذا يعني أن الحرب العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وتلك الضغوط التي تمارس على الضفة الغربية، أصبحت تأخذ شكلاً آخر من المواجهة وهي ممارسة الضغوطات السياسية من أجل تنفيذ أهداف الاحتلال من الحرب على الشعب الفلسطيني. ويبدو أن الابتهاج في وقف اطلاق النار على القطاع بسبب تدخلات الرئيس ترامب، كان وراءها تلك الأكمة التي تأخذ منحًا جديدًا سياسيًا ودبلوماسيًا في المواجهة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال في التهجير إلى الأردن ومصر.
الاحتلال الإسرائيلي قام في حربه على غزة بفرض النزوح من منطقة إلى أخرى وتعددت مرات النزوح ليصبح أكثر من مليوني فلسطيني في العراء بمواجهة البرد القارس والمطر والاعتداءات الوحشية الإسرائيلية عليهم، كما أن الاحتلال في الضفة الغربية قام بفرض النزوح ابتداءً من مخيم جنين ليصل عدد النازحين إلى عشرين ألفًا من سكان المخيم إلى خارجه، وليس من الواضح بعد إلى أين تتجه هذه الأمور، ولكن الخشية أن ينفذ الاحتلال ما قام به من سيناريو في غزة، من تدمير للبيوت والمؤسسات، في حربها الأساسية لإنهاء مفهوم اللاجئين الفلسطينيين، التي بدأتها في مخيمات غزة ومن ثم على المخيمات في الضفة الغربية، وأنهت في تحقيق أهدافها عمل وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
لقد سبق أن أشرت غير مرة إلى ضرورة تجنيب المخيمات المواجهة المباشرة مع الاحتلال، لأنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير اللاجئين. أمام تيارات جارفة وعارمة في تصفية القضية الفلسطينية، بقيادة النظام العالمي أحادي القطب. المواجهة مع العدو ليست فزعة، وليست عواطف لأننا نتعامل مع عدو يوظف إمكانياته وإمكانيات القوى العالمية في العدوان، يريد النيل من الشعب الفلسطيني وصموده. المخيم عنوان للجوء الفلسطيني، وهي القضية الفلسطينية، وبدون أدنى شك أن أي تطور في نتائج العدوان، وتهجير أعداد من الفلسطينيين إلى الأردن ومصر هو الضرب في خاصرة الأمن القومي العربي عامة والأردني والفلسطيني خاصة. المواجهة خطط واستراتيجيات وأعداد تحفظ للشعب الفلسطيني كيانه وكرامته ووجوده على أرض فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها