إن أراد أحدهم ردًا واضحًا، راسخًا على تصريحات ترامب ودعوته الفجة لترحيل الغزيين خارج فلسطين فقد جاء الرد واضحًا، هادرًا من أهل الأرض وأصحاب القضية. ويبقى الأمل الضعيف للأسف أن يكون مشهد اليوم صاعقًا لإعادة اللحمة السياسية وإنهاء انقسامنا السياسي المدمر في أكثر مراحل نضالنا تعقيدًا وصعوبة.
كل محاولات الترحيل القسري والطوعي والتهجير خلال حرب الإبادة فشلت كما ستفشل محاولات ترامب ومأساة نكبة 1948 لن تتكرر، ولكن هذه ليست دعوة للاستكانة، بل للتحفز لأن محاولات التهجير والتوطين من قبل دولة الكيان وداعميها لن تتوقف وستستمر.
فغزة اليوم تلملم حياتها والتحديات مهولة وهناك دور واضح ومفصلي يقع على أكتاف الأونروا.
وهذه فرصة ذهبية بالنسبة لها لن تعوض، فالوكالة يجب أن ترد ردًا عملياتيًا على محاولات استبدالها وإقصائها. بحكم خبرتها الكبيرة على مدى سبعة عقود وبعد حروب عدة على غزة. فإنها مطالبة الآن، بتصدر المشهد وأن تعلن عن إنشاء جسم تنسيقي لكل المؤسسات الإغاثية الدولية والإقليمية سواءً العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة أو المؤسسات الفاعلة والتابعة لمنظمات دولية وإقليمية أخرى وبالإضافة للهيئات الخيرية المنتشرة. وهذا الجسم تشرف عليه الأونروا كي يتم الاستفادة الكاملة من إمكانيات وخبرات الجميع، ويعمل بشكل لصيق ورديف للمؤسسات الفلسطينية والصحية والخدماتية البطلة، وينسق مع الجهاز الحكومي في غزة ومع البلديات لضمان الحد الأقصى من الاستجابة للاحتياجات المهولة الماثلة.
فالمطلوب الآن من الوكالة والآخرين عمل المستحيل لإنقاذ العام الدراسي، والعمل على إعادة بناء منشآتها.
فالاونروا تبقى بالفعل وليس بالبيانات، ودحر محاولات استبدالها تتم عبر العمل والجهد الميداني وليس بالشجب والندب.
حان الوقت لترجع الأونروا لدورها الطبيعي. حان الوقت لأن يدخل المفوض العام فيليب لازاريني إلى غزة والانخراط مع الجميع لمعافاة القطاع، ولتتعافى الوكالة، وليشكل هذا تأكيدًا ضمن تأكيدات كثيرة، على حق العودة وحقنا في الحياة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها