الخارجون عن القانون في مخيم جنين، قتلوا ستة من رجال "حماية وطن"، ستة من أبناء فلسطين، من أبناء جلدتهم، لكنهم حين اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المخيم، لاذوا بالفرار دون أن يطلقوا رصاصة واحدة على هذه القوات. وكبيرهم الذي طالما كان يطنطن بالخطب الثورجية، سلم نفسه لقوات الاحتلال غير أن هذه القوات أخلت سبيله، لأنه غير مطلوب لها، كما كان يُشيع هو.

لم يكن لحملة "حماية وطن" من هدف غير بسط حال الأمن والأمان في المخيم، ببسط سيادة القانون، كي لا يتمكن الاحتلال في المحصلة من استخدام المسلحين الذين يدعون المقاومة كذريعة لتدمير المخيم، غير أن كلمنجية فضائية "الجزيرة" ومقاولي المشروع الإيراني، تصدوا لهدف هذه الحملة الوطنية المشروعة، وأظهروا المسلحين الخارجين عن القانون، كما تريد إسرائيل تمامًا، أظهروهم "ككتيبة مقاومة" ستحرر البلاد والعباد معًا، وكانت هذه هي الذريعة التي ركبت إسرائيل عربتها، واجتاحت بها المخيم، لتدميره من أجل تهجير سكانه.

لو كانت هذه "الكتيبة" كتيبة مقاومة حقًا، لتصدت لهذا الاجتياح، بل لو أنها كذلك لكانت قد استجابت لحملة "حماية وطن" منذ يومها الأول، وأغلقت السبيل أمام الاحتلال، لاستخدامهم كذريعة، لتجنب المخيم القتل والهدم والتهجير. غير أن هذه "الكتيبة" محض مجموعة أعمت بصيرتها الوطنية، الدولارات الإيرانية، التي ملأت بها جيوبهم "حماس" و"الجهاد الإسلامي" فما باتوا غير عصاة، والعديد منهم بسجلات جنائية معروفة ومطلوبون للقضاء، بعد أن استمرأوا فرض الخوات، والتنمر على أهل المخيم، بأسلحتهم التي معظمها من أسلحة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تكشفت حقيقة هذه المجموعة، واحتارت فضائية "الجزيرة" كيف تغطي أمر هذا الانكشاف فلم تأتِ على ذكره، والسياسة التحريرية في هذه الفضائية لا تعرف خصمًا لها لأجل التشكيك بمواقفه، وسياساته، والنيل من سمعته، سوى السلطة الوطنية الفلسطينية، هذه التي لا يريد هدمها سوى الاحتلال الإسرائيلي، ليتسنى له الضم والتوسع على حساب الحقوق المشروعة، والأهداف العادلة للشعب الفلسطيني، بل وعلى حساب الأمن والاستقرار، والازدهار، في المنطقة العربية، وعموم الشرق الأوسط.

هذا ما تفعله العنتريات الثورجية، وانظروا ماذا جرى لقطاع غزة، خراب عميم وانكسار لحماس لا سبيل لتغطيته، ولو استخدمت فضائية الجزيرة كل أحابيلها اللغوية، وعواجلها بالخط الأحمر، واستعانت بكل محللي لقمتهم، بالثرثرة التحليلية، التي لا سبيل لجعلها لقمة حلال، ليس أمام هذه الفضائية، سوى الاستعانة بالذكريات وبرثاء كثير لأيام هذه الذكريات، كما شاهدنا أمس الأول في برنامج ما "خفي أعظم" هذا الذي يقوده ضابط المخابرات الأميركي كلايتون سويشر.