أطراف عدة، أعداء وخصوم، دول، وأحزاب متأسلمة، وأخرى متأقلمة، وخارجيون فارون من وجه العدالة، لم يرقَ لهم ما تحقق للسلطة الوطنية رئاسة وحكومة، من حضور حميم في الشارع الفلسطيني، جراء حسن إجراءاتها التي اتخذتها في مواجهة جائحة "الكورونا" وحُسن إدارتها للأزمة التي تخلفها هذه الجائحة، على مختلف الصعد، الصحية، والاجتماعية، والأمنية، والإعلامية، لم يرقَ لِكل هؤلاء ما حققت السلطة الوطنية، وما تحقق لها من حضور بهي السمعة  حيث بات رجال الأمن الوطني في عيون الناس، هم رجال الحماية والرعاية، بعد أن جعلوا من حواجز التفحص الصحي، حواجز محبة، وحيث باتت الطواقم الطبية، طواقم فدائية اقتحمت بقسمها الطبي، وحسها الوطني والأخلاقي والإنساني، معاقل فيروس "الكورونا" في أجساد المصابين به، لتحاربه على مدار الساعة لأجل دحره، وقد سجلت بمشيئة الله ورحمته، انتصارات لافتة، بِمعدلات التعافي في هذا الإطار.

لم يرقَ للأعداء والخصوم السبق الذي حققه الرئيس أبو مازن بِإعلان حالة الطوارئ، ولا سياسة الحكومة التي حولت الإعلان إلى إجراءات فاعلة ومنتجة، ولا عمل المحافظين، ولا لجان الطوارئ الأهلية، ولا ما حققه الإعلام الرسمي، من ملاحقات دوؤبة لأخبار جائحة "الكورونا" وسبل مواجهتها بالمعرفة الصائبة، بعيدًا عن كل شائعة وفبركة وانفعال، وكل ذلك جعل السلطة الوطنية، في مقام الألفة والتقدير بين أبناء شعبها الفلسطيني، وهذا ما حقق صدمة لأعدائها وخصومها، فاستنجدوا بِمنصات الفتنة، والتخريب الاجتماعي التي يديرون، لتبث الشائعات والفبركات والتحريض مرة أخرى ضد الرئيس أبو مازن وضد السلطة الوطنية وسياساتها، في محاولة للتشويه وبعث الفوضى في الرأي العام الفلسطيني، لتحقيق غاياتها التآمرية المدفوعة الأجر ذاتها !!

وعلى هذه المنصات ليس غير الجهلة من الأدوات الموتورة الذين يحاولون غزوا لِعقول الناس، بِترويج التقولات والشائعات والإدعاءات، التي تملى عليهم من أسيادهم الذين يتوهمون أن تعليقًا على الفيسبوك بوسعه أن يشوه الحقيقة، وإن كان بوسعه ذلك، فدائمًا إلى حين، وإلى حين قصير، لأن حبل الكذب يظل أبدًا حبلاً قصيرًا.

قبيل رحيله بِسنوات كتب الفيلسوف والروائي الإيطالي الشهير "امبرتو ايكو" صاحب الرواية الشهيرة "إسم الوردة" محتجًا على منصات (التواصل الاجتماعي !!!) بأنها منحت سقط الكلام، حق الثرثرة، ولأنه كان معنيًا بالأدب والثقافة، ضد الثرثرة وسقط الكلام، شن هجومه اللاذع على هذا المنصات، التي جيشت فيالق من الحمقى حسب تعبيره،  واصفًا ما يحدث جراء ذلك بأنه غزو البلهاء. ولعل ايكو ما كان يعرف، وهذا صعب تقديره، أن الكثير من هذه المنصات، إنما هي ملك يمين القوى الاستعمارية، ودوائر مخابراتها، لِجعل الفوضى في الرأي العام أينما كان، سيدة هذا العصر، بما يخدم أهدافها الاستحواذية، والعنصرية الشريرة!! 

واقع السلطة الوطنية، الذي يتجلى اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو واقع حقيقتها المجسدة بسياستها المسؤولة، ونهجها التحرري، على مختلف الأصعدة، واقع الدولة رغم احتلالها التي باتت تتفوق على دول كبرى، في تحمل مسؤولياتها الوطنية والاجتماعية والأخلاقية تجاه شعبها، وتجاه محيطها العربي والإقليمي والدولي، ومواجهتها الفاعلة لجائحة "الكورونا" هو ما يؤكد ذلك اليوم بِكل وضوح ومصداقية، ويظل على قوى المؤامرة على مختلف تسمياتهم، وفي مختلف منصاتهم، أن يعرفوا أن الخديعة لا مصير لها سوى الفضيحة والخسران، مهما تقولت، وأي ثياب تلبست!!