ثمة مراهقة إعلامية، أباحتها العديد من منصات التواصل الاجتماعي. والمراهقة كما نعرف هي العمر الفاصل ما بين الطفولة والبلوغ، والحق إن من يتحمل مسؤولية المراهقة الإعلامية، التعميمات الحزبية الموتورة، بشعاراتها الشعبوية، وافتراءاتها عديمة المسؤولية الأخلاقية، وليس هذا فحسب، بل من يتحمل مسؤولية هذه المراهقة، بعض مدارس الإعلام الليبرالي، بمفهوم ممسوخ لليبرالية التي تبيح الادعاء، والفبركة، والتحريض على القتل والفوضى، وحتى الشتيمة تحت شعار حرية التعبير.

التحريض على القتل، ليس من حرية التعبير، ولا بأي حال من الأحوال، والتحريض على الفوضى، وصفة من وصفات الفلتان بكل أنواعه، وأشكاله المدمرة، خاصة الأمني، طالما أنه مرفق بالدعوات للقتل.

وثمة مراهقة أخرى، في مسالك وسلوك ميليشيا التمويل الإيراني الحرام، هي أقرب لما يسميه الماركسيون بالطفولة اليسارية، هذه المعنية بكل ما هو متطرف، وغير عقلاني التي عادة ما تحلق في فضاء مفخخات اللغة، وعبوات أحرفها الناسفة لكل ما هو واقعي. ميليشيا الطفولة اليسارية هذه، واليسارية هنا مجازًا، فهي طفولة إسلاموية، بهذا المعنى أو ذاك، وما يؤكد طفولتها في هذا الإطار، تباهيها اللافت بما تحمل من أسلحة، بل نراها كما في جنين، مغرمة بالاستعراضات العسكرية، بعربات سرقتها من دوائر السلطة الوطنية، بذريعة المقاومة.

أي مقاومة هذه؟ وهل ثمة شيء ما زال موجودًا من محورها؟ وبعض من قادتها فروا هاربين من دمشق، ولعلهم اليوم في طهران، يتحسسون رؤوسهم، فهذا بيت على الأغلب، غير أمن، في هذا البيت قضى إسماعيل هنية بصاروخ غامض.

أي ملفات ستفتح بعد قليل بكل ما يتعلق في هذا الشأن، أي ملفات لا بد من فتحها على أرضية ما أصاب قطاع غزة من ذبح وتدمير. هي إسرائيل اليمين العنصري المتطرف من أصاب القطاع بذلك، أجل، إسرائيل تتحمل المسؤولية عن حرب الإبادة هذه، أجل لكنها الذريعة التي ينبغي وضعها اليوم على طاولة النقد والمساءلة وعلى حرية التعبير أن تتصدى لهذه المهمة الوطنية والأخلاقية بالغة الضرورة، لا أن تتفلت على الشتائم، والاتهامات المفبركة، ودعوات القتل التي ما أنزل الله بها من سلطان.