أطلع وفد يمثل مجلس السفراء العرب بباريس، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست فيفر، على تطورات العداوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والقدس.
وضم وفد السفراء عميد السلك الدبلوماسي العربي في باريس، سفير جيبوتي السفير عايد يحيى، ورئيس بعثة الجامعة العربية في فرنسا السفير بطرس عساكر، وسفراء الأردن ومصر وتونس والسعودية وقطر والمغرب، إلى جانب سفير فلسطين سلمان الهرفي.
وقدم السفير يحيى شكره لفرنسا على مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، واصلا شكره لفيفر على سرعة الاستجابة لعقد الاجتماع، مشددا على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لجميع الدول العربية.
وأدان يحيى هذا العدوان المستمر، مؤكدا أنه ليس وليد أيام أو شهور قليلة بل هو عدوان مستمر منذ اليوم الأول للاحتلال، مشددا على ضرورة العمل من أجل إيجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.
بدره، استعرض السفير عساكر قرارات الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الخاص بالعدوان الأخير على الشعب الفلسطيني.
وأكد دور الجامعة العربية وموقفها من القضية الفلسطينية، معتبرا أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب ولا بد للعالم من التحرك بشكل فعال واجبار إسرائيل على احترام الشرعية الدولية وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.
بدوره، قدم السفير الهرفي مذكرة تفصيلية بتطورات العدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ما زالت تمارس سياساتها الاستيطانية والاحتلالية اللاشرعية والمخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، حيث بدأت استفزازاتها في مدينة القدس المحتلة بمحاولة طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، ثم وسعت عدوانها ليشمل مدينة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وأيضاً تعاملت بقمع وحشي مع التظاهرات الداعمة للقدس في كل أماكن التواجد الفلسطيني وصولا إلى مدن أراضي الـ48.
وأكد الهرفي أن التعامل الوحشي الإسرائيلي مع الفلسطينيين والمجازر التي ترتكبها سواء في غزة أو القدس أو في كل الأراضي المحتلة تبرهن بما لا يدع مجالاً للشك أن دولة الاحتلال تمارس حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وترتكب جرائم الحرب اليومية في وضح النهار.
وشدد الهرفي على أن القيادة الفلسطينية ستواصل جهودها مع المنظمات الدولية المختلفة كمحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الانسان ومنظمة اليونسكو وغيرها، وعلى إسرائيل أن تدفع ثمن جرائمها المتواصلة وثمن احتلالها لأراضي دولة فلسطين.
وطالب فرنسا ببذل كل جهودها مع كل الدول الأخرى لوقف العدوان الاثم وحماية المدنيين الفلسطينيين وانهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بفلسطين بما يضمن حلا جذريا للصراع يفضي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
بدوره، أكد فيفر ثبات الموقف الفرنسي المتمثل باعتبار القدس الشرقية أرضا محتلة وفق القانون الدولي وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعارضة فرنسا لكل سياسات الاستيطان والضم والاقتلاع والهدم والترحيل القسري للسكان الفلسطينيين، والمحافظة على الوضع القائم في القدس الشرقية وخاصة في الأماكن المقدسة.
وشدد على رفض فرنسا لجميع أعمال العنف وتمسكها بالمسار السياسي وعودة الطرفين الى المفاوضات للتوصل الى حل نهائي على قاعدة حل الدولتين وضمان إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً على ان تكون القدس عاصمة للدولتين.
وكان مجلس السفراء العرب المعتمدين في باريس قد عقد اجتماعاً طارئاً، اليوم الأربعاء، بناء على طلب من سفير فلسطين في فرنسا بالتنسيق والتعاون مع سفير المملكة الأردنية الهاشمية.
حيث ناقش المجتمعون تطورات العدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا معبرين عن تأييدهم للموقف الفلسطيني وتضامنهم مع الصمود الفلسطيني بوجه العدوان سواء في القدس او غزة وفي كل أماكن التواجد الفلسطيني.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة دائمة لفلسطين تتابع الاتصالات مع جميع الجهات الفرنسية الرسمية والبرلمانية والمدنية والأهلية وتضم في عضويتها سفراء كل من جيبوتي والأردن ومصر والسعودية وتونس وقطر والمغرب والجامعة العربية إضافة إلى السفير الهرفي واعتبار المجلس في حالة انعقاد دائم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها