في مهرجان الأردن للإعلام العربي، الذي عقد نسخته الخامسة تحت شعار "نصرة فلسطين" والتي اختتمت مساء الأحد الماضي، في هذا المهرجان البليغ، تجلى الإعلام الرسمي الفلسطيني، خطابًا وطنيًا، ونضاليًا، ومهنيًا وثقافيًا، وشموليًا بمصداقية جريئة وشجاعة، أثلجت صدور الضيوف الحضور، والمشاركين في هذا المهرجان من إعلاميين، وباحثين، ومثقفين، ومفكرين، ومسؤولين، لا بل إن هذا الخطاب الذي أحسن مخارج الحروف، والمواقف، والأفكار، والرؤى معًا، كان كمثل سراج بدد بنوره عتمة الظن، وعتمة الالتباس، وعتمة سوء الفهم التي يخلفها الإعلام المغرض، الإعلام التآمري، تجاه مختلف قضايا الشأن الوطني الفلسطيني، وتجاه قضايا الإعلام الرسمي، والتحديات التي يواجهها ويتصدى لها. وبهذا الخطاب كانت فلسطين تتربع صدر الحقيقة، بإعلام الحقيقة.

فريق فلسطيني عالي الهمة والمهنية، والمعرفة، والمسؤولية، ومن مختلف القطاعات، سجل حضورًا حيويًا لافتًا في هذا المهرجان، بقيادة المشرف العام على الإعلام الرسمي، الوزير أحمد عساف، الذي فاض بكلمتيه في افتتاح المهرجان، وفي أمسية اختتامه، فاض ببلاغة الجرح الفلسطيني، وثبات موقف هذا الجرح النازف، على مجابهة كل التحديات، والمضي في دروب الصمود والكفاح الوطني، حتى شفائه بالحرية والاستقلال.

والحق ما كان لهذا الحضور أن يكون على هذا المستوى البليغ الذي جعل من المهرجان  فلسطينيًا بالتمام والكمال، لولا الرعاية الأردنية الحميمة، رعاية القرار والموقف والعلاقة المصيرية، رعاية الأردن ملكًا، وحكومة، وشعبًا، هذه الرعاية التي ترجمتها بأوضح الكلمات، والمواقف، والإجراءات، اللجنة العليا للمهرجان برئاسة د.أمجد القاضي، عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الأردنية. بالمحبة والأصالة والفروسية، فاضت هذه الرعاية، وبهاشميتها النبيلة، قالت للقدس ثبات موقفها، ومسؤولياتها تجاه أماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية حتى يوم حريتها وعودتها كعاصمة كاملة لفلسطين.

شكرًا للأردن، شكرًا جزيلاً، ومحبة وتقديرًا، وعهدًا أكيدًا، معًا وسويًا، من إجل غد الأمن والسلام والاستقرار، دولتان شقيقتان، دولتان أيقونتان تشعان بالتنوّر والازدهار على ضفتي نهر واحد.