تبدو هذه الحرب المجنونة، حرب إسرائيل اليمين العنصري المتطرف، على مشارف النهاية وما يجعلها كذلك أن حكومة بنيامين نتنياهو لم يعد لديها المزيد من الذرائع ما يجعل نيران حربها هذه متقدة، وما من ذرائع مقنعة، ولا معطيات فاعلة تمكن إسرائيل من صياغة اليوم التالي للحرب على هواها تمامًا، ونقدر أن هذه معضلة أخرى أمام نتنياهو، ضاقت وتقلصت الخيارات أمامه، بعد قرار محكمة الجنايات الدولية، لكن، وبرغم ذلك، لا ينبغي لنا أن نتوهم طريقًا خضراء في هذا السياق، وما زلنا نقول، وسنظل نقول: إن "هذه الطريق ستكون ممكنة، حال تمكنا من تحقيق وحدة وطنية شاملة، وفاعلة، وحدة الكل الوطني الفلسطيني، الفصائلي، والحزبي، والسياسي، لتشكيل وحدة ساحات فلسطينية، لا كتلك التي شكلها "محور الممانعة" التي ثبت أنها لم تكن سوى شعار في خطاب شعبوي". ستكون هذه الساحات الموحدة ممكنة، إذا ما جاءت حركة "حماس"، مع هذا الكل، بعد أن تترجل من على صهوة حصان النكران، حصانها، الذي لم يكن رَهَوانًا، ولا بأي حال من الأحوال.
والحقيقة أنه بقدر ما ضاقت وتقلصت الخيارات أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإنها تقلصت كذلك أمام حركة "حماس"، حتى التفاوض الوسيط لم يعد ممكنًا، والشجاعة الآن إن لم نقل المسؤولية الوطنية، تتطلب اعترافًا صريحًا من حماس بذلك، تنهي فيه كل مُكابرة ونكران.
خلص "الطوفان" إلى ما خلص إليه، قطاع غزة مدمر، مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، المجاعة ضاربة أطنابها بين النازحين، والاحتلال الإسرائيلي يعبد الشوارع في القطاع، لمرور أيسر لآلياته الحربية.
عام وأكثر قليلاً من مطحنة الحرب المدمرة، عام وأيام تتوالى، والمحلل العسكري على شاشة فضائيات الخديعة، لا يكل ولا يمل من إعادة تدوير كلماته ذاتها، المحمولة على أوهام استعراضية، خدمة لغايات حزبية ليس إلا.
جفت دموع الثكالى واحترقت قلوب شتى، وأطفال باتوا يتامى، وزهرات بتن بلا ضفائر، وخطباء المنابر الصحفية سادرون في نكرانهم، فإلى متى يظل كل ذلك واقعًا؟.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها