أدلى معتقلون أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنهم، يوم الخميس، بشهادات مروعة عن أساليب تعذيب مختلفة تعرضوا لها في أقبية السجون بعد اعتقالهم من قطاع غزة.
وقال المفرج عنهم أثناء تواجدهم في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة: إنهم "تعرضوا لتعذيب وحشي وتنكيل وتجويع وصعق بالكهرباء ومهاجمة الكلاب لهم".
وأفرج الاحتلال، عن أربعة وستين مواطنًا اعتقلهم من غزة خلال عدوانه المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إضافة إلى إفراجه عن سيدتين من القطاع اعتقلتا أثناء مرافقتهما لمرضى يتلقون العلاج داخل المدن والقرى المحتلة عام ثمانية وأربعين.
ووصل نحو اثني وعشرون معتقلاً من بين المفرج عنهم إلى المستشفى، بينما توجه الآخرون للبحث عن عائلاتهم.
وقال المواطن أحمد أحمد: "اعتقلنا عند معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، وهناك عصبوا أعيننا وبدأت جولات التعذيب، التي شملت ضرب وتنكيل وتجويع بشكل لم نكن نتخيله مطلقًا".
وأضاف أحمد الذي اعتقل لمدة ستة وأربعين يومًا قضاها متنقلاً بين سجن عوفر والنقب وسجن آخر في القدس المحتلة: "كان جيش الاحتلال يجبرنا على الجلوس قرفصاء، معصوبي الأعين، ويمنعونا من الحركة أو الحديث مع أي شخص".
وعن جولات التحقيق، قال: "كانوا يحققون معنا ويهددوننا بالقتل إن لم نتحدث، والبعض لم يستطع تحمل التعذيب، فاعترف بأشياء لم يرتكبها فقط لوقف التعذيب".
فيما أوضح المواطن إبراهيم سالم، الذي اعتقل من مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال القطاع في الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر أنه تعرض خلال اعتقاله "لتعذيب وتجويع وتحقيق صعب بشكل يومي".
وقال: "تركت زوجتي وأبنائي مصابين في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان ولم أكن أعرف مصيرهم، وقد تم نقلي من سجن لآخر، ولم أعرف طعم النوم، حيث كنت أقضي أوقاتًا طويلة جالسًا على ركبتي، وتعرضت أنا والمعتقلين لشتى أنواع التعذيب"، موضحًا أن جنود الاحتلال أجبروه على ارتداء زي عسكري وحاولوا إنزاله في نفق لكنه رفض، فعذبوه بشكل قاسٍ على كرسي كهربائي وبدأوا بعمليات الضرب والتنكيل.
أما المواطن محمد جبر، من شمال غزة، فقال: "اعتُقلت في السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من حاجز صلاح الدين، واقتادوني إلى أماكن مجهولة بينما كنت معصوب الأعين ومقيد الأيدي، وتعرضنا للضرب الشديد لمدة ثمانية أيام، ونحن عراة، وقد تعرضت لجروح وتم خلع ظفر أحد أصابع قدمي، ولم أتلقَ أي علاج، وفقدت أربعين كيلوغرامًا من وزني".
وأردف: "كان وضعي الصحي صعبًا للغاية، فأنا مريض بالسكري وضغط الدم، ولم أتلقَ العلاج الكافي".
وخلال الأشهر الماضية، أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية.
ومنذ أن بدأ اجتياحه البري بغزة في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، اعتقل الاحتلال آلاف المواطنين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية، وأفرج لاحقًا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض معتقلين من غزة لتعذيب وإهمال طبي، أسفر عن استشهاد عدد منهم في معسكرات وسجون الاحتلال.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني مساء الخميس، استشهاد المعتقل إسلام السرساوي ( 42 عاماً) من حي الشجاعية في غزة، والذي اعتقل خلال الاقتحام الأخير لمستشفى الشفاء، نتيجة تعرضه للتعذيب داخل معسكر (سديه تيمان)، وهو واحد من بين عشرات المعتقلين الذين ارتقوا في سجون ومعسكرات الاحتلال ويواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم.
وبينت الهيئة والنادي أنّه بارتقاء المعتقل سرساوي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 257، منهم 20 معتقلاً ارتقوا منذ بدء حرب الإبادة وهم ممن تم الإعلان عن هوياتهم، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين الشهداء من غزة، ويواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حربًا على قطاع غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها