الشاعرة الفلسطينية نهى عودة

يُمْطِرُ وَجْهُهُ وَجَعًا وخَيْبَةٍ
هذا الوَفِيُّ وإنْ كانتْ 
الأرْواحُ في مَلَكُوتِها بَعيدةً 
كيْفَ لِعيْنَيْكَ أنْ تُعطي 
جميعَ الأجْوِبةِ 
كيْفَ لِقَهْرِكَ أنْ يَتأرْجَح أمامك 
على وَتَرِ عِصابةٍ ومَكِيدَةٍ 
يا أيُّها المُنْبعِثُ من رَحِمِ الحقيقةِ
طُهْرَ روحِكَ 
سَيَفِيكَ جمِيعَ الأسئلةِ 
لم تكُنْ مَعركَةَ رِجالٍ أمام شُرَفاءٍ 
بلْ مَحْضُ لُقَطاءٍ 
يَغْدَرون جَسَدًا 
يُخلِّدون دُونَ عَمْدٍ اسْمًا 
يُحمِّلونكَ مُفْتَرَقَ التَّعَبِ 
وعُنْفُوَان الأمانةِ
ولمْ يَعلموا بأنَّ شَجاعتَك 
قِسْمتُها عادِلَةٌ 
وِجْهَتُها ثابِتة ٌ
وصديقكُ يتلاشى بك كل يوم 
في حُلُمٍ 
هل أُخِذَ ثأريَ أمْ ليس بعد؟ 
يا أيُّها المُترعْرِع في زَمَنٍ 
كانت الفتْحُ فيه
وستظلُّ 
رايتُها عالِيَةً 
خُذْ ما تَشاء من نَصيبِكَ مِنَّا 
فنحن أبْناؤها كأنتَ
ومَعارِكُنا ضِدَّ التَّخاذُل والغَدْر 
كانت وستبقى ضارِيَةً