بقلم: حاتم أبو دقة
تحولت منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة التي كانت تعج بالحياة قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة أشباح خالية من كل مظاهر الحياة.
تسبب عدوان الاحتلال على المنطقة بتدمير 99% من منازل المواطنين، حيث طال الخراب البشر والشجر والحجر.
يقول المهندس عاطف أبو دقة، أحد سكان المنطقة: "أن الدمار طال أيضًا البنية التحتية من طرقات وخطوط مياه وكهرباء وشبكات اتصال حيث أصبحت غير قابلة للحياة، لافتًا إلى أن المنطقة التي يقطنها نحو 2500 مواطن من عائلتي أبو دقة وقديح، عانت ما عانته من الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى، كما تعرضت للاجتياحات وعمليات التجريف، وكان آخر ما تعرضت له من دمار خلال عدوان عام 2014، إذ تم تدمير عشرات المنازل.
وتقع المنطقة على نحو 500 دونم، ويوجد فيها أكثر من 350 منزلاً وتبعد عن الحدود الشرقية للقطاع نحو 600 متر.
تخريب الاحتلال في "الفراحين" الذي جعلها منطقة منكوبة، أخفى المباني التي كانت تشكل تحفة معمارية ببنائها وشكلها وجمالها، والمسجد الذي كانت مئذنته تُرى من مناطق عديدة بالقطاع.
وينتظر المسن محمود أبو دقة (78 عامًا) الذي فقد منزله المكون من طابقين نتيجة عدوان الاحتلال عودته إلى منطقته رغم ما حل بها، مثله مثل باقي أبناء شعبنا اللذين ينظرون، وقد حذر من أن الاحتلال ينوي تهجير أهالي المنطقة وعدم العودة إليها مجددًا، من خلال إطلاق النار المتواصل واستهداف كل من يحاول الوصول إلى منزله المدمر.
أما الحاج عدنان أبو دقة الذي فقد خمسة منازل له ولأبنائه، واضطر إلى النزوح إلى رفح فقال: ضاع كل شيء، ولم يبقَ لنا أي غرفة نعود إليها، فهذه المرة الثالثة التي يتعرض منزلي ومنازل أبنائي للتدمير، لكن ذلك لن يقلل عزيمتنا وإرادتنا في إعمارها من جديد، مطالبًا الجهات المعنية بتوفير مقومات الحياة والصمود لأهالي المنطقة، حتى يتمكنوا من العودة إليها رغم أنف الاحتلال.
واعتبر الصحفي عبد الله أبو دقة أن ما حدث من دمار وخراب في المنطقة ينم عن حقد الاحتلال، لإجبار سكانها على تركها والنزوح إلى مكان آخر، كما فعل في مناطق شمال القطاع، مؤكدًا أن كل محاولات الاحتلال وعمليات التدمير والتخريب لن تفلح في إجبار سكان المنطقة على إخلائها، وأن ما حدث من عمليات نزوح بسبب العدوان سينتهي وسيعود الأهالي إليها.
ولفت أبو دقة إلى أن المنطقة قدمت عشرات الشهداء والمعتقلين منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مرورًا بانتفاضة الأقصى إذ استُشهد المواطنان عبد الغني وإبراهيم أبو دقة، وكان آخر الشهداء خلال هذا العدوان الشهيد الصحفي سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة الفضائية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان إلى الوقوف عند مسؤوليتها بتوفير مقومات الحياة، حتى يتمكن الأهالي من العيش على أراضيهم.
يُذكر أن 50% من أهالي المنطقة يعتمدون على الزراعة، إذ تشكل المنطقة سلة الخضراوات لمحافظة خان يونس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها