(المضمون: هناك تفاؤل لأن اسرائيل وضعها أفضل من اوضاع كثير من دول العالم ولهذا لا يفتأ كثيرون فيها يشتكون ويحتجون ويعترضون)
الجميع قلقون لـ "مستقبل الدولة" – و "للعزلة"، ولسلب الشرعية وللمضايقات الامريكية والاوروبية والمقاطعة مع تركيا والابتعاد عن مصر. فشعار "العالم كله ضدنا" الذي اعتبر ذات مرة "يمينيا" أصبح ندبا لليسار الذي جلا عن السلطة. وتوازننا الداخلي خرج عن السيطرة ولهذا يجب ان نتجاوز الحظر الأشد في الخطاب الاسرائيلي وأن نتحدث حديثا طيبا عن أنفسنا.
منذ كانت عودة صهيون الجديدة عُلق فوق المشروع الصهيوني ظل نقص الماء. وبسببه شك "واقعيون" بقدرة البلاد على استيعاب ملايين ولم يعد هذا الظل موجودا. وفي وقت افتتاح مشروع تحلية ماء بحر آخر أعلن وزير البنى التحتية ان اسرائيل قريبة من الحصول على ماء شربها كله من البحر وبأسعار معقولة وأنها تستطيع ان تروي ظمأ جيرانها ايضا. وعرفنا انتقاد تأخيرات تحقيق هذه المعجزة، لكن من ذا سمع كلمة عن هذا الانجاز غير العادي في العالم الذي أخذ يجف؟.
وكنا ايضا البلد الوحيد في المنطقة الذي ليس فيه نفط؛ ودولة في حرب أو في حصار، كانت متعلقة بمصادر طاقة وراء البحار ولم يعد هذا موجودا، فاسرائيل توشك ان تمد نفسها بحاجتها من الطاقة بل أن تصدر. تحقق حلم ومع كل ذلك لم تُفتح زجاجات الشامبانيا فقد كان العقل مشغولا بالاختلافات في المردودات.
وكان هناك غيمة أثقلت علينا هي "الشيطان السكاني". فقد تنبأ احصائيون وساسة بالسنة التي سنصبح فيها أقلية في البلاد الى ان جاءت المعطيات الحقيقية وقلبت الامور رأسا على عقب: ففي العقد الأخير - 2001 – 2011 – طرأ تغير حاد على الولادة في اسرائيل. فعند السكان اليهود زيادة دائمة (20 في المائة تقريبا) والعرب انخفاض (5 في المائة). وفي 2001 كان المواليد اليهود 69 في المائة وفي 2010، 76 في المائة. فالفرق في الولادة بين اليهود والعرب لم يعد موجودا تقريبا، وطُرد الشيطان السكاني.
مع ذلك لم نسمع حتى تنفس الصعداء.
واعتاد خبراء اقتصاد وأرباب مال وساسة على ترديدهم القول انه لا أمل لاقتصادنا من غير سلام (مع تنازلات مؤلمة). وتلاشت هذه اللعنة ايضا. فما نزال نسيطر على بلادنا و"برغم" هذا فان الاقتصاد في نماء! ففي العالم كله يقلصون وعندنا يخصصون مئات ملايين اخرى للرفاه وتحسين الطب العام والدراسة العليا. وانتاجنا الوطني الخام أكبر من انتاج جيراننا كلهم معا. وفي اوروبا يتجرأون على ان يحلموا فقط بعجزنا المالي (3 في المائة)، وبنسبة البطالة (5.7 في المائة) والتضخم (3 في المائة).
ومع كل ذلك هل رأى أحدكم شخصا ما يربت على كتف شخص آخر!.
أحدثت اسرائيل ثورة عالمية في مجال الطائرات الصغيرة بلا طيارين، وتدريع المركبات الحربية والطائرات. ونحن رواد في إبطال الصواريخ بواسطة الصواريخ، وتعتبر تقنيتنا العالية "وادي السلكون رقم 2". والاستثمارات الاجنبية عندنا أكبر من الاستثمارات في المانيا وفرنسا معا. وقد جاء 4 ملايين سائح تقريبا في 2010 منهم من جاء لعلاج طبي، ونحن رواد في مجال الاقمار الصناعية والاجهزة الطبية المحكمة وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وفي نسبة الحاصلين على جائزة نوبل ايضا. ونحتل المكان الثامن في العالم من حيث طول حياة الناس. ونحتل المكان السابع في مقياس الرضى قبل الولايات المتحدة وسويسرا والمانيا وكندا وبريطانيا. هذا الى ان عرب شرقي القدس ايضا يفضلون في استطلاعات الرأي سلطة اسرائيلية على فلسطينية.
وللحقيقة ان امريكا منذ اليوم الاول – أعطت بيد وضغطت بالثانية؛ فقد كنا في الامم المتحدة وحدنا دائما وليس "سلب الشرعية" سوى كراهية اسرائيل القديمة.
لماذا نسير مُنحنين تحت ثقل نجاحاتنا؟ لأن وسائل الاعلام المعارضة لا تحب بشائر الخير حينما يكون اليمين في الحكم، وبسبب طابعنا الخاص الذي قال عنه الصحفي المصري أنيس منصور انه اذا أجلسوا اليهود في جنة عدن فانهم سيُعلقون على الجدران صورا من الجحيم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها