عشر سنوات حكمت فيها السلطة الوطنية قطاع غزة، عشر سنوات من البناء والتأسيس، مطار وميناء، ومشافي، ومدارس، وأبراج سكنية، ومتنزهات، وشوارع مواصلات حديثة، حتى وضعت القطاع على الطريق إلى "سنغافورة" جديدة في الشرق الأوسط،، وعشر سنوات من الأمن والأمان، والتطلعات الكبيرة، حتى حدثت الواقعة، انقلبت حركة "حماس" على السلطة والقانون، بالعنف الدموي، وبدأ منذ تلك اللحظة حكمها لقطاع غزة، ليمتد لسبعة عشر عامًا، ذاق القطاع خلالها الويل، وعلى كل الأصعدة ...!!
وبحكم حماس لقطاع غزة، وجد الاحتلال الاسرائيلي ضالته، أولاً: لإضعاف السلطة الوطنية من خلال تمريره الدعم المالي لحكم حماس، وعلى نحو دوري، ثانيًا: لتدمير كل ما تم إنجازه في القطاع، وبخاصة مقومات السيادة، ونعني المطار والميناء، وتحت ذرائع مختلفة، شن الاحتلال الاسرائيلي، سبع حروب على القطاع لتحقيق هذا الهدف، بل إنه تغول في تحقيقه حتى أحال القطاع في حربه السابعة التي لا تزال متواصلة حتى اللحظة، إلى خرائب مهولة في البنيان، وخسارات فادحة في القلوب، أكثر من عشرين ألف شهيد، وأكثر من خمسين ألف جريح ومعتقل، وأكثر من مليون نازح، باتوا عرايا المسكن، والمأكل، والأمان، في جنوب القطاع الذبيح.
سبعة عشر عامًا من حكم حماس، جعلت قطاع غزة مسرحًا لمختلف أنواع التعثرات والمعضلات، حتى بات ضنك العيش واحدًا من أقسى أحوال أهله، وما من بنيان سوى الحفر في أرض القطاع لأجل انفاق، كان معظمها لتجارات خارج القانون، فصنعت أثرياء من أصحابها وحراسها ...!!
وعلى أي حال وقعت الواقعة، وأشعلت اسرائيل نيران حربها السابعة، وما زالت تواصلها، وما من سبيل لمواجهة هذه الحرب لأجل ايقافها، سوى التكاتف والوحدة تحت راية منظمة التحربر الفلسطينية، والامتثال لسياساتها، والتزاماتها العربية والإقليمية والدولية، والضرورة في هذا الإطار تقتضي المراجعة النقدية، لتجربة الحكم الحمساوية، ونشدد على هذه العبارة، المراجعة النقدية، التي ينبغي أن تكون صارمة، لا من قبل حماس وحدها فقط، وأن كنا نعتقد أنها ليست بوارد هذه المراجعة، وإنما من قبل فصائل العمل الوطني جميعها كذلك، كي لا تعود الأمور إلى حالها الأولى، حيث مربع الانقسام البغيض، وأوهام الإمارة الإخوانية ...!! هذا هو المخرج الممكن في اللحظة الراهنة، وأي محاولة هروب من هذا المخرج، لن تكلف سوى المزيد من الضحايا والخراب..!!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها