منذ الوعد المشؤوم الذي أصدره الهالك بلفور بمنح فلسطين أرضنا التاريخية لليهود الصهاينة لإقامة كيانهم على أرضنا المغصوبة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وانتصار تحالف الاستعمار وانهيار الدولة العُثمانية وبعد تقاسم دول الاستعمار دول المنطقة على أنفسهم جاءت فلسطين لتكون تحت الوصاية الاستعمارية البريطانية .
ومنذ ذلك الوقت عملت حكومة الاستعمار البريطاني على تهيئة كافة الظروف من أجل تأسيس هذا الكيان الذي أسس قواعده في الكيبوتسات التي عملت بريطانيا على إنشائها لليهود الذين سهلت هجرتهم إلى فلسطين، حيث تدربت عصابات القتل الصهيونية في القواعد العسكرية البريطانية حتى العام ١٩٤٨ عندما قررت بريطانيا الانسحاب من فلسطين بعد أن تأكدت جهوزية الصهاينة للأنقاض على المُدن الفلسطينية وقُراها، حيث دمرت وهدمت مئات المدن والقرى وهجرت شعبنا إلى كافة بقاع الأرض على أمل العودة بعد انتهاء هذا العدوان .
ومُنذ تلك اللحظة، وبريطانيا وأمريكا هم الرعاة الحصريين لدولة الاحتلال التي أكملت سيطرتها على فلسطين واحتلت ما تبقى منها في مسرحية الأيام الستة التي سُميت حرب مع الدول العربية، ومنذ ذلك الوقت وهم يُمارسون أبشع الممارسات بحق شعبنا من سرقة الأراضي وإقامة المستوطنات واعتقال واغتيال الاف الفلسطينين ممارسة سياسة الارهاب بحق الشعب الفلسطيني ظانين إيقاف هذا الشعب عن ممارسة حقه في استعادة ما تم سرقته.
وحتى بعد اتفاق أوسلو والذي انشات على أثره السلطة الفلسطينية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وفق اتفاقية المبادىء التي وقعتها منظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد مع دولة الكيان، ولكن بعد مرور المدة التي حددتها الاتفاقات وتنصل دولة الكيان عن الإيفاء بوعدها الذي قطعته على نفسها ضمن الاتفاقات وما نتج عنها من اندلاع مواجهة عارمة مع الاحتلال شاركت فيه كل قطاعات شعبنا بما فيهم المؤسسة العسكرية والأمنية.
ورغم كل محاولات إعادة المسار التفاوضي إلى حيث توقف، إلا أن دولة الاحتلال وعبر كل حكوماتها مُصرة على التنكر لحق الشعب الفلسطيني بأرضه ، وأن أية حلول تُريدها هي حلول أمنية فقط على الرغم من محاولات القيادة الفلسطينية إلى إرغام دولة الكيان على الرضوخ إلى الارادة الدولية، إلا أنه لغاية اللحظة لم يحصل اي اختراق في الجانب السياسي على الرغم من وجود العديد من قرارات مجلس الأمن تدعو إسرائيل إلى الانصياع للإرادة والشرعية الدولية لكنها لم تعر كل هذه القرارات اي اهتمام معتمدة على دعم أميركا ودول الاستعمار لها.
إن ما يجري حالياً في قطاع غزة من إبادة جماعية وتعاظم الحديث داخل أروقة حكومة الكيان بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير أهله خارج البلاد والتواصل مع العديد من الدول تدعوها إلى استقبال المهاجرين الفلسطينيين من قطاع غزة تطل علينا بريطانيا من جديد من خلال عراب الاستعمار العالمي توني بلير بتوكيله مُهمة التواصل مع الدول ليقنعهم باستقبال المهاجرين ظاناً انه يستطيع تنفيذ هذه المهمه وخاصة أن الشعب الفلسطيني وقيادته قرارهم واضح بأن لن تكون هناك اي هجرة جديدة مهما كانت الضغوطات ومهما كلف ذلك من ثمن، ولن يكون هناك أثمان أكبر مما يدفع الشعب الفلسطيني، وهناك عشرات الالاف من الشهداء، و أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في العراء دون أي مقوم من مقومات الحياة، لكن رسالتهم واضحة بأنهم صامدون في أرضهم مهما تجبرت دولة الاحتلال وحلفاؤها ستفشل مهمة التهجير التي كلف بها توني بلير وسيبقى ما يجري هناك وصمة عار في جبين كل دعاة حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها