كل شيء جائز في أميركا، بما في ذلك أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة، رغم العروض الجنونية التي أدّاها وخصوصاً في جولاته الانتخابية، ما حد بمنافسته كامالا هاريس، إلى اقتراح عرض المرشح الجمهوري على الأطباء للتأكد من سلامة قدراته العقلية.

التنافس الحاد بين هاريس وترامب، أظهر أن خطراً حقيقياً يتهدد العالم، ما دامت هذه النماذج القيادية هي المتحكمة في القرار الدولي، في زمن تشتعل فيه الحروب، في منطقتين حيويتين من العالم، أوروبا والشرق الأوسط.

لقد جربنا ترامب حين كان رئيساً لمدة أربع سنوات، ورأينا كيف كان حال العالم في ظل رئاسته، وإذا كان الأهم بالنسبة لنا هو ماذا فعل بمنطقتنا، فيكفي التذكير بتقديم القدس والجولان وثلث الضفة الغربية كهدية لإسرائيل، وكأنها شقة من برجه الخاص في نيويورك.

أمّا السيدة هاريس، فقد جربنا إدارتها الديموقراطية التي جسّدها السيد بايدن، وكانت شريكته في الإدارة، وخلاصتها على مدى أربع سنوات، جرى احتيال على الناخبين الذين منحوه أصواتهم من أجل أن يدخل تعديلاً إيجابياً ومتوازناً على السياسية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. غير أنه فاجئ الجميع بتنصله عن كل وعوده وانتهاج سياسة جعلت الحرب على غزة تمتد لأكثر من سنة ولتشمل الشرق الأوسط كله بحيث قامت إدارته بتمويلها من الألف إلى الياء.

ماذا لو فاز ترامب وهذا ما ينتظره نتنياهو ويراهن عليه. فالأمور في منطقتنا والعالم ستدخل مرحلة أكثر سوءًا وشراسة مما هي عليه الآن، أمّا إذا فازت هاريس فلنحضر أنفسنا لأربع سنوات هي استنساخ حرفي لسنوات بايدن والنتيجة احتراق الشرق الأوسط.