في الحرب العربية الإسرائيلية الخامسة على أرض لبنان عام 1982 حيث قاتل فلسطينيون ولبنانيون وسوريون ومتطوعون عرب في أطول حرب بيننا وبين العدو، برزت أسماء قادة وشهداء وأبطال كثيرون، لكن قلّة كانت تعرف أنه كان في غرفة عمليات القوات المشتركة قائد يجمع بين روح الثوار واندفاعهم وعلم العسكريين وخبرتهم هو العميد الشهيد سعد صايل (أبو الوليد) الذي كان المقاتلون يفهمون عليه دون أن يتكلم ، وهو أصلاً كان قليل الكلام إن لم نقل عديمه.
كان أبو الوليد هدفًا دائمًا للطيران الحربي الصهيوني في عدة غرف عمليات إختارها لتكون مقر قيادته، وكان الأقرب إلى القائد العام الشهيد أبي عمار ونائبه القائد الشهيد خليل الوزير (أبي جهاد)، ولدى خروج قوات الثورة من بيروت بموجب "الخدعة" التي إسمها "اتفاق فيليب حبيب" حرص أبو الوليد أن يبقى إلى جانب قوات الثورة في البقاع اللبناني ويعيد تنظيم صفوفها إيمانًا منه أن ثورة فلسطين لا تنهيها حرب هنا أو مؤامرة هناك.
ولكن من فشل في اغتياله جوًا خلال حرب الأشهر الثلاثة نجح في اغتياله برًا في منطقة البقاع في مثل هذا اليوم 25-9-1982 منهيًا بذلك حياة من جمع بكفاءة نادرة بين الروح الثورية والأكاديمية العسكرية.
ولكن العدو لم يستطع إنهاء الثورة التي حملها أبو الوليد في عقله وقلبه، ولا في إنهاء حركة "فتح" التي حملته في قلبها ووجدانها، كما حملت عشرات الآلاف من القادة والشهداء والأبطال.
كان أبو الوليد -رحمه الله- معجبًا بإثنين من القادة العسكريين العرب اللذين استشهدا في جبهات القتال، أولهما الشهيد يوسف العظمة وزير الدفاع السوري الذي استشهد في معركة ميسلون وهو يواجه جيش الاحتلال الفرنسي أثناء تقدّمه الى دمشق في تموز 1920.
وثانيهما الفريق الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري الذي استشهد على جبهة قناة السويس في آذار 1969 وهو يجهّز الجيش للعبور في حرب تشرين المجيدة عام 1973، كما لم يكن يخفي إعجابه بالشهيد عبدالقادر الحسيني الذي استشهد دفاعًا عن القدس في نيسان 1948 وبكل شهداء فلسطين والأمة وقد نال الشهادة مثلهم.
الخلود لذكراه وذكراهم جميعاً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها