بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 2- 8- 2023

*فلسطينيات
أبو ردينة: عودة الاقتحامات الإسرائيلية لنابلس وجنين مترافقًا مع عمليات إعدام مواطنين تصعيد خطير

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: "إن الصمت الدولي وغياب المحاسبة هو الذي شجّع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في ارتكاب جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها جريمة إعدام قوات الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء، بدم بارد للطفل محمد فريد شوقي الزعارير (15 عامًا) قرب بلدة السموع جنوب الخليل، والشاب مهند المزارعة شرقي القدس".
وقال: "إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحدى القانون الدولي بعمليات القتل اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني، وتصر على المضي في عمليات القتل والإعدامات الميدانية، واقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وإنزال أشد العقوبات الجماعية بحق أبناء شعبنا، بما يتناقض مع الشرعية والقوانين الدولية الإنسانية".
ودعا أبو ردينة، المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن، إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مشددا على ضرورة تدخل الإدارة الأميركية لوقف هذه البلطجة الإسرائيلية قبل فوات الأوان، لأن البديل هو جرّ المنطقة إلى مربع العنف وعدم الاستقرار .
وأكد الناطق الرسمي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية تتحملان مسؤولية تدهور الأوضاع وانفجارها، مشيرًا الى أن تحقيق الأمن والاستقرار يأتي من خلال الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وليس عبر إعدام الأطفال واقتحام المدن وسياسات العقاب الجماعي.

*مواقف "م.ت.ف"
فتوح يدين إعدام الاحتلال الطفل الزعارير

أدان ‏رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إعدام جيش الاحتلال، مساء أمس الثلاثاء، الطفل محمد الزعارير من بلدة السموع، جنوب الخليل.
وقال فتوح، في بيان صحفي: "إن قتل أطفال فلسطين عملية منظمة تقوم بها إسرائيل بهدف الإبادة العنصرية، ومنذ بداية الاحتلال وحتى يومنا هذا، ارتُكبت عشرات المجازر وعمليات الإعدام والقتل بحق مئات الأطفال الفلسطينين، وأصابت المئات منهم، ما تسببت لهم بعاهات دائمة، في انتهاك واضح لمواثيق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي تحمي وتكفل حق الطفل الفلسطيني في الحياة والحرية".
وأضاف" أن صمت المجتمع  الدولي عن جرائم الاحتلال بحق شعبنا يشجعه على الاستمرار بذلك.

*إسرائيليات
تقرير خطة بنك إسرائيل يرفع مستوى المخاطر على النظام المالي في إضعاف القضاء

رفع بنك إسرائيل، اليوم الأربعاء، تقديره لمستوى المخاطر على استقرار النظام المالي في إسرائيل بسبب تأثيرات الاقتصاد الكلي، من "متوسط – منخفض" حتى الآن إلى "متوسط – مرتفع".
وكرر الخبراء الاقتصاديون في بنك إسرائيل، من خلال تقرير الاستقرار المالي للأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أن خطوات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بإضعاف جهاز القضاء هي مصدر الخطر المركزي على الاستقرار المالي في إسرائيل وإضعاف الاقتصاد.
وأشار بنك إسرائيل إلى عاملين أثّرا بشكل خاص في النظام المالي: الأول، هو استمرار رفع الفائدة وتباطؤ النمو في إسرائيل والعالم؛ والثاني، هو تبعات الخطة القضائية الحكومية، خاصة ما يتعلق بالأداء الاقتصادي.
وحذر التقرير من أن تصاعد هذين العاملين، أي الفائدة والخطة القضائية، من شأنه أن يشكل تحديا للنظام المالي في المدى الزمني المتوسط.
وأضاف التقرير أنه توجد للأسر والشركات "وسائد أمان"، خاصة بسبب الهبات أثناء جائحة كورونا وبفضل الأداء النقدي في تلك الفترة، الذي زاد كمية المال في المرافق الاقتصادية.
إلا أن تقرير بنك إسرائيل يوضح بشكل قاطع أن إجراءات تشريع خطة إضعاف جهاز القضاء ألحقت ضررا بالاقتصاد الإسرائيلي.
ولفت التقرير إلى أن "انعدام اليقين حول التغييرات التشريعية رفع علاوة المخاطر على المرافق الاقتصادية ورافقها تراجع سعر الصرف (للشيقل) الذي أدى إلى ارتفاع التضخم وانخفاض أسعار الأسهم وزيادة تقلبات سوق العملات الأجنبية والأسواق المالية".
وأشار إلى أن تأثير التشريعات القضائية في الاقتصاد كان في النصف الأول من العام الحالي "بارزًا، وتغيرت شدته وفق تقدم التشريعات".
وأضاف أنه "منذ بداية عام 2023، ورغم الصدمات (الاقتصادية) العالمية، فإن العنصر المحلي هو الأكثر أهمية في تفسير التطورات السلبية في الأسواق المحلية المختلفة".
ووفقًا للتقرير، فإنه بدءًا من النصف الثاني من عام 2022، بدأ الانتعاش في تجنيد الأموال لشركات هايتك في العالم، بينما لا يزال اتجاه التراجع في هذا المجال في إسرائيل على حاله.
وأضاف التقرير أن التخوف المركزي من خطة إضعاف جهاز القضاء هو من تبعاتها في المديَين المتوسط والبعيد، وحذر من أن الخطة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو، وتراجع ثقة المستثمرين وجاذبية الاقتصاد، وتراجع القدرة على جذب استثمارات أجنبية، وارتفاع تكاليف الدين العام، وضرر محتمل على استقرار النظام المالي.

*أخبار فلسطين في لبنان
وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك في عين الحلوة لتثبيت وقف إطلاق النار

دخل بعد عصر يوم الثلاثاء وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، إضافة إلى ممثل حركة أمل المهندس بسام كجك وممثل التنظيم الشعبي الناصري أبو جمال عيسى، وانقسم إلى قسمين قسم دخل إلى البركسات، والتقى مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان وفي منطقة صيدا وقائد المشتركة والقادة الميدانيين وقسم آخر اتجه إلى الشارع التحتاني ليلتقي القوى الإسلامية في عين الحلوة.
وقال أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان اللواء فتحي أبو العردات إن "على إثر الجريمة التي ارتكبت بالمخيم، واستهدفت اللواء أبو أشرف العرموشي ومجموعة من رفاقه، اتفقنا على تثبيت وقف إطلاق النار، حيث أخذنا قرار وقف إطلاق النار قبل يومين بعد سلسلة اجتماعات حصلت خلال هذا الوقت، وها نحن في هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان أتينا إلى مخيم عين الحلوة لتأكيد وقف إطلاق النار وتثبيته، وهذه هي مهمتنا الأساسية؛ لأن حماية أمن المخيم وأمن الناس مسؤوليتنا جميعًا".
وأضاف اللواء أبو العردات: "موجودون جميعنا هنا ومعنا إخوة من الأحزاب اللبنانية، وتوزعنا إلى فريقين فريق توجه إلى مسجد النور ونحن هنا، وسنقوم بزيارة المواقع ومحاسبة كل من يتجاوز قرار إطلاق النار، وسنقوم بتسجيل أي خرق من أي جهة".
وختم أبو العردات "نقدر دور الأمن الوطني والقادة الميدانيين، والجريمة التي تم ارتكابها جريمة كبيرة، وهذه رد فعل طبيعي على ما حصل؛ شكلنا لجنة تحقيق مشتركة من كل الفصائل وهي ستتابع هذا الموضوع، وسنضع المعطيات التي نمتلكها في تصرفها، وسيتم رفع الغطاء على من ارتكب هذه الجريمة، وسيتم تسليمهم للعدالة والقضاء".

*آراء
الفدائي الثائر قدري أبو بكر.. أيقونتي السرمدية/ بقلم: فادي قدري أبو بكر

لم تكن علاقتي بوالدي الشهيد اللواء قدري أبو بكر يومًا من الأيام علاقة ابن بأبيه فحسب، بل كان لي أخًا وحبيبًا وصديقًا.. كان لي قائدًا ومعلمًا وقدوة.. وكثيرون ما كانوا يستغربون طبيعة علاقتنا.. فمنهم من وصفها بالعلاقة "الوثنية"، ومنهم من شخصها بـ "التعلق المرضي"!.
نعم أنا مجنون قدري .. كنت أعيش وأتابع كافة تفاصيله، وكانت حياتي كلها مكرسة لخدمته وإسعاده.. درست وتعلمت من أجله.. عملت وخدمت وكافحت من أجله.. تزوجت وأنجبت "أريج" و "قدري" من أجل إسعاده .. وكانت إيماءة رضا منه تعني لي الدنيا وما فيها.. هو حبي الأبدي والسرمدي والأزلي بلا منازع..
بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية في العام 1967، كان قدري أبو بكر متشوقًا جدًا للالتحاق بالفدائيين مع أن عمره لم يتجاوز الخامسة عشرة، فخرج بداية عام 1968 إلى الأردن للالتحاق بالثورة والفدائيين، حيث سجل اسمه للذهاب إلى أول دورة عسكرية لحركة فتح في العاصمة العراقية بغداد، وبعد أن حدد يوم السفر وتجمع الفدائيون في ساحة كبيرة للمغادرة في باصات مخصصة لنقلهم إلى بغداد، وبعد أن قرأوا اسم قدري أبو بكر .. وما أن هم للصعود، اوقفه المسؤول وقال له: "أنت تعال غدًا لتصعد مع المجموعة الثانية"، حيث أدرك قدري حينها أنه كان يريد استثناءه لصغر سنه، فقال: "أريد أن أصعد الآن".. فقال المسؤول: "ليس لك مكان"، وكان قدري يمسك بيده اليسرى بالمأسورة المثبتة عموديًا عند باب الباص.. وما أن أزال المسؤول يده عنها، أمسك قدري باليد اليمنى .. وقال له: "إن لم يكن لي متسع بالباص فبإمكاني أن أبقى على السلم الخلفي للباص" .. وأمام هذا العناد والإصرار، قال المسؤول أخيرا وبعصبية: "اصعد".
كان الصعود إلى هذا الباص أول انتصار لقدري أبو بكر، وما بين انتصاره الأول، وانتصاره الأخير لرفاق القيد والمسيرة في الأول من تموز 2023، برسم البسمة على وجوه أطفالهم وأحفادهم. خمسة وخمسون عامًا من الملاحم والبطولات والانتصارات في الكفاح المسلح والقطاع الغربي وهناك خلف أسوار السجون والمعتقلات، وحيث نفي في العراق، وبعد عودته إلى أرض الوطن.
لم يكن اسمه الحركي "بكر مصطفى الفارس" مصادفة، فقد كان فارسًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. قائدًا وملهمًا ونموذجًا في الإخلاص والعطاء والتضحية والفداء في كل محطات حياته النضالية.. وقد أطلق عليه رفاق دربه العديد من الألقاب .. "المسيح".. "القديس" .. "الفدائي النقي" .. "ضمير الحركة الوطنية".. "القاسم المشترك".
عذرًا لكل الأيقونات.. فقدري أبو بكر هو أيقونتي للحب والإنسانية.. للنضال والتضحية.. للفداء والبطولة.. للصبر والصمود.. للوحدة الوطنية والمسلكية الثورية.. هو أيقونتي لمعنى أن تكون فلسطينيًا.
في ظهيرة يوم السبت الموافق الأول من تموز 2023، رابع أيام عيد الأضحى المبارك، وفي تمام الساعة الواحدة وست وثلاثين دقيقة كان اتصاله الأخير بي، حيث أعلمني بخروجه من حفل لمعايدة أبناء وأحفاد الأسرى (وعددهم نحو أربعمئة طفل وطفلة) في مقر المقاطعة برام الله، وأذكر كم كان من صوته يبدو سعيدًا وفرحًا بهذا الحفل، وسألني بعدها عن مكان وجودي للذهاب سويا لمعايدة خالتي الأسيرة المحررة شذى عودة في بيتها الكائن في رام الله، وعندما أخبرته بأنني أعمل على أطروحة الدكتوراة.. قال: "خليك اشتغل على الدكتوراة أهم.. أنا عندي مشوار صغير، وبنلتقي المسا"..
وذهب أبي ولم يعد.. رحل عن عالمنا للأبد.. وكانت آخر وصاياه أن نستكمل مسيرتنا التعليمية.. تاركًا خلفه وجعًا وألمًا عميقًا وسرمديًا لا يمكن ان تتسع حروف اللغة لوصفه.
وهكذا بات الأول من تموز الأسود.. هو ذكرى رحيل والدي، وذكرى توقف الحياة عن النبض في قلوبنا التي ما زالت على قيدها.. فأي حياة هذه بدونك يا أبا فادي؟!..
في جنازة مهيبة ومراسم عسكرية تليق بمقام شهيد الواجب الوطني وشرف العسكري المقاتل والفدائي الفلسطيني الثائر، ودعت فلسطين شهيدها اللواء قدري أبو بكر، ليسجى جثمانه الطاهر في جوف أرض بديًا التي استبد حبها به، موصيًا إيانا بمواصلة الطريق نحو القدس، وبأن لا ننسى أسرانا الذين نرسل إليهم التحايا، شاكرين لهم وفاءهم الطبيعي للأسير المحرر قدري أبو بكر.
آآآه يا رفيق العمر.. عشقت فلسطين وشعبها، فكانت الوفية لك.. وبكتك فلسطين بشبابها ونسائها.. بأطفالها وشيوخها.. ونعتك كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية.. وأعلنت الحركة الأسيرة الحداد وفتح بيوت عزاء على روحك الطاهرة، وفتحت بيوت عزاء في شقي الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة) وفي الأردن والمدينة المنورة والولايات المتحدة الأميركية، وتلقينا برقيات تعزية من مختلف أنحاء العالم من سفارات وجاليات ومؤسسات، ...إلخ.
لقد كانت الجنازة وبيوت العزاء لوحة وطنية وحدوية بامتياز.. كانت صرخة للوحدة الوطنية على أمل أن تحاكي هذه اللوحة واقعنا الفلسطيني، فهذا هو الوفاء الحقيقي لقدري أبوبكر.
بمناسبة ذكرى ميلاده السبعين التي حلت في العاشر من كانون ثاني 2023 الماضي، كنا نتباحث أنا وست الحبايب "أم فادي" قبل شهرين من هذا اليوم تقريبًا، حول ضرورة أن نقيم حفلة مفاجئة ومميزة تكريما لوالدي بهذه المناسبة.
وبالفعل بدأنا أنا وأمي وإخوتي دانا وفرات وزوجتي "أم قدري" بالتحضيرات على قدم وساق، من حيث التنسيق مع رفاق دربه المتواجدين في مختلف محافظات الوطن والشتات، وكانت عملية مضنية، خاصة من ناحية الوصول إلى بعضهم المتواجد في المهجر والشتات.. وطلب فيديوهات قصيرة من كل واحد منهم يرسل فيها الرسالة التي يريد بهذه المناسبة. وقد تم تجميع صور من مختلف محطات حياته النضالية، وعمل فيلم متواضع بجهود شخصية، هذا فضلاً عن تزيين القاعة (قاعة آرام)، وهي القاعة نفسها التي أقيم فيها بيت العزاء.. وحولناها إلى لوحة وطنية بامتياز، حيث تم تزيينها بالاعلام، والبالونات التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني، وارتدينا زيًا موحدًا يتزين باسم والدي الحبيب.. وقد تم دعوة المقربين من العائلة والاصدقاء/ حوالي 50 شخصًا.
ولأنني أعرف مدى اهتمامه ومتابعته الدائمة لقناة "روسيا اليوم الفضائية"، أخبرته بأن القناة قد تواصلت معي وطلبت مني التنسيق لإجراء مقابلة حصرية معه في بديا، وأخبرته بأن القاعة (قاعة آرام) هي المكان الأنسب لإجراء المقابلة، بفعل المساحة التي ستمكن طاقم العمل من إعداد الموقع وتجهيز المعدات وإلخ.. وبالفعل نجحت الخطة ودخل القاعة كما خططنا ليتفاجأ بتصفيق الحضور، وعلى وقع الأغاني الوطنية الثورية، وأدخلناه القاعة كما يدخل العرسان إلى قاعة الأفراح ..
لم يكن حفل عيد ميلاد اعتياديًا.. بل كان حفلاً وطنيًا، لا بل كان حفلاً تأبينيًا في حياته.. فقد بدأت الحفل الذي كنت عريفه، لأوجه كلمة له من القلب، عاهدته فيها بأن أكون له كما سماني "الفادي" الذي يفتديه بروحه ودمه.. ولكن بكل وجع وحسرة وألم أقولها: إن القدر لم يكرمني بأن أكون الفادي له.. ولكن لا اعتراض .. قدر الله وما شاء فعل بأن يختاره إلى جواره، عسى أن تكون حياتي من بعد الأول من تموز مكرسة حتى آخر يوم فيها لأفتدي ذكراه بكل ما أوتيت من قوة وصبر وعزيمة، وأن أستمر على نهجه الوطني والإنساني المنقطع النظير.
ومن بعد أن أنهيت كلمتي، قدمت خالي الحبيب محمود عودة "أبو مصطفى" القادم حينها من الأردن وبشكل مفاجئ، ليشارك والدي هذا اليوم، وليتلو قصيدة شعرية من تأليفه، تكريمًا ومعايدة له، ومن بعدها أصررت على أن يلقي والدي كلمة يشاركنا فيها خلاصات هذه المسيرة النضالية الطويلة .. هذه الأعوام السبعين التي قدم فيها أبو فادي نموذجًا ملهمًا في العطاء والفداء والتضحية والشجاعة والإقدام والمحبة..
ألقى والدي كلمة لا يمكن أن أنساها.. كلمة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها محاضرة وطنية بامتياز.. محاضرة في المسلكية الثورية، وتعريف بماهية الصلابة والصمود والبطولة والتضحية والفداء..
تحدث من القلب وبحرقة عن ذكرى نضالية جمعته بوالده الشهيد عمر أبو بكر.. وتحدث بوجع وألم عن واقع الأسرى داخل المعتقلات الصهيونية، الذين يحرقون أجمل سنوات عمرهم داخل السجون، وعن أبطال فلسطين كريم يونس وماهر يونس بشكل خاص.
كانت كلمته رسالة وطنية بامتياز.. رسالة الوحدة والمحبة.. رسالة الوفاء إلى الشهداء والأسرى.. رسالة الأمل والحرية ....
لم نكن نعلم أننا نؤبنك في حياتك.. فعذرًا لأنني لم أف بعهدي.. عذرا لأنني لم أكن لك "الفادي" في الأول من تموز الأسود.. وعزاؤنا أن الأبطال أمثالك لا يختارون أقدارهم.. الأقدار هي التي تختارهم.. فعهدًا يا أبا فادي.. أن نستمر على الدرب وأن نحافظ على الوصية، وأن أفدي ذكراك الخالدة بالعمل والعطاء والنضال حتى يوم اللقاء بإذن الله .
لا يسعني في هذا المقام، إلا أن أستحضر إحدى مقولات والدي الخالدة في روحي ووجداني ".. حاولوا اقتلاعنا ولكننا أبينا إلا ان ننزرع فيها حتى ولو مع القيد.. ونقاوم وسنظل نقاوم"..
فطوبى لروحك الطاهرة يا أبي وأخي.. يا حبيبي وصديقي.. يا قائدي ومعلمي وقدوتي.. يا من شرفتني بحمل اسمك العظيم.. "قدري ".. نعم هو قدري الذي أكرمني الله به.. عهدًا أن نبقى حافظين ومحافظين على القيم والمبادئ التي رسختها وزرعتها فينا.. كنت وستبقى أيقونتي للعطاء والتضحية والفداء..
طوبى لروحك العظيمة .. يا صاحب القلب الكبير الذي اتسع لخارطة فلسطين.. لأشجار الزيتون والتين .. طوبى لبندقية النضال وجغرافية الطرق التي نسجت بخطواتك عليها حكاية الفدائي العظيم.
قال تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه  فمنهم من قضىٰ نحبه ومنهم من ينتظر  وما بدلوا تبديلا ..." صدق الله العظيم.
من المهد الى اللحد.. لم تبدل تبديلا .. فطوبى لروحك الطاهرة الخالدة فينا ما حيينا.. عسى ان يتقبلك الله في عليين مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
عهدًا يا سيادة الشهيد اللواء أن نواصل المسيرة كما أوصيتنا.. "نقاوم وسنظل نقاوم "...