الحارث الحصني
يبدأ الدمار عند مدخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية بالظهور أكثر، كلما توغلت باتجاه مركزه، وسط علامات ذهول واضحة على وجوه السكان هناك، لحجم الدمار.
في الوقت ذاته، تعمل الطواقم المختلفة على إزالة الركام والدمار اللذين خلّفتهما آليات الاحتلال بالبنية التحتية في المخيم.
ووسط ضجيج الآليات التي تعمل في شوارع المخيم، يتبادل الناس الأحاديث المتشابهة عن الحاجة إلى وقت لاستعادة نمط حياتهم الذي كان قبل العدوان الأخير في المخيم.
وحين الولوج قليلا إلى داخل المخيم، تجد جمال عبيد (60 عاما)، منشغلا كامل الانشغال بإزالة الركام من أمام بيته في شارع المدارس، ركام "كشك" لبيع الشطائر لطلبة المدارس.
ويستفيد عبيد من موقع منزله المحاذي لطريق طويلة تقود إلى عدة مدارس، وهو مصدر رزقه الوحيد.
وقال عبيد: "بعد قصف الاحتلال مجموعة من الشبان، سمعنا منتصف الليلة الأولى من العدوان على المخيم ضجيج الجرافات وهي تتقدم، راودتني شكوك أن الكشك قد دُمّر".
ورغم أن الرجل لم يغادر منزله إلا بعد ليلة ونهار، لم يستطع التأكد من حجم الدمار الذي وقع على كشكه بالخارج، إلا أنه كغيره من المئات، حين غادر المخيم مساءً، تحت التهديد، رأى ما خلفته آليات الاحتلال المتوغلة في شوارع المخيم.
وتظهر كومة ركام للأخشاب وأكواب كرتون مقوى لبيع المشروبات الساخنة، وبعض الخبز والعصائر بعد تدمير الكشك.
وللعودة إلى الوضع الطبيعي، يحتاج الرجل إلى الكثير من الوقت والجهد والمال، إذ كلفه بناء الكشك (5000) شيقل في المرة الأولى.
جالسا فوق ركام الكشك، قال الرجل، وقد مد يده نحو طاولة طعام في فناء بيته: "سأضع المعدات، والمواد المستخدمة في إعداد الوجبات السريعة للطلبة عليها، لن يكون هناك انتظار حتى أنهي إعادة تأهيل الكشك".
وباشرت الطواقم الميدانية لبلدية جنين ومجلس الخدمات المشترك، وشركات خاصة، أعمالها الميدانية لإزالة آثار الدمار الكبير، الذي خلّفه عدوان الاحتلال الإسرائيلي في البنية التحتية وممتلكات المواطنين في مدينة جنين ومخيمها.
وقال وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، اليوم الأربعاء، إن الطواقم الميدانية تبذل كل جهد ممكن منذ الساعات الأولى لانسحاب قوات الاحتلال من مخيم جنين، لضمان إعادة إيصال الخدمات الأساسية وتوفيرها للمواطنين من مياه وكهرباء واتصالات بأسرع وقت، وإعادة تأهيل الطرق وإصلاحها، وإزالة ركام المنازل التي قُصفت.
ومخيم جنين، أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين، ويطل على سهل مرج ابن عامر من جهة الشمال، وتحده من الجنوب قرية برقين، ويمر به وادي الجدي من المنطقة الغربية.
وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة، وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة.
وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها