بسام أبو الرب

عادت عائلة منصور إلى منزلها في مخيم جنين، صباح اليوم الأربعاء، بعد أن تركته مجبرة جراء العدوان الإسرائيلي الذي استمر لنحو يومين.

تجلس العائلة بالقرب من منزلها في حارة مطعم الوكالة، تنظر إلى ما حل به من دمار جراء تفجير أجزاء من جدرانه.

يقول وليد منصور (65 عاما): "لم نكن نتوقع ما حدث عندما اقتحموا المنزل قرابة الساعة الواحدة والنصف فجر الإثنين الماضي، وفجروا البوابة الرئيسة، دون السماح لنا بفتحها".

ويضيف: "فور اقتحام المنزل أطلق الجنود نحوي كلبا بوليسيا كان معهم، وحاول نهش يدي، فحاولت منعه والدفاع عن نفسي، ولم يتدخل الجنود إلا بعد دقائق وهو يجلس على صدري".

ويتابع منصور: "تم احتجازي وزوجتي وابني لأكثر من 12 ساعة داخل إحدى الغرف، عقب انتشار القناصة داخله، ثم اعتقلوا ابني واقتادوه إلى معسكر الجلمة، وحتى اللحظة لا نعلم عنه شيئا".

يصل أحد الجيران للاطمئنان على عائلة منصور، وسؤالهم عن أحوال بعضهم كان يطغى على مشاهد الدمار الذي لحق بمنازل المخيم وشوارعه.

يحاول منصور الوصول إلى منزل ابنته المقابل لمنزل العائلة، لكن قنابل الاحتلال سبقته إليه لتُحدث فجوة كبيرة في جدرانه، يقول: "لم أكن أريد الخروج من المنزل، لكن إصرار أحد أبنائي على ذلك جعلني أغادره إلى مكان لم يكن أكثر أمانا أيضا".

ويضيف: "هذه المرة الثالثة التي أترك منزلي فيها بسبب الاحتلال، فالمرة الأولى كانت في عام 1967 عند احتلال الضفة، حيث لجأنا إلى قرية جبع لأكثر من 10 أيام، وفي عام 2002 خرجنا أيضا من المنزل، وهذه المرة أيضا".

يحاول بعض الفتية سؤال بعضهم عما حصل في الحارات الأخرى من المخيم، لتجدهم يؤكدون حجم الدمار وما شاهدوه بعد انسحاب قوات الاحتلال عقب 48 ساعة من الاقتحام، الذي أدى إلى استشهاد 12 مواطنا وجرح نحو 120، منهم 20 في حالة الخطر.