مها الشيخ
مع مرور الوقت تتضاءل إمكانية علاج الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة (62 عاما)، قبل عامين من الإفراج عنه بعد أن أضافت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حكمه عامين إضافيين ليصبح (39 عاما)، أمضى منها (37 عاما).
تدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ شهر آذار/ مارس الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد تحرره السابق، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.
وعن ذلك، قالت زوجة الأسير وليد دقة، سناء، إن إدارة سجون الاحتلال أعادت دقة يوم الخميس الماضي إلى "عيادة سجن الرملة"، التي لا تستوفي لأدنى الشروط الأساسية للعلاج، رغم وضعه الصحي الرئوي والقلبي المعقد، حيث لديه قصور في القلب، أدت إلى ضعف عضلته، مع العلم أن هذه التنقلات بين مستشفى "أساف هروفيه"، و"عيادة سجن الرملة" تفاقم من الوضع الصحي الخطير لدقة.
في شهر نيسان/ أبريل الماضي، خضع الأسير دقة لعملية جراحية جرى استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى "عيادة سجن الرملة"، وفي 22 مايو/أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى "عيادة سجن الرملة"، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددا إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، ثم أعيد إلى الرملة.
بالنسبة للمسار القانوني للأسير دقة، وضحت سناء أن العائلة كانت تسعى للذهاب للجنة العادية للنظر في قضية دقة، لأنها تعطي هامش مناورة قضائي وقانوني أفضل بكثير من لجنة المؤبدات، لكن سلطات الاحتلال رفضت النظر للقضية في اللجنة العادية، وأحالتها للجنة المؤبدات، على أساس أن ينظر لقضية وليد وكأنها استمرار لحكمه المؤبد الأول (37 عاما)، بالرغم من أن هذا الحكم انتهي في آذار/ مارس الماضي قبل أن يضاف لحكمه عامان إضافيان، مشيرة إلى أن بت لجنة المؤبدات في قضيته تجعل من احتمالات الإفراج عنه قريبة من الصفر.
"رفضنا الاحتكام للجنة المؤبدات، في محاولة لاستنفاد الإجراءات كافة أمامها، لأن الهيئات القضائية وما تسمى "بالمحكمة العليا" ستعيدنا للجنة المؤبدات، ونحن مدركون أن قضية وليد ستبت فقط داخل الهيئات العليا وما يسمى "بالمحكمة العليا الإسرائيلية"، تتابع سناء واصفة ذلك بالمعركة القانونية رغم احتمالاتها الضعيفة، ولكنها حريصة على عدم توفير أي جهد أو فرصة من أجل الضغط لإبطال الحكم الإضافي وإطلاق سراح وليد.
يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرا، حيث اعتقل في 25 من آذار/ مارس 1986، وارتبط عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رزق وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة.
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 أسير، ممن شخصت حالتهم الصحية فقط، منهم (24) أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة أبرزهم حالة الأسير القائد وليد دقة، والمعتقل عاصف الرفاعي، وتعتبر حالتهما الصحية اليوم أصعب الحالات من بين الأسرى المرضى، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.
ومنذ عام 1967، استشهد (237) أسيرا كان من بينهم (76) أسيرا استشهدوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، آخرهم الشهيد خضر عدنان، وقبله استشهد الأسيران أحمد أبو علي وناصر أبو حميد.
وتشكل "عيادة سجن الرملة" الذي يطلق عليها الأسرى "بالمسلخ" شاهدا على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيها (17) أسيرا مريضا في ظروف مأساوية من بينهم الأسير وليد دقة.
المصدر: وكالة انباء وفا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها