تشكل جريمة الإبادة الجماعية والانتهاكات الإسرائيلية على اختلاف بشاعتها صورة وحشية لحقيقة الاستعمار الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، الأمر الذي يتطلب استراتيجية رصد وفضح للممارسات العدوانية وإيصال صوت الضحية الفلسطينية للعالم، بما في ذلك توثيق ونقل مشاهد القتل والاعتداء والقصف والتجويع اليومية في غزة والقدس ومدن فلسطين ولبنان على شاشات التلفزة ووسائل الاعلام كافةً، ليدرك العالم حجم الخطر الإنساني.
وبموجب قرار الجمعية العامة الصادر في الجلسة العامة رقم 88 بتاريخ 17 كانون الأول عام 1996م، تمّ إعلان 21 تشرين الثاني من كل عام (اليوم العالمي للتلفزيون)، باعتباره أكبر مورد للمادة الإعلامية المصورة، مع الأخذ بالاعتبار طبعاً التسارع المعاصر في مجال تقنيات الإعلام الرقمية حتى أصبحنا نعيش عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتوسع في إنشاء المنصات والمواقع الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن التلفزة العالمية ما تزال مهمة في توعية الرأي العام العالمي بمختلف القضايا الوطنية والدولية، خاصة في مناطق النزاعات والصراعات ونقل مشاهد الاعتداءات والانتهاكات كما هو الحال في فلسطين المحتلة.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وانطلاقاً من أهمية الأيام الدولية ولو في جانبها الإعلامي على أقل تقدير، تجد من المهم تذكير النخب القائمة على العمل الإعلامي باختلاف أشكاله وأساليبه إلى مسألة مهمة، وهي أن الإعلام اليوم أصبح هو نافذة الأمل في فضح الممارسات الإسرائيلية ومواجهة الرواية الإسرائيلية المزيفة والمدعومة بإعلام تلفزيوني فضائي ومواقع إلكترونية ووحدات عسكرية مختصة بإغلاق ومحاربة المحتوى الفلسطيني والعربي والدولي المؤيد للحق الفلسطيني، بما في ذلك إنشاء وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 2015م وحدة خاصة لمحاربة المحتوى الناطق بالعربية واتهامه بالكراهية واللاسامية، وهو جزء من منظومة تضييق إعلامي وتعليمي إسرائيلي يمنع كل ما يعبر عن التاريخ والهوية الفلسطينية، علماً بأن الإعلام اليوم خاصة ما ينشر من المقاطع المصورة سواء تلفزيونية أو على شبكات التواصل الاجتماعي والتي تسجل وتوثق جرائم إسرائيل أصبحت مهمة في تحريك الرأي العام الغربي لنصرة الشعب الفلسطيني، كما أصبحت أدلة قانونية لمحاكمة أفراد الجيش الإسرائيلي الأقل بل عديم الأخلاقيات والشرف العسكري بما يقوم به من مجازر يراها العالم أجمع.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وفي اليوم الدولي للتلفزيون وفي كل مناسبة إعلامية تستذكر شهداء وجرحى الإعلام في فلسطين ولبنان ممن تعرضوا للقتل والاغتيال الإسرائيلي، وتتقدم بالتحية والاعتزاز من الصامدين والمرابطين في المدن الفلسطينية خاصة في غزة وتحت القصف واستمرارهم رغم الألم والجوع ونقص وضعف الإمكانيات والمعدات في نقل مشاهد جريمة العصر الإسرائيلية البربرية، و تدعو اللجنة الملكية لشؤون القدس المنظمات والمؤسسات الإعلامية والقانونية والإنسانية انقاذهم خاصة أن القانون الدولي والإنساني كفل لهم الحماية وعدم التعرض للأذى، غير أن إسرائيل ما تزال تقوم وبشكل صارخ بقتل كل أصوات الحق وحملة الأقلام الشريفة والكاميرات الناطقة بالنزيف الفلسطيني، وتقدم اللجنة الملكية لشؤون القدس فخرها بالاعلام الأردني على اختلاف أشكاله الذي ينقل معاناة أهلنا في فلسطين للعالم، ويواصل بيان الجهود الأردنية المعروفة للقاصي والداني، تأكيداً من إعلامنا على أن بوصلة الإعلام الأردني وقلمه وقنواته هي فلسطين والقدس.
وسيبقى الأردن شعبًا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس السند لأهلنا في فلسطين والقدس سيواصل إعلامه ودبلوماسيته وكافة مؤسساته، داعمًا بكل الإمكانيات مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها