يوم الخميس الماضي كان يوماً مميزاً في مسيرة النضال الفلسطيني المميزة والمتصاعدة، فقد عم الإضراب كل فلسطين، القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وترك ذلك الإضراب جميع أنواع مفاعيله حيث يوجد الإنسان الفلسطيني سواء في المناطق المحتلة عام 1984، في الجليل والمثلث والنقب، وفي المدن المختلطة مثل عكا وحيفا والناصرة واللد والرملة ويافا، فكل وجود فلسطيني في أرض الوطن الأصلي فلسطين باسمها الذي أصبح حكراً عليها أو بالأسماء المزورة التي أطلقت عليها من اليهودية الصهيونية التي تجسدت بشكل دولة منذ العام 1948 باسم مستعار هو إسرائيل، والذي تورطوا في إقامتها بكل أشكال القوة المجرمة وخاصة في أميركا وأوروبا في دول المسيحية الصهيونية، التي لم يعد لها تعريف الآن، لأن خطاياها انفجرت في ذاتها، ولأن مشاكلها الوجودية المبشرة بما هو أخطر، تلاحقها أينما أدارت وجهها، وإن عقاب ربك لكبير.

الإضراب العام يوم الخميس الماضي، كان كما أعلن، بمناسبة استشهاد عدي التميمي عند حاجز شعفاط في القدس، وشعفاط أصبحت شهيرة بمواعيدها النضالية، سواء معركة شعفاط الأولى حيث اعترفت إسرائيل نفسها أن الجيش الإسرائيلي هبط من مستوى الدعاية التي تحيط به، ففي شعفاط الأولى كان الشبان الفلسطينييون مجموعة، وكان القتلى من الإسرائيليين عددًا كبيرًا، وهم المستهدفون الذين بوغتوا فسقطوا، وقد احتفى شعبنا في ذلك الوقت، بصعود المستوى النضالي للمهاجمين الفلسطينيين وجوهرة المباغتة، أي إقصاء العدو القدرة على الرد، والاعتراف بالعجز، أما العملية  الثانية التي كان بطلها الشاب عدي التميمي فلقد كانت نموذجاً عالياً للمباغته وها هو اسم عدي التميمي ينقش في الذاكرة الفلسطينية، ولهذا كان الإضراب العام حباً وتحية وإعجابا به من قبل شعبه، وقسماً باسم الله رب العالمين انكم أيها المحتلون الإسرائيليون أنكم لن تروا من فلسطين إلا نماذجها بطولية الخارقة التي ستذهب بكم في نهاية المطاف إلى للهزيمة.

أما أنت يا عدي التميمي، فلقد كتبت اسمك من وهج النار المقدسة، ومن الآن سنكتب اسمك الذي سيلقب به عشرات الآلاف من مواليدنا في فلسطين، إلى أين ذهب اسم عبد القادر الحسيني؟؟؟ إلى النسيان أم إلى انبثاق الحياة؟؟؟ إلى أين أضاء اسم أبو علي " حسن سلامة " إلى النواح أم إلى التبشير؟؟؟ أذكر رثاء الشاعر معين بسيسو لك يا أبا حسن:

لم يكن جميلاً مثلما كان في الساعة الرابعة

سقط رأس الأمير في القبعة

وانفجرت فراشة في مطبعة.

وأنت يا عدي التميمي، سينفجر اسمك في آلاف الأسماء الجديدة في وطنك فلسطين، ولك السلام،،،

 

المصدر: الحياة الجديدة