يظن رئيس حكومة منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية بقدرته على طمس الحقائق وخداع الرأي العام العالمي بروايات وأحكام، واتهامات يلصقها بالشعب الفلسطيني وقيادته السياسية، كلما أنتجت سياسته العنصرية واقعاً خارج حسابات حكومته العابثة بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، فنفتالي بينيت وهو المسؤول رقم واحد حالياً عن منبت الإرهاب في الشرق الأوسط يتهم رئيس السلام، رئيس الشعب الفلسطيني سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن بدعم الإرهاب، محاولاً التعمية على الحقيقة الثابتة لدى شعوب ودول وحكومات وقادة العالم، بأن الإرهاب الدموي المادي، بالتوازي مع النظري المنطلق بقوة دفع دينية مسيسة عبر أفظع استخدام للعقيدة اليهودية قد نما وتطور وتوسع خلال مئة عام ونيف حتى باتت لهذا الإرهاب دولة تسمى (إسرائيل)، لا يخفى على كل باحث عن الحقيقة المشاركة الفعلية لحكومات المنظومة الصهيونية العنصرية وأجهزتها الاستخبارية والأمنية في تشكيل جزر إرهابية ومدها بأسباب الاستمرار والقوة.
نفتالي بينيت يترأس حكومة دولة مصنفة حسب منظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة ومعايير القانون الدولي بأنها دولة تمييز عنصري؛ لأنها: "أنشات نظاماً مؤسساتياً من القمع والهيمنة على السكان الفلسطينيين لصالح الإسرائيليين اليهود".
ونعتقد أنه وكل أركان منظومته يعلمون أن الفصل العنصري (جريمة ضد الإنسانية) وفق القانون الدولي، وأن مرتكب الجريمة ضد الإنسانية لا يحق له اتهام الضحية أي (الشعب الفلسطيني ورئيسه وقائد حركة تحرره الوطنية) بالإرهاب.
ادعاءات بينيت وأقواله بحق الرئيس أبو مازن عاكس طبيعي للمأزق الذي يعيشه هذا العنصري الخارج أصلا من خيمة الليكود، ومن تحت عباءة بنيامين نتنياهو الذي دمر كل جسور وسبل السلام والممرات الضيقة المؤدية إليه، لكن لابد من النظر إلى الخطر الشديد الكامن في تصريحات بينيت، الذي لا نراه إلا تصعيدا لوتيرة الحملة الممنهجة على الرئيس أبو مازن، بقصد تجفيفه سياسيا على المستوى الدولي كمرحلة أولى، تمهيداً لاغتياله سياسيًا، وجسديًا، ما يعني أن سيناريو اغتيال الرئيس القائد الرمز ياسر عرفات أبو عمار، قد نقل من درج (ارئيل شارون) ووضع على طاولة نفتالي بينت لاستلهام سبل ووسائل التخلص من رئيس السلام أبو مازن الذي برهن على مصداقية في المواقف والمنهج السياسي، والثبات على المبادئ، حتى نال احترام الخصوم والأصدقاء على حد سواء بسبب حكمته وعقلانيته، وصبره وعمله الدؤوب لتأمين مصالح الشعب الفلسطيني الذي ائتمنه على القرار المستقل، ومواصلته بثبات المضي على درب الحرية والتحرر والاستقلال وفق مقتضيات القانون الدولي والشرعية الدولية، وإصراره على انتزاع الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني من براثن القوى الاستعمارية التي (أنشأت إسرائيل) أولاً، وتواصل مع رؤساء وملوك وزعماء دول العالم بصراحة غير معهودة وغير مسبوقة، واستطاع تحقيق إنجازات هامة مرتكزًا على إرادة وصمود وشجاعة الشعب الفلسطيني، إنجازات عرقلت وكبحت جماح المشروع الصهيوني الاحتلالي العنصري، فحوصرت سياسات حكومات منظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية الإجرامية في المحافل الدولية، حتى باتت (إسرائيل) في نظر العالم آخر نظام أبرتهايد وتمييز عنصري قائم كدولة في العالم.. لكن أمراً يجب ألا يغيب عن بال فلسطيني أو عربي أو حر في هذا العالم، هو أن المجرمين ضد الإنسانية قد وضعوا الرئيس أبو مازن في دائرة الاستهداف، وينتظرون الفرصة السانحة لتنفيذ مخططهم الإجرامي، لأنه وقف وما زال واقفًا بثبات وصلابة مرفوعتين على الحكمة والإيمان بالحق، يمنع قطار المشروع الاستعماري من المرور في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وتصدى على رأس الشعب الفلسطيني لصفقة القرن الاستعمارية وأسقطها، ورفض ما سميت (اتفاقيات ابراهام التطبيعية)، وكشف عورة نظام تل ابيب الإرهابي، وتمسك بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية السلمية، وحقوق عائلات الشهداء والأسرى والجرحى واعتبرهم أقدس ما لدى الشعب الفلسطيني.
قد نشهد تطورات دراماتيكية شديدة الخطورة، منها استدراج ردود أفعال فلسطينية على انتهاكات مستوطنين يهود متطرفين للحرم القدسي والمسجد الأقصى وذبح قرابينهم فيه، ما يعني إشعال نيران في القدس وفلسطين والمنطقة لا يمكن لأحد توقع الحدود التي ستصل إليها شرارات وألسنة اللهب التي يصمم نفتالي بينيت وريث شارون السياسي على إشعالها في القدس والمقدسات.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها